الأعمدة

البرهان يتساءل باستفراب ..واين هم الكيزان !

للمرة الثانية ومنذ اندلاع هذه الحرب الكارثية يخرج رئيس مجلس السيادة و القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان .. ولكن كيف ؟
في حيز ضيق و لا نعلم اين يقع هذا المكان بالضبط من إعراب المعركة وكان محاطا بعدد من الجنود وفي بضع كلمات مقتضبة خاطب ذلك الجمع ليوكد أنه يحارب بالانابة عن الشعب السوداني كله لدحر هذه العصابات التي علمها بنفسه النظم فهجته ..و دربها على الرماية ولكن لما استد ساعدها رمته !
ولم يفت على سيادته ان يذكر أنه على علم بحملات النهب والتخريب والسلب والاغتصاب و إذلال الناس الآمنين ولكنه لم يتكرم رغم هذه الحراسة التي تحيط به احاطه السوار بالمعصم بالخروج إلى شوارع العتمة والحزن الاليم لتفقد أحوال الناس على الأقل في بعض أحياء العاصمة التي احالتها تبعات ليل انقلابه الحالك الطويل إلى اماكن بلا راع وشعبها بلا رعايه ودولتها بلا حكومة !
فلم يفعل كما ظل يظهر رئيس أوكرانيا الشاب بقميصه المتواضع و الذي كان بمقدوره أن يجلس في قصره مثل بشار الاسد وهو في كامل هندامه واناقته ويترك إدارة المعركة لجنرالات الجيش .
ولكن برزينسكي وبصفته القائد الأعلى المدني للقوات المسلحة الأوكرانية وكرئيس جمهورية منتخب فقد أخذ بزمام إدارة المعارك في مختلف الميادين العسكرية والشعبية متفقدا لكل مواقع الخراب و متقاسما فواجع مأساة الحرب تلمسا لجراحات مواطنيه ليس بالخطب المنسلة من بين هتافات الجنود الهستيرية وليس خارجا من تحت السرداب بعد غياب محير..بل ولم يفتر نشاطه يوما عن ملاحقة كل الموتمرات وفي كل مكان أن لم يكن بالحضور المباشر كما ظهر في مؤتمر القمة العربية الاخير في جدة وقبلها الكثير فمن خلال مخاطبته الاسفيرية لبعضها في حالة تعذر سفره إليها !

وكما يقول المثل فإن من على رأسه ريشة لابد من ان يتحسسها وبدون أن يسأله احد..قال الفريق البرهان امس أن الجيش ليس جيش الكيزان كما يروج البعض ..وكأنه يجيب على ذلك الاتهام بسؤال قائلا ..واين هم الكيزان !
و لعل إفادات انس عمر ومحمد على الجزولي التي طالته شخصيا بأنه يعلم أين هم قادة الكيزان من إشعال و تحريك موجهات إطالة أمد المعركة وكأنه لم يسمع بكل ذلك أو أنه تجاهل الرد عليه أو لا يريد ان ينبري له نافيا ما جاء فيه من أن الحركة الإسلامية ظلت على تنسيق معه بصورة مباشرة حتى لحظة انفلات الطلقة الاولى التي اوقدت هذا الحريق خشية أن توقعه محاولة الدفع فيما يشبه الاثبات وليس الإنكار !
المهم …الان الدعم السريع لا زال يهتك الاعراض ويستبيح الأملاك و هو يتصرف بيأس كالثور الخائر من ألم العقرب و الذي أن لم يلق حتفه بالسكين فإنه قد غرس قرونه في شجرة هلاكه المحتوم برعونته وجهالته التي لا فكاك منها كنهاية لمستقبله المفقود. وهو في حالة احتضار ولكنه ينتظر من يجهز عليه بطعنة الخلاص لتريح الوطن منه وليس للرحمة التي تريحه !
وانت يا سيادة القائد أظنك أكثر الناس معرفة بمكان تلك الطعنة التي تخلصنا من هذا الكابوس وقد كنت شريكا اصيلا في إدخاله إلى احلام الوطن هذه المزعجة التي قضت مضجع شعبنا في صحوه المضطرب ولا نقول منامه لأن النوم قد جافاه منذ أن سرقتم انت و غريمك المنقلب عليك كل الاحلام الجميلة التي لاحت في أفق الانتقال مهما كانت بعيدة المنال نوعا ما ولكنها في نهاية المطاف تظل آمالا في مرمى العيون التي جفت دموعها ..فمتى تفعل !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى