الأعمدة

احذروا الأبواق المشبوهة: هى اخت لنا ليست بجارتنا مصر بعد رباه النخيل ديارى بقلم ؛ نفيسة عبد السلام

تلك كلمات العالم الفذ دكتور محى الدين صابر احد اقطاب الحركة الوطنية والخريجين ووزير التربية فى السبعينات ورئيس ( أليسكو ) المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم سنوات طويلة فى وصف موقفه من مصر وعلاقة الشعبين السودانى والمصرى واصفا شعوره وكانّه لم يخرج من مسقط رأسه فى دلقو المحس.
وذلك ليس موقف فردى للدكتور صابر انما تعبير مثقف وطنى باحساس شعبين تجاه مصالحهما المرتبطة
ان الذين وقفوا مع سد الخراب الاثيوبى باعتقاد واهم بان السد تاثيره فقط على مصر عمالة لاثيوبيا وكيدا لمصر واكتشفوا مع الاخرين ان الكارثة على السودان اكبر وهللوا بجهل على الموقف الموجه لحكومتهم فى سياستها من بعض الشباب فقطعوا طريق شريان الشمال فاعتبروا ان ذلك لقطع للتواصل مع الشعب المصرى هولاء هم انفسهم الذين يريدون الإضرار بالملايين التى لجأت بحسها التاريخى ان أمانها فى شمال الوادى وينشرون تمنياتهم بان الفتنة الطائفية قادمة و سوف تشتعل الحرب فى مصر وعلى السودانيين المغادرة قبل الطوفان.
ترديدا لأمنيات كيزان مصر الخارج وهذا جهل فاضح بقوة الوحدة الوطنية هناك بل ويهددون السودانيين بان ثمة كارثة اقتصادية قادمة هناك ستؤثر عليهم اقول للمدعوة سهير عبد الرحيم التى كتبت هذا الكلام فى مقالها الساذج ، ان مصر ،تستحق كل التقدير إذا فتحت قلبها لاستقبال الشعب السودانى اللاجىء اليها رغم الصعوبات الاقتصادية التى تواجه اية دولة لديها برنامج اقتصادى طموح للتنمية الاقتصادية فى ظل الكساد العام
ثانيا الشعب السودانى الواعى يعرف اين امانه من التاريخ والتجربة وتوجههم نحو شمال الوادى ليس صدفة فقدت توجهت ثورة اللواء الأبيض اليها فى عام ١٩٢٤ وهى الثورة التى كانت من قيادتها التى تحمل شعار الوحدة من القايد على عبداللطيف والشهيد الصامد عبدالفضيل الماظ ألذى وقف خلف مدفعه حتى الشهادة مقاتلا من دينكا جنوب السودان إلى عبيد حاج الأمين من الوسط و والملازم سيد فرح من دلقو المحس أقصى الشمال الذى ذهب إلى مصر مع على عبداللطيف والتحق بالجيش المصرى وحوصر مع عبدالناصر فى الفالوجة وأصبح بعد الثورة محافظا للسلوم ومرسى مطروح
وكما شارك الجيش السودانى فى حرب ٤٨ وشاركوا فى ٦٧ وفى حرب ٧٣ قاتلوا ببسالة فى جزيرة شدوان فان الجيش المصرى نقل كلياته العسكرية وطيرانه إلى وادى سيدنا باعتبارها العمق الاستراتيجى لمصر
وقد لا تعرف الصحفية المذكورة ان الدفعة ٢٣ والدفعة ٢٤ من الجيش السودانى قد تخرجت من الكلية الحربية فى مصر وشاركت حرس الشرف التى حملت جثمان الزعيم جمال عبد الناصر من مجلس قيادة الثورة إلى ضريحه فى المنشية تلك نماذج فرضها وحدة المصير.
واستغرب كيف تعتقد إعلامية ان السودانيين المقيمين فى مصر هم فقط الذين نزحوا اليها بعد الحرب وهم لم يبلغوا خمس السودانيين المقيمين بصفة دايمة قبل الحرب كمواطنين ام انها تطلب اليهم جميعا الرحيل ؟ مصر بالنسبة للسودانيين ليس مجرد معسكر لجوء كما الحال فى تشاد وإثيوبيا التى تتبنى هذه الصحفية موقفها التى تقيم لهم معسكرات على حدودها كيف تكتب صحفية واعية كلاما تعرف ان من تخاطبهم سوف يسخرون من كلامها ام ان الغرض وتنفيذ الأجندات مرض
نعم الأجندات تهدف إلى محاولة تقسيم السودان الان وتتمنى لمصر ماتردده هذه الصحفية المغمورة من فتنة طائفية تقسمها وفقا لخريطة برنارد لويس والصهيونية العالمية التى شملت تقسيم مصر والسودان باعتبارهما جغرافيا واحدة لا تنفصل ولكن هيهات فمصر مؤمنة بفضل الله إلى يوم الدين وامان مصر هو امان السودان ولتعلمى ياسيدتى انه لأقدر الله لو تعرضت مصر لخطر فان مشاركة السودانيين فى الدفاع عنها مع شعب مصر لن يكون قاصرا على. المقيمين منهم بل دروس التاريخ تقول ان كل السودانيين سيزاحمون من ارض الوطن إلى مصر لفعل ذلك ولن يترك الموجودين مصر لانها تتعرض لخطر ما كما تدعوهم،
الغريبة ان كثير من امثال الصحفية سعدية والذين كانوا يهاجمون مصر فى كل مناسبة جهلا او تنفيذ لأجندة من قبل قد تغيرت مواقفهم او تعلموا بعد الحرب وتلك محمدة إلا هذه السعدية ، تعلمى عبقرية المكان والزمان فى علاقات مصر والسودان أعانك الله
اذكرك بمقولة دكتورنا محى الدين صابر :
هى أخت لنا ليست بجارتنا
مصر بعد رباة النخيل ديارى .. نفيسة عبد السلام .. مواطنة سودانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى