الأعمدة

وطن باتساع القلب كفاه انينا واحتراقا

الوطن ذلك الحب الذى يستقر فى قلوب ساكنيه ، تلك الأرض التى إمتلكت حدق العيون وتمددت فوق جغرافيا من ألق وبهاء ليس فقط بما تحتويه من مناظر خلابة أو مشاهد مزدانه ولكنها المشاعر الدفاقة التى يبثها فى دواخل الوعي والاطياف التى يرسلها عبر النوافذ والهواء الطلق الذى تحمله النسمات فيعم كل البقاع أمناً وسلاماً وحباً . اليوم نكتب فى حب الوطن وهو فى قرارة الأنفس يستقر معناً وعشقاً عنواناُ عريضاً يضم كلمات من نور رسمها أجدادنا الطيبون على رايات النضال والكفاح حتى رفرفت خفاقة على ربا العز والفخار علماً من بهاء الوانه يشير الى المجد والسناء ، وطن يهدينا مع شمس كل صباح وروداً من إشراق ونضار ويأوينا مساءاً على وسائد الحنو والعطف المدرار ينظر الينا بعين تترقب صحوتنا ونهضتنا، وحدتنا وقوتنا،عزيمتنا وإجتهادنا والعين الأخرى تغالب دمعها تعانى تشرزمنا وتفرقنا ، تخاصمنا وتنازعنا ، وطن بإتساع القلب الأمين كفاه أنين كفاه إحتراق وإختراق ووهن السنين ،وطن تاريخه ضارب فى عمق السنين شهدت أرضه حضارات لا زالت كتب التاريخ ترويها بفخر المشاركة الباذخة فى ثراء الإنسانية، أسماء وأماكن يحتويها هذا الوطن لها دلالاتها العميقة وأحداثها الكبيرة على مر التاريخ الإنسانى ، وطن يمتاز بتنوع فريد خليط متنوع من الأجناس والأعراق والنحل والديانات وبالتالى تنوع ثقافات ولغات وكذلك تنوع مناخات وتفرد جغرافيا تقع من القارة السمراء موقع القلب ، يتوزع على أرضه الممتدة أهله السمر الطيبون الفة ومودة برغم قساوة المعاناة وضراوة الإنقسامات وتعثر الخطوات وصعوبة فرص الحياة . كل تلك الصعوبات إنما هى صنيعتنا ، عمل أيدينا ، خدعونا بإسم التكالبات الدولية والترصد الأممى والإطماع التى نتوفر لها بمواردنا الثرة ، وكل ذلك وإن كان بعضه صحيحاً لكننا دعمناه بتعلية مؤشرات الفرقة بيننا ، بالغل والحسد والحقد الذى نبذله لبنى جلدتنا وحاملى جنسيتنا ، المطامع الشخصية التى غلبت على أنفسنا ، سهولة إنقيادنا وراء نخب إستمرأت الوطء على أجسادنا وهى تلاعب عقولنا بكلمات ليست كالكلمات ، فكانت النتيجة أن تصاعدت بيننا حلقات العصبية البغيضة والجهوية المنتنة وتوغلنا فى مسارات التيه والظلمات واللافتات على كل المسارات تحمل شعارات التشجيع والتحريض أن إستمروا فأنتم على الطريق نحو وطن العدالة والسلام فنظل ندور ومنعرجات الطريق تلاقينا بآخرين هم ذاتهم قادمون من فعل التحريض فيرتفع بيننا الغبار والدماء تسبح فيه بقايا نخوتنا وعزنا فتتغير لغة التحريض الى عبارات التعازى وبعض توقيعات على دفتر التعايش ثم ما نلبث الا ونحن نحمل أضغاننا من جديد الى منعرج جديد . الصرخات تأتى بالنحيب المر والليل يمتد سرمدا والمكان مغطى بسحائب الدخان والوطن الحب لابد أنه لا يزال داخلنا مخبأ وراء ستار من تفرق وتشرزم وضباب ولكننا نخطئ الهدايه اليه فإن ليل ظلاماتنا وظلمة مسيرنا تأبى أن تقودنا وسط تلك الأوحال الى حيث رفع الستار. وطننا رحيب بالحب ومزدان بالموارد ومتميز بإنسان أبي عزيز فلندع الخلافات ولنبدع فى تطويع الإختلافات وتوجيه التنوع وترتيب الأولويات وإقصاء كل شعارات التخلف والزيف وردع كل المتلاعبين بإتجاهات المسير ولنشرع فى تفسير معنى العشق العريض الى خطاوى من إجتهاد وثقة وتوحد ولنرى العالم إحساس الإشراق من قلب افريقيا فهذه الأرض لنا وليعد سوداننا علماً بين الأمم زاهياً بين القمم رامياً نحو العلياء بألف سهم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى