الأعمدة

لاتحتاج بالضرورة الى عقل إجرامي مميز لتبيع بقرة أكثر من مرة

وقتها كان البشير يقدم رجل ويؤخر الأخرى محاولا التخلص من “الاخوان” كلما حاول يسرعون الي نسج الخيوط حوله ليعيدوه الي بيت العنكبوت..
الان وفي ذات طريق التردد يسير البرهان .. وبذات الآليات يتعامل “الاخوان”..
فهل ينجح البرهان فيما فشل فيه البشير .
اعيد البوست الذي كتب ونشر بتاريخ 18 ديسمبر 2018 وبعده بعام واحد اطاحت ثورة ديسمبر بالرجل وحولته من رئيس الي سجين تلاحقه قضايا الفساد.
ولاشك أن العاقل من اتعظ بغيره فيا برهان هذا الدرب ممشي قبلك :
#جدة_غير_وفيها_الخير
#قلبي_على_وطني
#حرب_كرتي
????????????????
لاتحتاج بالضرورة الى عقل إجرامي مميز لتبيع بقرة أكثر من مرة
.. غير انك ربما تحتاج الى أضعاف اضعاف العقل الاجرامي بالغ التميز لتبيع موقفاً مرتين في سوق السياسة الدولية .. وخاصة في ظل حالة الاستقطاب الحاد التي بدأت منذ الحادي عشر من سبتمبر بمقولة بوش الابن الشهيرة “من ليس معانا فهو ضدنا” ولن تنتهي بقائمة “البلاك بوينت” التي تنتهجها المملكة العربية السعودية دونما إعلان مع اصحاب المواقف الرمادية من القضايا الساخنة في المنطقة.
ولعل المتابع للسياسة الخارجية السودانية وبشكل أدق نقول المتابع لماعرف اصطلاحاً بمسمى الدبلوماسية الرئاسية والتي بذرت نواتها في حقبة “كرتي” وتفتحت ازهارها خلال فترة “غندور” وأبرزت مدير مكتب الرئيس ووزير الدولة برئاسة الجمهورية حينها طه عثمان الحسين كوزير موازي للخارجية باعتبار أن الاثنين لم يكونا محل رضا من الرئاسة، يجدها _ دبلوماسية الرئاسة _ إختارت سوقها بعناية وفتحت مع اساطينه حواراً طويلاً وهادئاً وتوصلت الى صفقة “جيدة” ومن ثم توكلت على ضوء اخضر من الرئيس وباعت، وكانت الصفقة بحسب عالمين ببواطن الأمور تقوم على دعم اقتصادي وتسويق دولي ينتهي برفع أسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب، مقابل الإبتعاد عن إيران و إقصاء الاخوان المسلمين من دائرة الحكم، ونفذت الرئاسة بدون مقدمات وارهاصات الجزء الخاص بالابتعاد عن إيران وتم طرد السفير الايراني من الخرطوم وإغلاق السفارة وقطع العلاقات الدبلوماسية وسبق ذلك إغلاق المراكز الثقافية الايرانية والحوزات الشيعية، وحصدت في المقابل ودائع دولارية بجانب مجهود دبلوماسي كبير وواسع تمكن من رفع الحظر الاميركي عن السودان .. حينها استشعر “الاخوان” ان الخطوة المقبلة هي اقصائهم من السلطة وبدأت التحركات العكسية فنشب الصراع العلني بين ماعرف بلجنة الحوار السوداني الاميركي والتي حاول الاخوان اسناد مجهود رفع الحظر الاميركي لها ونزعه عن القصر الرئاسي فانبرى لها طه بتوجيه من الرئيس بحوار اليوم التالي والذي أجراه الصحافي محمد لطيف والمعروف بقربه من البشير .. مفنداً ما استندت عليه دون ذكرها بالاسم .. لتنطلق بالتوازي حملة شعواء ضد طه الحسين وتوالي نشر فضائح سلوكية بدأت بزوجة المهندس التي قيل انه تحرش بها ومن ثم استغلال صور نشرها مع وزير ة خارجية مورتانيا وكذلك مع مذيعة شهيرة في احدى القنوات السودانية، ووضع الرجل في صورة زير النساء الفحل الذي جل همه اسفل ماتحت بطنه.. وتوالت الحرب على طه التي استقطب لها تنظيم الاخوان نائب رئيس الجمهورية الفريق بكري حسن صالح والذي لم يكن مرتاحاً لتمدد طه، للتأثير على رئيس الجمهورية وايغال صدره تجاه حامل حقيبته ” السوداء” ونسج ملف كامل عن فساد طه واستغلاله لمنصبه للكسب الشخصي وضغط على الرئيس للتخلي عنه ولم يكن الهدف طه وانما قطع الطريق أمام صفقة ابعاد الاخوان عن السلطة وسدة القرار واعادة البلاد التي اختطفت لصالح اجندات بعيدة كل البعد عن مصالحها الحقيقية .. صرع التنظيم طه واستفرد بالبشير الذي عاد للتأكيد على انه حركة اسلامية 100 % بعد أن تبرأ في وقت سابق من تنتظيم الاخوان المسلمين .. فشل البشير بالايفاء بالتزاماته التي قطعها وتنكب الطريق وتمسك بشعرة معاوية مع الجميع لكنه لم يعد مكان ثقة من الجميع.
الآن وبترويج واسع من قبل ” ذباب” الاخوان ان الرجل عائد للمحور الايراني وان ذلك يتم بدعم روسي، تركي وان ودائع مالية من قبل الدولتين وصلت الى خزائن بنك السودان ولعل خطل هذه الرواية وضعفها رغم امكانية حدوثها مرده الى ان تركيا لايمكن ان توصف بالحليف الايراني لان الدولتين بينهما تقاطعات أكبر واعمق من تلك التي توتر العلاقة بين الرياض وطهران فتركيا الاوردغانية تطمح وبوضوح الى اعادة امجاد الدولة العثمانية وقيادة العالم الاسلامي _ زيارة اوردغان للاثار العثمانية في سواكن_ بينما يظل حلم الإمبراطورية الفارسية يراود نظام الملالي في طهران ويحكم تحركاته، وفوق هذا وذاك البشير جرب ولمدة طويلة وجوده في هذا الحلف الذي لم يسنده في احلك الظروف وجعل مركبه بالكاد تبحر ، في ظل عزلة دولية كاملة بدأت ملامحها الان تكرر بمجرد الموقف الرمادي الذي وضع الرجل نفسه فيه منذ الاطاحة بالحسين قبل عام ونصفه، وظهرت تجليات العزلة في حادثة ” تحطم طائرة القضارف” والتي لم يستقبل بريد القصر _ بحسب علمي _ سوى برقية تعزية يتيمة من المملكة العربية السعودية وتجاهلت الحدث الذي عادة مايكون محل تعاطف جميع العواصم بمافيها الدوحة وانقرة اذا استثنينا طهران وهم الحلفاء المفترضين مستقبلاً بحسب مايروج له ذباب “الاخوان ” الالكتروني.
بقي أن نقول ان البشير لن يستطيع ان يبيع موقفه مرتين في سوق السياسة الدولية وهو يعلم انه لن يتمكن من ترميم علاقاته الدولية طالما لم يستطيع ان يتخلى عن تنظيم ” الاخوان” لذا أبقي على شعرة معاوية مع جميع الاطراف .. لكنه سيظل في مربع قاتم فلاهو سيكون حليفاً موثوقاً للسعودية ولاعدواً صريحا، لهذا لن يبادر بالارتماء في الحضن الايراني وهو يعلم ان جهنم تنتظره هناك .. كما انه سيظل واضعاً خنجره خلف ظهره لطعن الاخوان متى ما سنحت له الفرصة ومسدسه تحت لحافه لاطلاق رصاصة الرحمة على النظام ان دعت الضرورة ووجد الضمانات اللازمة لافلاته من المحكمة الجنائية الدولية .. ويبقى كل ذلك مجرد تحليل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى