المنوعات

*ليلة تكريم سيف الدسوقي بالقاهرة ..(عندي كلمة احب اقولا)

*على كل* *لماذا يظل بيت السودان مغلقا*

*محمد عبدالقادر يكتب:*

الخميس الماضي وفى ابهي امسيات القاهرة على الاطلاق كان دار (جمعية الشبان العالمية بالدقي) مسرحا لاستضافة ليلة سودانية ادفات شتاء ارض الكنانة القاسي ونقلت السودان الى اراضي المحروسة بكل تفاصيله الحنينة وسماته النبيلة عبر لمسة وفاء نظمها (اتحاد الفنانين السودانيين بمصر) و_ما اكثر واروهم_ لشاعرنا الكبير الراحل سيف الدين الدسوقي..
تدافع شهد الاغنيات من الحناجر السمراء ينكأ فينا جرح الرحيل، ويذكرنا باروع الكلمات لشاعرنا المجيد الذى اضاف للمكتبة السودانية وعيا حداثيا مختلفا فخلد اسمه ك(عاشق لام درمان) ومحب للسودان وناطق باسم المشاعر الانسانية الوريفة..
ما اروع الدسوقي فى ( عندي كلمة احب اقولا عن مصيري وعن مصيرك ايه كسبت بعد فراقنا غير الم عذب ضميرك) والتى انزلت على القاعة سكينة الانصات وهي تنثال نقية وطروبة من الفنان المهذب الشاب المختلف محمد حسن حاج الخضر، هذا الشاب الذى تخضرم كثيىا عاد فى الختام المسك ليؤجج مشاعر الحنين للبلد ب ( اعز مكان وطني السودان).
ما اجمل الدسوقي ووعيه الحداثي الفريد ينسج لنا الياذة العشق الخالدة ( ليه بنهرب من مصيرنا ونقضي ايامنا فى عذاب، ليه تقول لي انتهينا ونحن فى عز الشباب،) والتى تغني بها الشاب المبدع المجود نجم الدين مدني.
وما انقى نظم الدسوقي فى مشوار البلابل وبشير عباس ونحن نستمع الى مهند بركات فى ( بتعرف اني من اجلك مشيت مشوار سنين وسنين ، مشيت فى ليل من الغربة على الكلمات ودمع العين، وعشتك لما فاراقتك حروف تتغني بيكا حنين، بتعرف انت ما بتعرف انحنا بحبكم هايمين)..
وكانت ( بنادي عليك) حاضرة عبر صوت الزمن الجميل الفنان جمال بورتسودان ( واسال نفسي هل القاك، واسعد بي وداد وغرام)، عسل الدسوقي استبد بذائقة الحضور واسلمهم الى حالة مختلفة من التامل والطرب والفنان رامي بركات يغني على طريقة محمود عبدالعزيز ويستدعي روحه للمكان ( عشان القاك ولاقيتك واريتو لقانا يوم ما كان،)، والشاب الطروب عصام خضر يوشح المكان كذلك بدرة محمد احمد عوض ( رغم بعدي برسل سلامي يحوى شوقي وكل احترام)..
اطربتني مشاركة الفنان النوبي حسن عبدالعزيز وقد الهب القاعة رقصا وتصفيقا برائعة سيد خليفة ( اودع اودع اودع كيف؟!)..
الحضور السوداني كان باهيا فى حلته السمراء والمناسبة تنفذ عبر تجلياتها المختلفة وصية الدسوقي ( عد بي الى النيل لا تسال عن التعب فالشوق طى ضلوعي ليس باللعب)..
تقدم الحاضرين رئيس البعثة السودانية بالقاهرة والقائم باعمال السفارة الصادق عمر واركان سلمه فى السفارة قنصلها محمد احمد خليل ومستشارها الثقافي الدكتور مرتضى محمد عثمان والطبي الدكتور الرشيد حمزة الى جانب اتحاد الكتاب المصريين وقيادات بيت التكامل السوداني المصري مديره التنفيذي محمد الجيلي سعدابي والدكتور عادل عبد العزيز وبقية العقد الفريد..
عدد من رموز السودان كانوا هناك، التقيت الاستاذ كمال حامد والشاعر عبدالمنعم الكتيابي والفنان القلع عبدالحفيظ و والسيد عبدالعظيم مدير مكتب الخطوط الجوية السودانية بالقاهرة عدد من الاسماء لا يسع المقال لذكرها..
نجومية الليلة تستحقها اسرة الراحل سيف الدسوقي التى شكلت حضورا جميلا وعبر اجيال مختلفة بقيادة كريمته التى خاطبت الحفل (نهار) ..
اروع ما فى الحفل كانت الفرقة الموسيقية التى تجلت فى عزف الالحان بقيادة الخلوق الماهر الوفي الشاذلي شيخ ادريس ، هذا الشاب يحيل امسيات القاهرة الى مزاج سوداني كامل الجمال عبر مبادراته الابداعية المتميزة، النبيل عادل الصول كان حاضرا فوق المسرح لعزف الالحان وعند استقبال الضيوف وضبط الوقت على ايقاع الحدث والمكان..
يستحق سيف الدين الدسوقي تكريما قوميا تحتضنه محبوبته ام درمان ، فهو من اسلطين الكتابة العامية والفصيحة وصاحب اسهامات حليلة ومقدرة فى مجال الكتابة والاعلام ، وقد طبقت شهرته الافاق داخل وخارج السودان.
المبدعون السودانيون يحتاجون الى بيت السودان الذى مازال مغلقا للاسف بامر السفارة ، اتعجب جدا من هكذا اجراء يصادر رئة عزيزة يمكن ان يتنفس بها ملايين السودانيين المقيمين فى مصر اكسجين الوطن والثقافة والابداع، اثق ان السفير الصادق عمر سيفعلها، فالسودانيون اولى بدارهم واحق ببيتهم فى ارض الكنانة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى