تقارير

دعوات لعودة سكان الخرطوم واخري تحذر : الاوضاع غير مستقرة

أطلق ناشطون سودانيون دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، تحث النازحين الفارين من دوامة الصراع في العاصمة الخرطوم على العودة الى منازلهم، بعد الإشارة إلى انسحاب قوات «الدعم السريع» وقلة حركتها في بعض الأحياء السكنية، لكن آخرين حذروا من الاستجابة لتلك الدعوات، مشيرين إلى أن الأوضاع غير مستقرة، والعاصمة ما زالت ميداناً مفتوحاً للمعارك والانتهاكات.
أوضاع مأسوية
ويتهم الجيش قوات «الدعم» بعدم الالتزام ببنود إعلان جدة ، الأمر الذي أدى بدوره إلى توقف مفاوضات وقف إطلاق النار طويل الأمد.ويعيش الفارون من المعارك في الخرطوم أوضاعاً مأسوية حيث اسُتقبل أغلبهم من قبل ذويهم وأقاربهم، ومنهم من اختار الإقامة في منازل بالإيجار، أو استقر به المقام في مراكز الإيواء، وهي دور محدودة الخدمات ـ مدارس ومجمعات سكنية غير مكتملة ـ مع ضيق في الوضع المعيشي وصعوبات في توفر الغذاء والخدمات الصحية.مطلقو دعوات العودة، أكدوا، عبر هاشتاغ تحت عنوان «راجعين» أن عناصر «الدعم» خرجوا من بعض منازل المواطنين، خاصة في الأحياء البعيدة عن مناطق القتال.وبينوا أن الرجوع إلى المنازل حماية لها من النهب المستمر والسرقة، كما يساعد الجيش في إتمام عمليات التمشيط.وعززوا دعواتهم بمقاطع مصورة من الأحياء تؤكد خلوها من قوات «حميدتي» بالإضافة إلى صور أخرى تبين انسحاب قوات خارج العاصمة وهي محملة بمنهوبات وسيارات المواطنين.مؤيدو العودة إلى منازلهم، أو الذين شرعوا بالفعل في تلك الخطوة، بينوا أنهم لم يعودوا قادرين على تحمل المعيشة في مناطق النزوح سيما تكاليف الإيجارات أو إيجاد مكان إقامة آخر، لذلك يفضلون العودة إلى منازلهم رغم خطر الحرب.في المقابل، يقول آخرون إن إخلاء المنازل والأحياء مجرد مزاعم ولا يوجد مكان في الخرطوم لم يتأثر بتداعيات الحرب والقصف الجوي والمدفعي، إضافة إلى مشاكل أخرى متصلة بعدم توفر الخدمات الأساسية من الكهرباء والماء وشبكة الاتصالات بعد تدمير طال مراكزها الرئيسية، فضلاً عن وجود مقذوفات لم تنفجر بعد، وهي تمثل خطورة على حياة الناس.وقال مواطنون بحسب القدس العربي إن بعض الأحياء شهد خلواً من أفراد «الدعم» بصورة ملحوظة، وعاد من تبقى من السكان إلى ممارسة بعض أنشطتهم الحياتية بصورة حذرة.وذلك، حسب مراقبين، يعود لعدة أسباب، منها تجميع «الدعم» لقواتها التي يتم إخلاؤها من الأحياء، لإرسالهم إلى الأحياء القريبة من قواعد تنوي هذه القوات مهاجمتها. ويشير المراقبون إلى أن الانسحابات قد تكون بسبب الهجمات المكثفة التي تقوم بها مسيّرات الجيش.
يحذرون من الانسحابات
لكنهم يحذرون في الوقت نفسه من أن هذه الانسحابات، على الأغلب، ليست نهائية، وستعاود قوات «الدعم» دخول هذه الأحياء في حالة دعت ظروف المعارك لهذا. كما أن الجيش لم يبدأ في كسب الأرض أو تأمين المناطق المدنية والسكنية بعد، وما زال يتعامل مع الخرطوم كمنطقة عمليات عسكرية بشكل كامل.وشهدت العاصمة، التي تبلغ مساحتها (650 ميلا مربعا) ويسكنها أكثر من (10) ملايين شخص يتوزعون على مدنها الثلاث الرئيسة الخرطوم والخرطوم بحري وأمدرمان، أكبر نزوح في تاريخها بعد أن كانت المستقبل الرئيسي للفارين من الحروب في مناطق أخرى البلاد.ويشار أن غالبية سكان أحياء وسط وشرق وغرب مدينة الخرطوم نزحوا إلى أماكن آمنة بينما لا تزال هناك أعداد في الأحياء الجنوبية تحديداً منطقة جنوب الحزام والكلاكلات والمناطق الواقعة في الجنوب الأقصى حتى منطقة جبل أولياء.أما مدينة الخرطوم بحري الواقعة شمال العاصمة، فهي شبه خالية من السكان في أحيائها الوسطى والجنوبية. وتعد منطقة شرق النيل الأكثر كثافة سكانية في الخرطوم. ويعود ذلك لأنها أغلبها امتداد لقرى ومجموعة قبلية تمثل المنطقة مسقط رأسهم.غرب العاصمة وفي مدينة أمدرمان تمثل منطقة كرري مكان الثقل السكاني الأكبر حيث ظلت إلى حد ما آمنة من الاشتباكات، فضلاً على أنها استضافت أعدادا كبيرة من الفارين من أحياء أمدرمان القديمة التي شهدت هي الآخرى نزوحا كثيفا، وغرباً في منطقة أمبدة ما زالت تضم آلاف الأسر رغم احتدام المعارك في بعض أحيائها مؤخراً.أما جنوب أمدرمان والريف الجنوبي للمدينة الفتيجاب، المربعات، صالحة، فما زالت توجد فيها أعداد من السكان.المتحدث باسم غرفة طوارئ منطقة جنوب الحزام، محمد كندشة، قال إن «سكان الخرطوم الموجودين في خط النار يعلمون جيداً أن العاصمة أصبحت مسرح عمليات عسكرية غير صالحة لعيش المدنيين، في أي لحظة قد تكون عرضة لبرميل متفجر أو صاروخ ميغ أو قذيفة مدفع أو حتى رصاصة طائشة أو مقصودة، كذلك قد يكون أي شخص عرضة للاعتقال».وأضاف: «معظم الذين يتحدثون عن العودة للعاصمة الملتهبة، هم في مكان آمن بعيدون عن الموت والدمار ويريدون أن يدفعوا بالأبرياء إلى المحرقة».وأشار إلى أن «الوضع الصحي كارثي والخدمات الصحية شحيحة جداً، فالمستشفيات العاملة تعد على أصابع اليد الواحدة والخدمات فيها محدودة مع نقص في الأدوية والكوادر الطبية بالإضافة إلى أن وسائل الإسعاف منعدمة وبدائية (تكاتك، وعربات تجرها الحمير)».وأكد أن «معظم الأسواق والمحال التجارية مغلقة، وتوجد مناطق تنعدم فيها الأطعمة والمواد التموينية ومناطق أخرى تتوفر فيها تلك الحاجيات في أسواق المسروقات وهي أماكن خطرة وعرضة للقصف الجوي والمدفعي».ولفت إلى أن «بعض المواطنين تعايشوا مع أجواء الحرب وانخرطوا مجبرين لأجل حفظ الحياة في المهن والحرف التي تقدم الخدمات للناس وقوات الدعم السريع، وهم ميكانيكية السيارات والمواتر، بائعات الأطعمة والمشروبات، تجار الهواتف والأجهزة الإلكترونية وفنّيو الصيانة، وهم عرضة للقصف حسب تصنيفهم متعاونين مع الدعم السريع».وقال «حاليا، الخرطوم ليست صالحة لإقامة الأسر، وليست مكاناً أمنا للنساء والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة. كل من يقيم في الخرطوم هو مجبر وليس لديه خيارات أخرى، الوضع الإنساني والأمني والصحي لا يصلح للعودة».وأردف أن «أوان الرجعة للخرطوم، لم يحن بعد».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى