الأعمدة

حرب السودان .. هل بات طوى نار الحرب وشيكًا ؟

 

منذُ منتصف أبريل / نيسان الماضي يشهد السودان إشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لتُخلف هذه الحرب العبثية كما وصفها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان أكثر من 3 ألف قتيل أغلبهم مدنيون ومايزيد عن 2.8 مليون نازح ولاجئ داخل وخارج أحد أفقر دول العالم بحسب وزارة والأمم المتحدة .

ونتيجةً لنذرٍ إنهيار كارثي وشيك جراء إستمرار الحرب برزت أصواتٍ تُنادى بالحل التفاوضي لهذه الحرب لتبرز منبر “جدة ” كطوق نجاة لإنقاذ السودان من براثن الحرب الأهلية وإنعدام الأمن الغذائي الذي بدء يلوح في الأُفق على حسب تقارير المنظمات الدولية .

المؤشرات الأولى كانت تدل على إن وفد الجيش أظهر سلوكًا غير دبلوماسي في المفاوضات والدليل على ذلك إعتراضها لكل المبادرات التي قُدمت لها وذهبت أكثر من ذلك لتفضح عُرى عباءتها الإسلامية حينما قامت الخارجية بإعادة علاقاتها مع ” طهران ” وإشتراطها على المجتمع الدولي بإنها تقبل بأي حل يأتي من تركيا . أثناء ذلك إكتملت الصورة أمام المجتمع الدولي والأقليمي بان من يُدير الحرب هي الحركة الإسلامية لتُكثف المجتمع الدولي تحركاته تجاه الإيقاد والإتحاد الإفريقي .

شعرت مصر بالقلق من تحركات المجتمع الدولي وأطالة أمد الحرب لتقوم مكرهًا بإحتواء الخصمان قوى الحرية والتغيير المركز و الكتلة الديمقراطية من آجل إيجاد حل يحافظ على الدولة السودانية من الإنهيار ؛ لأن إنهيار السودان يعني إنهيار 9 دولة أُخري محيطة بالسودان .

ومع إستمرار القتال وتحطيم البنية التحتية ونزوح الملايين داخليًا وخارجيًا للدرجة وصول السودان إلى التشظي والإنهيار الكامل وصعوبة تحقيق إنتصار كاسح من قبل الطرفين ؛ ارتأت القوتان بضرورة الحل السلمي رغم مراوغات ” قادة الجيش ” وحتي تحركات الكُتل المدنية الأخيرة التي افضت إلى ضرورة إيقاف هذه الحرب والعودة إلى مفاوضات جدة .

المتابع للاحداث يرى ان مفاوضات ” جدة ” اصبح حلمًا قريبًا للسودانيين والدليل على ذلك المناقشات والاخبار التي تم ترويجها بقرب توصل الطرفين لإتفاق وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا في الوقت الذي لم ينفى فيه منبر جدة هذه الفرضية حتي وان كان المنبر لم يُستأنف بعد . بعض المصادر تقول ان النقاش جاري في تحديد مركز أو ثكنات لتجميع قوات الجيش أو الدعم السريع . ثم نقاط ارتكاز للقوات الدولية ” مصرية – سعودية – إماراتية ” التابعة للجان المراقبة .

ان فرص إيقاف الحرب من منبر ” جدة ” بات كبيرًا لدى الجميع .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى