المخدرات…ناقوس خطر…انتبهوا / بقلم/ إيمان آدم أحمد سعيد
ذُهلتُ حقيقةً عندما طالعتُ تقارير الإحصاءات الرسمية لحالات تعاطي المخدرات التي وصلت إلى (13)ألف حالة في العام بمراكز الإدمان، والمترددين على المراكز أعمارهم تتراوح ما بين 14 إلى 24سنة في المراحل الدراسية المختلفة.
إلى أولياء الأمور هذا ناقوس خطر أدركوا أبناءكم قبل فوات الأوان…إذ وُجد أنها انتشرت داخل الجامعات والمدارس بصورة كبيرة فلا بد من وضع الحلول العاجلة والتنسيق بين كل قطاعات الدولة لمحاربة هذه الآفة التي تُدار غالبيتها بواسطة شبكات إجرامية تنشط في التهريب والتخزين والتوزيع.
الأمر أكبر من أن يُكتب عنه فقط… هي جريمة في حقيقتها أنها أخطر من استخدام السلاح في قتل الأنفس “تدمير العقول” أيضاً الآنسات والسيدات ولَجنَّ عالم التعاطي هذا، اخطرها الآن ما يُسمى بالآيس انتشر في الآونة الأخيرة بصورة كبيرة وأصبحَ مُنافس قوي لبقية المخدرات والأخطر من ذلك أنَّ إدمانه يتم من أول جرعة وقد يتم ذلك دون علم الشخص عن طريق الإستنشاق أوشربه في سائل، وبطريقة مقصودة الحقن الوريدي أو عن طريق التدخين. وباختصار تعريفي أن المخدرات هي مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ولفظ مخدر يُطلق على كل ما يُذهب العقل ويُغيبه لإحتوائه على مواد تؤدي إلى النعاس والنوم أو غياب الوعي وأخطر مراحل الإدمان الحالة الإنسحابية.
وقد أجاد الشاعر الدكتور محمد عمارة أبيات في وصفه :
قالوا إنَّ المخدرَ للإنسانِ يحمله فوق المذلةِ فوق الهمِ والسُحبِ
قلتُ إنَّ المخدرَ للإنسانِ يجعله مثل البهيمةِ لا يخشى من التعبِ
لا تأخذوها ولو كانت بلا ثمنِ.. لا تشتروها ولو جاءت من الشُهبِ
كم باعدتنا عن الدنيا وخالقها.. وقربتنا لدُنيا الجنسِ والشغبِ
كثيراً ما نسمع عن ضبط كميات كبيرة من المخدرات بل شُحنات كاملة مُحملة بالمخدرات في طريقها للبلاد،السؤال الذي يطرح نفسه ويدور في ذهني دائماً ماهي عقوبة المُروج والمهرب والبائع؟
هذا شخص يُدمر في رب أسرة.. أم.. أخت.. الخ.. يدمر في مجتمع بأَسرِه،وقد حرم الله سبحانه وتعالى جميع هذه الأنواع بقوله “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ” سورة المائدة الآية 90-91
لابد أن تكون العقوبة رادعة حتى يكونوا عِظة للبقية لما يسببه تهريب المخدرات وإدخالها للبلاد من فساد عظيم لا يقتصر على الفرد المتعاطي فقط وإنما يمتد الضرر للأسرة أولاً والمجتمع ثانياً بتفشي الجريمة والقتل والسرقة وغيرها قال تعالى” إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ” المائدة:33
ومن أسباب الوقوع في الإدمان هي القدوة السيئة من قِبل الوالدين والتفكك الأسري وإهمال الوالدين لأبنائهم ومتابعة أصدقاء السوء إذ يعقب ضعف الرقابة مشكلات كبيرة.
أيضا من أسباب الإدمان حُب الإستطلاع.. قد يدفع الفرد للدخول في هذا العالم و ضعف الوازع الديني الذي يسبق كل ما ذُكر آنفا…
المرء على دينِ خليله راقب ابنك من يُخالل،والله سمعنا بحالات أدمى لها القلب والبعض منهم أودت بحياته.
فلا بد من الوقاية وتوخي الحذر والأسرة التي لديها متعاطي لابد أن تكونوا السند الأول والداعم في العلاج. وهناك مراكز لعلاج الإدمان مركز نور الهدى للعلاج والتأهيل – ومركز حياة للعلاج والتأهيل النفسي والاجتماعي – مركز الأمل.
إلى الأسر… لا تقولوا وصمة العار الأبناء الذين دخلوا هذا العالم يمكن أن يتغيروا أيضاً فلا يُحكم عليهم بماضيهم، فقط كونوا سنداً لهم ليعيشوا حياتهم بصورة طبيعية وآمنة.
ختاماً حفظ الله العباد والبلاد من الفتن ما ظهر منها وما بطن.