الأعمدة

امحوها يابرهان وياحميدتي

في صلح الحديبية والذي كان بين كفار قريش وبين رسول الله ﷺ حتى يدخل المسلمون البيت الحرام اختار المشركون سفيراً لهم وهو سهيل بن عمرو لعقد الصلح وبعد الإتفاق على قواعد الصلح قال ﷺ :هات أكتب بيننا وبينك كتاباً ،فدعا الكاتب وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال : اكتب بعد بإسمك اللهم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو، فاعترض سهيل بن عمرو وقال :والله لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولكن اكتب محمد بن عبدالله ،فقال رسول الله ﷺ لعلي :إمحها يا علي واكتب محمد بن عبدالله
فقال علي رضي الله عنه : والله لا أمحوها أبداً يارسول الله .فقال ﷺ : هاتها يا علي فمحاها بيده عليه الصلاة والسلام لأنه يعلم تماماً أن علي لن يمحو كلمة رسول الله،كان هذا حال ادب الرسول صلي الله عليه وسلم مع الكفار وتنازله عن اعظم الصفات وارقي مراتب الرقي كخاتم للرسل المرسلين،فكيف يكون الحال مع المسلمين.
انها الحرب التي تدور الان ومنذ اكثر من ثلاث اسابيع،تدور رحاها بين ابناء البلد الواحد ،وقد تكشف للناس جميعا كارثية هذه الحرب،التي ادت لنزوح الملايين من ديارهم داخل وخارج السودان للنجاة بنفسهم من الموت والدمار،اوقفوا هذه الحرب التي سقط فيها مدنيين ابرياء لاذنب لهم،فاتاهم الموت داخل بيوتهم ولم يجدوا من يواريهم الثرى ولم يجدوا من يستر سوءاتهم من اهلهم وذويهم.
علي الاخ البرهان والاخ حميدتي ان يخلع كلا منهما بزته العسكريه وشارات رتبهم،ليتسربلوا بزى الانسانيه،والنظر لانسان السودان بانه كائن يستحق ان بعيش بامن وسلام واطمئنان،وان يمسح كل طرف مايعكر صفو الاخر من شروط تصب في وقف الحرب ونشر السلام والامن والطمانينه في ظل ظروف انسانيه ومعيشيه بالغة السوء والتي تنذر بكارثه لايعلم مداها الا الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى