الأخبار

خراب “بيت ” فاطمة أبكي وأحزن السودانيين

مقطع فيديو.. خراب ودمار “بيت فاطمة” يُبكِّي السودانيين
المقطع المذكور أظهر حجم الدمار والخراب الحائق بمنزل فاطمة (1932 – 2017) بحي العباسية العريق بمدينة أم درمان “إحدى المدن الثلاث المكوِّنة للعاصمة السودانية الخرطوم”

أشاع مقطع مصور لنهب وتخريب منزل فاطمة أحمد إبراهيم، إحدى الرموز الوطنية بالسودان، وأول برلمانية بالشرق الأوسط، مشاعر الحُزن في نفوس السودانيين.

وأظهر المقطع المذكور حجم الدمار والخراب الحائق بمنزل فاطمة (1932 – 2017) بحي العباسية العريق بمدينة أم درمان “إحدى المدن الثلاث المكوِّنة للعاصمة السودانية الخرطوم”.

معلم أثري
وقد ذكرت نسرين محيي الدين، أحد سكان حي العباسية لـ”العربية.نت”، أن المشاهد بَدتْ مُؤلمة، ليس لأبناء حي العباسية أو أم درمان وحدهم، إنما موجعة للسودانيين قاطبة. مؤكدة أن المنزل تحول إلى أحد المعالم الأثرية البارزة بمدينة أم درمان، ولا يقل أهميةً عن مرقد الإمام محمد أحمد المهدي “قائد الثورة المهدية التي أنهت حكم الأتراك العثمانيين على السودان عام 1885م”، ومنزل الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري “بطل الاستقلال”.

 

 

وأضافت نسرين: إن “بيت فاطمة” من البيوت المشهود لها بالنضال ضد الأنظمة المُستبدة بالبلاد، والذي استمرّ حتى بعد رحيلها، وعلى سبيل المثال، فالمنزل جُعلَ سكناً للأطباء والمعلمين الذين وفدوا من كسلا وخشم القربة بشرق السودان إلى الخرطوم لمتابعة مجريات محاكمة قَتَلَة الشهيد المعلم أحمد الخير الذي قُتل تحت التعذيب على أيدي زبانية جهاز الأمن عام 2019م، أثناء الثورة الشعبية ضد البشير.

إلى ذلك أكدت نسرين أن “بيت فاطمة” لم يوصد أبوابه أبداً، ولا يزال قبلة يقصدها الفقراء والكادحون، كما ظلّ منبراً مفتوحاً لكل أفراد المجتمع السوداني بأطيافه المُختلفة. وأشارت إلى أن الخفير المكلف بحراسة المنزل يحرص على سحب المياه بالمولد الكهربائي لسقاية بيوت الحي بلا استثناء في أوقات الأزمات بفصل الصيف والخريف، وقالت “عندما تشاهد العشرات من خراطيم المياه، تمتد من داخل البيت إلى بيوت الحي، تشعر كأنما الأستاذة فاطمة – رحمها الله- حية لم تمت”.

 

 

حياة مُلهمة
وأبصرت فاطمة أحمد إبراهيم النور في السودان عام 1932م ونشأت في أسرة متعلمة ومتدينة، إذ كان جدها ناظراً لأول مدرسة بنين بالسودان، وإماماً لمسجد، وتخرج والدها معلماً في كلية غردون التذكارية “جامعة الخرطوم”، أما والدتها فمن طليعة البنات اللاتي حُظين بالتعليم المدرسي.

انتسبت فاطمة إلى الحزب الشيوعي السوداني باكراً، وصارت أول نائبة برلمانية بالبلاد عام 1965م وتُعد أقدم البرلمانيات العربيات والإفريقيات.

 

 

وأسست فاطمة الاتحاد النسائي السوداني، وأصدرت مجلة “صوت المرأة” التي تولت رئاسة تحريرها، لتصبح أول رئيسة تحرير بالمنطقة العربية، ولديها عدة مؤلفات. تقلّدت فاطمة جوائز مرموقة داخل وخارج البلاد، أبرزها جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وجائزة ابن رشد للفكر الحر، لنضالاتها المستمرة للدفاع عن حقوق المرأة.

وتزوجت فاطمة أحمد إبراهيم بالقائد النقابي ذائع الصيت الشفيع أحمد الشيخ، الذي أعدم إبان حكم جعفر نميري عام 1971م.

اشتهرت فاطمة بالصدق والاستقامة والنزاهة والثبات على المبدأ، بالإضافة للشجاعة والصمود في وجه غوائل الأيام وتقلبات الأزمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى