الأعمدة

المرحوم ودنوح …يعيد تاريخ سفينة نوح

عشرات الاشخاص شيعوا ودنوح حينما توفي قبل فتره وهو من ابناء مرزوق وهو صاحب مكتب عقارات شهير في محطة خليفه القديمه الثوره،ويحكي عنه انه كان موفق جدا في عمله حيث ياتيه رزقه رغدا في دكانه،الذي كان يرتاده الزباين من كل فج عميق،وسر هذا الامر هو انه اشتهر بانه كان كريما مجوادا ينفق بيمينه مالا تطلع علي شماله،حيث كان متجره عباره عن مضيفه او صالون يتناول فيه سماسرة السوق لتناول الشاي والقهوه مجانا، وكان لديه سخان للشاى والقهوه في الدكان،عرف عنه انه كان يشترى من كل البائعين المتجولين،الملابس والاحذيه والبخور والحلاوه والتسالي ويضعها في دكانه ويشتريها باي سعر وبدون اي محاججه في السعر،وحينما ساله صديقه عادل سلطان،لماذا يشترى من اي بايع جائل وباي سعر يطلبه،اجابه المرحوم ودنوح ديل عصافير رزق ومساكين،دعنا نحاجج تجار العقارات والاغنياء،بل الادهي ان كل الاشياء التي يشتريها يقوم باهدائها للسماسره الصغار والزبائن،فضلا عن انه كان يخصص نسبة 10 في المأئه،يقوم بتوزيعها للسمساره الذين وضعهم صعب، وحينما ادركته الوفاه كان نائما ولم بشعر به احد وحينما ايقظوه كان قد فارق هذه الفانيه،وقد سار في جنازته عشرات الالاف من المشيعين،وكانت من اكبر مراسم التشييع التي شهدتها المنطقه.
كانت قصة حياة ودنوح، كقصة سيدنا نوح وسفينته التي اختار من كل نوع زوجين اثنين ليكونوا ضمن الناجين من الطوفان ومن الذين امنوا به،فكانت نجاتهم من الغرق.
العبر والدروس من سيرة المرحوم ودنوح ،هي ان هذه الحياه قصيره ولاتستحق مننا كل هذا التهافت والاقبال عليها بهذه الشراهه والطمع وقضاء كل العمر في السعي لامتلاك المال والذهب والنساء والقناطير المقنطره من الذهب والسرقه والنهب وكل مال الناس بالباطل وتوريث المال الحرام للابناء ليكون وبالا عليهم ولاجيال قادمه وهنا مكمن الخطر.
لو ان كل تاجر او مزارع او طبيب او اي صاحب مهنه وحرفه ،قام بتفعيل مبادئ ودنوح بداخله لعمت البركه في المال والولد والرزق وعم الخير كل البلاد ولتعافت الاسواق من الكساد والبوار والخسران.
في سودان الثوره يجب ان نستلهم العبر من قصة ودنوح وكيف كان يقضي سحابة يومه في مساعدة الناس ودعمهم وقضاء حوائجهم وكيف كان ياتيه رزقه رغدا وذلك لانه كان منصرفا لاداء حق الله في مال الله فاغدق الله عليه رزقه ،امتثالا لقوله تعالي الذي ربط مابين صلاح اهل القري والتي كان ياتيها رزقها رغدا كما جاء في اي الذكر الحكيم لصلاح اهلها وحينما فسدوا وتجبروا وساد الغش والفساد كان العقاب.
علي كل الاخوه التجار الكبار منهم والصغار ان يكون شعارهم (ودنوح في قلوبنا) وان تكون محلاتهم ومصانعهم ودكاكينهم هي بمثابة (سفينة نوح) لتكون طوق نجاة للفقراء والمساكين ومتكأءا لليتامي ليكفيهم شر غول الاسواق وطمع التجار لتتنزل البركه في الرزق ويعم الخير البلد،ماذا يضيرنا لو اننا اعلنا المنافسه في البيع باقل الاسعار رحمة ورافة بالمواطنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى