الأعمدة

وما ادراك ما اعلام الحروب بين الصدق والكذب !

الحروب قاتلها الله في كل الازمنة ومنذ الازل لها دوافعها وادواتها وهي التي كانت قديما تتفاوت بين الغزوات و الرغبة في إثبات القوة بغرض التوسع و التغول على حدود و ممتلكات وممالك الغير ومنها ماهو كره يكتب من اجل إعلاء قيم بعينها حينما لا تجدي اسباب الدعوة سبيلا إليها بالحسنى ..فيتم الاعداد لها من حيث رباط الخيل و استطاعة الاستعداد بالعدة والعتاد والجند الخ تلك العناصر التي لم تعد موجودة وفاعلة في عصر التطور التقني الذي بلغ مدى بعيدا في استحداث الوسائل المذهلة من العدة الجوية والبحرية والبرية و الكيميائية وحتى الجرثومة وفيها من الادوات ما يمكن توجيهه من على البعد دون تكبد عناء الدخول في المواجهة المباشرة مع توفر ادوات الرصد التي تجوب الفضاء واجهزة التصوير الدقيقة التي تغني حتى عن عناصر التجسس البشرية التقليدية الا في حالات معينة وملحة .
غير. ان سلاحا اخر غير الرصاص و القنابل بات وجوده ضروريا و فعالا في توجيه الحروب وقياد دخانها تبعا لتسخيره بالدرجة العالية من الذكاء للتاثير في معنويات الاطراف المتنازعة إيجابا في رفع معنويات جانب ما تبشيرا بالنصر القريب الموزر وسلبا في تحطيم نفسيات طرف آخر تحذير وارهابا بهربمة نكراء ولعلنا وعلى مستوى الحرب العالمية الثانية قد سمعنا عن دور سلاح الإعلام الكاذب في شحن الجيوش والشعوب حتى صدق ساعتها العالم ان ما كان يبثه ابواق هتلر كوزير دعايته جوبلز من فبركات و تحميس إنما هو الحقيقة بعينها
وكان الثمن الذي دفعه الفوهرر جراء ذلك النفخ هو حياته منتحرا بعد ان ازهق ملايين الارواح واحدث شروخا في خارطة العالم كله لم تبرا بعد كل هذه المدة الطويلة .
مثلما لعبت إذاعة صوت العرب و بصراخ احمد سعيد الذي رسم صورة مزيفة لانتصار الجيوش العربية على اسرائيل في مختلف مراحل حرب 1967 التي ما لبث ان انكشف الغطاء عنها لتتحول إلى نكسة جعلت الرئيس جمال عبد الناصر يتنحى متحملا المسئولية السياسية و العسكرية والاخلاقية ومات قائد جيشه المشير عبد الحكيم عامر كما قيل منتحرا على خلفية تدهور حالته النفسية جراء تلك الهزيمة .
ولعل من اطرف واظرف حملات الشحن الإعلامي ما كان يروج له محمد سعيد الصحاف وزير اعلام العراق إبان الاستعداد لمواجهة من اسماهم بالعلوج الغزاة حتى بلغ به الحماس ان اكد سحقهم عند اسوار بغداد ..فكانت النتيجة ان علق اولئك لاعداء زعيمه صدام حسين في اعواد مشنقة ليلة عيد ذلك العام .
ولا ننسى سيناريوهات اسحق احمد فضل الله المضحكة والمخجلة في ذات الوقت التي دغدغ بها عواطف البسطاء وهو يحدثهم عن معجزات وخوارق متخيلة في حرب الارض المحروقة في جنوب الوطن التي هدفت منها جماعة الهوس الديني إلى تغيير الخريطة الجغرافية والديمغرافية و العقائدية بتوهمات فجة فتحت ممرات الانفصال لذلك الجزء بعد ان تعذر على شعبه الإمساك بكل مراليج ابواب الدخول الى المعايشة داخل اسوار الوحدة الجاذبة .
الصورة ادناه تمثل نموذجا حيا في استخدام الإيحاء المؤثر نوعا ما إعلاميا في محاولة رسم صورة معاكسة للتي طيرتها عدسات الاعلام الحربي لقوات الشعب المسلحة لتؤكد فيها وجود قائدها الفريق البرهان بزيه الحربي متمنطا سلاحه ورافعا علامة النصر ..بينما انبرى اعلام الجهات المناوئة لصدقية هذا الحدث المعنوي باستخدام آلة الإعلام نحو التشكيك المدعم بمعلومات مفصلة من حيث الاسم والعنوان والمهنة و مطابقة الشبه عن رجل قيل إنه مثل دور القائد لاسباب لا تخفى على احد كما يقول المروجون لذلك التكذيب في خضم الحرب الإعلامية التي تملاء الاسافير منسلة من بين سحب الدخان و اجواء الرعب ومناخات الفوضى السائدة وكل فريق يستخدم هذه الآلة العجيبة لاعلاء صوته وهو يغني لليلاه بما يطربها بينما ضحايا هذا الصراع اللعين يتطلعون إلى إسكات كل اصوات الحرب المدمرة للحياة و لا يهمهم الا حقيقة واحدة وهي انها حرب سلطة بين رجلين اراد كل منهما رسم صورته كذبا في جدران التاريخ الذي لا يقبل إلا وجوه العظماء الذين يشيدون قلاع الامجاد ولا يسمع اصوات الكذبة والطغاة ومن يحطمون عظام الاوطان و يشوون لحوم الشعوب !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى