البحر …
جربت اليوم ان اكتب عمودي من عند البحر كنت انظر اليه طويلا حتي غاب النور عنه ولفه صمت الظلام …….
ماهذا البحر وماهي اسراره وكيف يتملكه كل هذا الهدوء وهو يغلي داخله بهموم الناس التي ترميها داخله وتلك الاسرار العميقة التي نتخلص منها داخله دون رحمة منا او شفقة عليه ..
لذلك انا اليوم كسرت قاعدته الشهيرة واتيت لاسمعه لااكتب عنه …
لن تصدقو اذا قلت انه تحدث الي وحكي عن مايريد …….
قال لي انه تلوث من كثرة خطايا البشر …
انه تعب من كثرة الذنوب والحسرات وانه ضاعت هيبته وسط ضياعهم …
وانه اختار الصمت والسكون ليستطيع تخطي مايحمل وانه حمل لواء الصبر عندما نفذ من قلوب البشر ..
ثم سالني مابالهم الناس يتخبطون في النهايات ومابال العقول تجمدت من هول المصائب المقصودة ..واين القلوب والنوايا التي بهتت من هول الخذلان …
وكيف تغيبت القيم وضاعت الشرائع وساد فساد الارض وزال العدل وفجر القادة وماتت الضمائر …
وكيف يعيش الناس تأهين في وهم خطواتهم وغير راضين عن اقدارهم …
ومابال النعم ترفعت عن المثول لخدمتهم واختارت الصمت مثلي …
………
انظري الي لوني الذي فقد بهاء زرقته وعمته العتمة والسكون
انظري الي ضفافي كيف تحولت لقاذورات قتلت كل احياء في احشائي ..
واين الله في قلوبكم وعقولكم وكيف تفجرون في في قتل قدرتنا علي عطائكم ….
انتم تنامون تتوسدون سرائركم المريحة ونحن نتوسد ظلمكم وهمكم وحكايتكم ..
واذا كان هذا قدرنا الذي حكمتم به …فأنه ليس ما خلقنا له ….
……
صمت للحظة وقلت نحن بعض الحروب والخوف وكثيرا من الظلم لانفسنا
غرتنا الدنيا بنعمة تكريمنا علي الخلائق لذلك اخذنا الفجر عنوة ..
نحن بعض الحكايات التي تربت لنا ..وبعض المكائد التي بدلت قلوبنا وكثيرا من الخوف الذي جعلنا نتباري لهدم بعضنا …
نحن ايضا صمتنا …وسئمنا مجريات الحياة فلا تظلمنا ياصديقي قد لجائنا اليك مرغمين فصمتك اهدانا الامان وجعلك كاتم اسرارنا وقصصنا ..
نحن مثلك مزيج صبر وتعب وكبد …
نحن وانت ذات المصير ياصديقي الكتوم ..
فعزرا لحزنك ..وصمتك وقهرك …
البحر …