الأعمدة

روح ياشيخ …. منك لله

ليس هذا وقت الهزل ، ورغم ذلك يمكن استخدام “شكله” وقت الجد:

نتينياهو أمامه “سكتين”: إما الهروب والاختباء عند دولة صديقة لا ترتبط بعلاقات “مخفية” مع إيران ، وإما يمشي على طريق شمشمون الجبار (الغشيم) ويصرخ بقوة “عليّ وعلى أعدائي” ويهدم بيته والبيوت المجاورة.

إذا ما هرب واختفى من المشهد السياسي مع حكومته اليمينية الصهيونية خير وبركة .. وإذا ما ارتفعت “غشوميته” أكثر وعمل فيها شمشون الجبار ، فليس أمامه سوى سكتين:

– أن يخرج من تحت رماد النار والركام في غزة عائدا إلى تل أبيب ، يرفع صك “التحرير الثاني” لأرض الميعاد، ويبتلع غزة والضفة ، وإما يحاكم كمجرم حرب ويسجن حتى الموت .

إذا اختار الحل الأخير ، فخير وبركة برضه ، وإذا اختار الحل الأول فليس أمامه سوى سكتين : التمسك بموقعه بحجة “الوعد الإلهي بأرض الميعاد” وسيف بتار، يفرض به ما يشاء ، وقتما يشاء ..  وهنا ، ليس أمامه سوى سكتين أيضا:

أن يفرض علينا نسيان موضوع فلسطين ، ويجبرنا على معاملة اسرائيل باعتبارها الدولة التي لديها مقر الجامعة العربية .. وفي القدس.

إذا ما مشى نتينياهو على سكة الحل الأول ، فخير وبركه ،لأن الحال سينتهي به إلى الفناء ، باعتباره الرجل الذي فقد رشده ، ويتحدى التاريخ والجغرافيا .. تماما مثل شمشون الغشيم .. وإما إذا مشى على سكة إخضاع الحكومات العربية وإهانتها سياسيا على مرأى ومسمع من شعوبها ، فسيجد نفسه مضطرا للمشى على سكتين :

سكة يتعرض خلالها أصحاب الجلالة والفخامة والسمو إلى مخاطر فقدان مشروعيتهم فيما يتعلق بأمن الأوطان ، وهو ما يزعج اسرائيل ، ويدفع اليمين الصهيوني إلى اتخاذ ما يلزم لتأمين وجود الأنظمة العربية المرضى عنها ، على طريقة “شراء العبد ولا تربيته” ، وسكة أخرى متفرعة من سكة “الحماية” تنذر بوجود معارك من النقطة صفر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى