الأعمدة

مرتبات ( تام زين )

بقلم : اسماعيل جمعة

 

المرتبات علي الابواب والمعلم ما بين مرتب قديم مرفوض و مرتب جديد لا يلبي

(مريسة تام زين)
و مريسة تام زين مثل شعبي معروف في التراث السوداني تعود قصته الي
طفلة من قاع المدينة تعمل في وظيفة (ساقي) بإحدي الانديات الفقيرة ، وكانت تام زين تتحرك كالنحلة بين الزبائن تخدمهم وتقف عليهم بجسدها المنهك وساقيها النحيلتين . وتراقب بنظراتها المرتجفة ما يعجز عن شربه الزبائن فتتناوله خفية و(تصبه) في إناء يخصها .
أواخر الليل تبيعه بثمن بخسٍ جداً — للجماعة المقطوعين والدايرين ( يتموها) .
كانوا يعرفون أن ما يقدم لهم هو فضل أفواه الآخرين ، ولكن في أوقات مماثلة ومجتمعات مشابهة من يهتم بذلك ؟
صارت تام زين ومريستها معروفةً جداً في مجتمع الغائبين والمغيبين وفي عموم مجتمع قاع المدينة .
وحين ساءت أحوال البلد وضاقت سبل العيش (وبقت الشغلانية ماجايبة حقها) ، كما هو الحال الان ، أصبح عاديا أن تسمع العربجي وهو علي كاروه (الفاضي) تسمعه حين يلاقي زميلو (الفاضي برضو) وهم يتحاورون كالتالي :
ياخوي الشغل كيف والعداد ؟؟؟
يرد الثاني : الشغل كعب ولا بجيب مريسة تام زين . يفهم الأول مغزي الإجابة ويمضي لحال أحزانه .

يتكرر السؤال وتتكرر الإجابة حتي صارت مثلاً لسوء الحال وقلة المال .
تسربت المقولة من قاع المدينة إلي كل البيوت وتم تحويرها لتناسب أوضاعا مختلفة دون أن يتحرج من لفظها القائل ( وانا منهم ) ولا المتلقى .
مثلا : واحد بليد تاخدو (الهوشه) ويقعد يقرا من المغرب لي نصايص الليل ، كلما يكوركولو للعشا يا ولد تعال أكل يقول أنا قاعد أقرا يمه .
ترد الوالدة العارفه البير وغطاها وبعدما تطبق شفتيها وتمدهما للأمام (أريتو يجيب مريسة تام زين) .
وفى واحدة طول اليوم تتسرح وتتمسح ورافعة إيدا من خدمة البيت نهائى ، بس تجي حبوبتها داخلة تلقاها بالحالة دي وتقول ليها — دون حرج _ (أريتو يجيب مريسة تام زين).
وتام زين المسكينة في عزلتها المجيدة تواصل عملها المعتاد ، لم ولن تعرف أبداً بأن اسمها صار علي كل لسان وأنها أصبحت مشهورة أكثر من صاحبة الحانة نفسها .
والعهدة على الراوي ، ،،،
ولكن نقلته لكم حتي يعرف الجميع ما وصل اليه الحال اليوم صار مرتب المعلم اريتو يجيب مرسة تام زين رغم التعديل المرتقب المضحك المبكي ،،،،، .
حتي الان لايزال موقف المعلم ثابت بعد ان سلك طريق الاضراب من اجل حقه و مستحقه لن نرضي بي بواقي الأفواه كما تفعل ( تام زين ) بمرستها فلنا الصدر دون العالمين او القبر لذلك سنحافظ علي وحدتنا وقوتنا وتماسكنا بالاضراب حتي يرتفع الاجر الاساسي والانفاق علي التعليم مثل الانفاق الحكومي و السيادي و بالتالي يحقق طموحات كل معلم ومعلمة و طموحات كل ولي امر ويعود الهيبة الي هيئة التدريس –
الي لجنة دعم المعلم نقول :
تأخر الطحين والعام الدراسي اصبح في مهب الريح !!!!!!
الأضراب متواصل حتي بعد صرف مرتب تام زين

اسماعيل جمعة حماد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى