مداد من اديم
..
غسق بلون ( غاني ) لوحة بلون غبار الاتربة العالقه وزخات المطر تحيل بياض الثياب سوادأ
اطراف شوارع الخرطوم ترسم بالماء الاسن لوحة قاتمة السواد وانا اتابع خطوي
حفره تبتلع نصف جسدي والنظاره تغوص اسفل الهوة
بالكاد انتشلت جسدي وضحكة مكتومة من ( عاتكث ) تمتطي مع صديقها عربة فارهه
ربما ان المشهد يحاكي الافلام الكوميديه وسرعة الاكشن كان اسرع من دوران العدسات والا لفعلوها
ثم انصرفو في طريقهم غير ابهين كان بالامكان محو اثار المشهد بالمنزل لولا ان الظلام كان حالكا والصنبور يقذف ماء بلون الاديم
يلزمك ان تغتسل ثم تغتسل منه ايضا بالكاد عثرت علي مهجعي من حلكة الظلمة وبقية الاسرة مكومة في احدي الغرف التي تشبه غرف التحميض والصمت المتوجس يلفهم فقط همهمات صادرة من رفيقتي تحذر من الخروج خوفا من عودة التيار القاتل
تفاعل الايونات وذرات الهيدروجين ربما اصبح قنبلة موقوته
6 ساعات من الظلمة الحالكه وها هو الليل ينتصف
وهجوم انثي الانوفليس ينطلق من منصاته العائمه ويحيل تلك الغفوة التي اقتنصناها ( الي مايشبه نوم الديك في الحبل )
الخنادق غمرتها المياه واسفر الصبح عن جساد مباح مثقل باللسعات
وبعض قطرات من الدماء تسيل بعد ليلة دامسة وظمئة
استفقت و رفيقتي تتساقط من جلبابها قطرات المياه وثوبها الملطخ بالطين يثقل من خطوها
مااتعسه صباح اكتب هذه الرساله باخر مداد من خطوط الكهرباء
خرجت من المنزل وسقفه مازال ينزف وارضيته بالكاد تستوعب الدفق النازف كجرح الوطن
وطن مازال يعيش رهن سجانيه في ( بردلوبة دراويش) تمت حياكتها ببراعة من قادة احزابه بالقدر الذي يجعلها فاضحة وشفافة ويتيح لهم ممارسة التلصص واختلاس النظر
فيما يظل المواطن حبيسا في جبة الدراويش يتباهي العسكر بتلك البزة الثقيلة التي وان سترت عورة جسده فانها تكشف عن عورة عقلية
ولسان حال قادة جميع الاحزاب وادواتها علي اطلاقها لن اعيش في جلباب وطني
فانطبق علينا المثل … دروايش لاقو مداح .. اللهم لاتسلط علينا من لايخافك ولايرحمنا