الأعمدة

البرهان وحميدتي..هل سيخضعان لاختبار الشعب

اغلب الخبازين فيما مضي وفي زمن غابر غير زمانتا هذا وقبل ان يتم اختراع المخابز الاليه الحديثه،وخاصة في سبعينات القرن الماضي،وحتي يتسني للخباز القيام بمهمته علي اكمل وجه ،وخاصه انه يعمل في درجة حراره عاليه وذلك لان كل مخابز الزمن الجميل كانت ليست فيها نوافذ تهويه في مواجهة نار الحطب المنبعثه من (القبوه) وجها لوجه ،وفي غرفه مظلمه ينبعث من احد اركانها لمبه صغيره (لبوته) وتكون بعيده من مدخل القبوه ومضرب العجين حتي لايتساقط عليه (الذباب او الحشرات) علي الدقيق،وبما ان الخبار يتعرض للتعرق الشديد،مما يؤدى لالتصاق السروال بفخذيه،مما يعيق حركته لذلك يكون مضطرا بان يخلع سرواله حتي يتحرك بحريه،وهي المهنه الوحبده التي بتطلب انجاز مهمتها ان تخلع سروالك ، ويقوم الخباز بلبس عراق طويل يلتصق به الدقيق تماما ويشكل طبقه سميكه من ،والخباز فيما مضي لايظهر للناس بتاتا ولا احد تتاح له رؤيته فهو في غرفه منفصله تماما.
حينما يختلف الخباز او الفران مع صاحب المخبز،فانه يعبر عن توقفه عن العمل بان يقوم (بارتداء) لباسه،وبذلك يفهم من تصرفه هذا انه (خرج من الخدمه) وتوقف عن العمل وخاصة انه كان معلوما للجميع ان الخباز يؤدى عمله وهو في حالة (ام فكو تماما) وحينما يتدخل الاجاويد لحل مشكلته مع صاحب المخبز او الفرن،فان احدهم يخاطب الخباز(ياخي علي الطلاق تملص لباسك وتستهدي بالله واشتغل شغلك والعن ابليس) وتكون المشكله قد حلت ومجرد ان يخلع لباسه معني ذلك انها اشاره ببدء العمل فتدب الحركه داخل غرف الفرن المظلمه ايذانا ببداية العمل،ليبدا (المضرب) و(القبوه) بالعمل من جديد.
حينما نسقط هذه المقدمه الطويله علي واقعنا او المشهد السياسي او الاشخاص والكيانات ،ونقوم بفك الاقواس لالقاء الضوء علي علاقة المكون العسكري بالاخ حميتي قبل وبعد الاتفاق الاطارى،فاننا نخلص الي ان اغلب الذين يتسيدون المشهد الان ورغم توزعهم وتقسيمهم مع او ضد هم في الواقع اما مع المكون العسكرى كضامن علي مصالحهم وذلك لبؤس شعبيتهم وعدم توفر اي حظ لهم حال قيام انتخابات، او انهم متعاطفين معه باعتباره قوي يستند عليها في ظل تجاذبات دوليه ومحليه لاحول ولاقوة لهم في مجابتها او مجاراتها،وليس هناك اجنده تكون مطروحه تشتم فيها رائحة مصلحة الزطن،فالمصالح الشخصيه الضيقه هي التي تطغي علي المشهد.
الصراع الدائر الان بين المكون العسكرى والدعم السريع،هو صراع سلطه وتكبير اكوام ،وهو صراع اولاد البيت الانقاذي الواحد،وهو امر لايهم الوطن او المواطن في شئ،لان الثوره حينما قامت واسقطت عمر البشير وزمرته لم يرد بخلدهم انها ستقع في فخ حكم اللجنه الامنيه للبشير شخصيا والدعم السريع كقوات خاصه انشأها البشير،لذلك حينما هرولت الجموع البشريه تجاه القياده العامه،كانت تامل بوقوف الجيش معها في ثورتها،ولكن تطورت الامور وحدث ماحدث.
في النهايه لايصح الا الصحيح بذهاب الجميع وانتصار الثوره والثوار.
اعتقد ان الجميع سيوقع طوعا او كرها،وتقسيم الادوار بين الشركاء في لعب دور الممانعه والموافقه وقفل الطرق والمواني ودق نحاس القبيله كله سيزول ويذهب الجميع وفق ارادة وعزيمة الثوار.
ظل البرهان وحميدتي يمثلان توامه لتقاسم السلطه،وحالهم اشبه بحال الخباز او الفران في علاقتهم مع صاحب المخبز وهم الثوار،حيث ظلا ومنذ اربعه اعوام خلت يعملان بانسجام وتوافق تام في غرف مظلمه يطبخون كل مامن شانه ان يطيل امد حكمهم وبقائهم في السلطه،يعملون بحريه ويتحركون في كل المساحات وهم (عراة حفاة) وذلك لسخونة الشارع الثوري الذي يحيط بالمخبر ونار الثوره التي ينبعث لهبها عبر القبوه مما يجعلهم في حالة تعرق يضطرهم للعمل وهم في حالة ا(م فكو) تماما،يستحثون الخطي في انجاز مهمتهم في اسرع وقت للخروج من هذه الغرفه المظلمه ليستمتعوا ببيع رغيفهم في الازقه والحوارى لبيعه باي ثمن لكسب اكبر عدد من الجوعي لدعمهم لهم الذين يتلقفون رغيفهم رغم بؤسه ورداءته للترويج لبضاعتهم المزجاة والتي يعف كل انسان من شرائها او اكلها.
الشعب الان ينتظر اتفاق حميدتي والبرهان وماسيتمخض عنه،وهو بالطبع سيكون مرفوضا من الشعب ولا اعتقد ان هناك من ينتظر غير ذلك،من واقع ان من اهم اهداف الثوره هي اصلاح المنظومه الامنيه والعسكريه والشرطيه،ولايعقل ان يتم الاصلاح بواسطة لجنة برئاسة المكون العسكرى وحميدتي،وهم جزء اصيل من النظام البائد،كان الامر سيكون مقبولا شكلا لو ان مهمة الاصلاح عهد بها للجنه محايده تماما من عسكريين مستقلين تماما.
لذلك فان مايقوم به البرهان وحميدتي هو بالضروره سبخضع بالضروره لمراجعه من قبل اول حكومه مدنيه بعد ذهاب المكون العسكرى والدعم السريع من المشهد السياسي والعسكرى.
المرحله القادمه هي مرحلة المكاشفه مابين الشعب والاطراف الاخرى من مكون عسكرى ودعم سريع واحزاب وحركات وغيرهم،مما سيضطر معه البرهان وحميدتي في الخروج من قبوة الاعراس والختان الي ساحات ارحب في مواجهة الشعب وجها لوجه والخضوع لاختبار الشعب من التاكد من صدق عملهم من اجل الثوره،في الساحات الرحيبه بعيدا عن الغرف المظلمه،الامر الذي سيتاح فيه ولاول مره ان يظهر البرهان وحميديتي وهم يرتديان لباسيهما تدشينا لمرحله جديده لبداية العمل في الهواء الطلق الذي تنتفي معه الحاجه لخلع لباسيهما،وهو اي ارتداء اللباس من عدمه هو الاختبار الوحيد الذي سيجريه الشعب ويخضع له البرهان وحميدتي للتاكد من استيفاء كل شروط العمل في العلن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى