الأعمدة

استقلال الإقليم الشعري السوداني بمناسبة يوم الشعر العالمي

كتب/محجوب كبلو
تحية لكل شعراء بلادي
وجمهور الشعر السوداني الذي يستوعب كل شعبنا رجالا ونساء في يوم الشعر العالمي 21 مارس الذي يصادف غدا الثلاثاء وله لون شعرنا السوداني الذي تضخه الضفة والسهل والجبل، ولا تستوعبه اسطوانات المطابع ولا الواحها ومسننات حروفها فهو ابدية من جمال حبا الله بها وجدان شعبنا الطيب ورددته أرضنا الطيبة التي تؤتي نباتها كل حين من بديع غير متشابه، وتفاجئنا بمواسم دينوناته السعيدة وقيامات انبيائه اليوبيلية، الحانيات اللائي لا يخلفن ميعادا لعاشق.
ان المنجز الشعري السوداني في الفصحى وفي العامية ليشكل اقليما شعريا مستقلا عن روحية كل الشعريات الإنسانية الأخرى وخاصة الشعرية العربية والتي تميز عليها بالتعبير الفرداني الحر في الوقت الذي تدهورت فيه إلى محدودية التقعيد واسار التقليد مما اوقعها في ورطة التكرار والتشابه، وحرمها من التنوع لتسير باتجاه التوحيد النصي الذي يعني الافقار الخالد للشعرية، حتى غدا الشعر منجزا ثانويا في الثقافة العربية وتنازل عن مرتبته كروح لأمة لم يتحداها الله سبحانه ولم يستفز كيانها الا بالمثل الأعلى في البيان، فأين هي الآن من الشعرية وقد عجزت من أوان بعيد عن شهود معجزة السماء في لغتها، فهي عن شهود جمال لغة أئمة الغواية الشعراء أعجز.
اسوق هذا لادلل على وجوب استقلال اقليمنا الشعري السوداني عن الشعرية العربية المأزومة، حتى في حداثتها المتمثلة في قصيدة النثر التي أخذت لديهم في التنميط، وفي التقليد باستجلاب نفس شعري من وراء البحار وتمثل ازماته التى سادتها العدمية والتشاؤم مما يناقض معمارنا الروحي ويسير بنا في غباء إلى جحر الضب الأوروبي الأمريكي بلا مبرر ونحن في مرحلة أحوج ما نكون فيه للبناء والتنمية لشعبنا.
الى ذلك فإن ما يدعو إلى استقلاليتنا هو وقوع النظام الثقافي العربي في نظام التفاهة الذي يسود العالم الآن ويفصل الإنتاج الثقافي عن كل قيمة أخلاقية ويباشر تسليعه بفسولة ولؤَم واضعا الربح نصب عينيه في تسويق المنتجات التافهة بمقاييس النقد، مروجا لكل غث ما دام يؤدي إلى زيادة الأرباح.
على أننا كسودانيين، ومنذ عهد بعيد افردنا عن حياض هذه الثقافة أفراد البعير الاجرب وجرت علينا المراكز الثقافية العربية ثوب التجاهل والتغييب دهرا متطاولا، ويمكن لهذا أن يسهل تحقيق استقلالنا الشعري، مستغلين التطور الذي وصل إليه العالم بعد ثورة الاتصالات، التي اختزلت دار النشر والمكتبة والمسرح والمنتدى وصالة العرض الى مايمكن أن يحمله الإنسان على كتفه في سكونه وحركته، يلزم ذلك أن يتوفر عنصر الجدية في تكوين الوحدات الثقافية والتي هي خلية الجسد الثقافي الكبير الجدير بوطن الضفة والسهل والجبل. هذه مقدمة ترحيب بيوم الشعر العالمي ، واقتراح للعام الشعري الجديد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى