البرهان وحميدتي. ( دافننو سوا)
في سياق تغطية قناة الحدث المكثفة عشية انعقاد القمة العربية في جدة المزمع انطلاقها اليوم الجمعة.
تلاحظ ان القناة خصصت جل وقتها قبل الانعقاد لتناول اهتمام القمة بالازمة السودانية وجعلها قضية مركزية سيتباحث حولها القادة ..بل من الواضح ان هنالك على ما يبدو مبادرات ستطرح لتلمس الحلول السريعة لهذه الازمة واولها وقف إطلاق النار و توفير الممرات الآمنة للمساعدات الإنسانية كمقدمات هامة للدخول في مراحل الحلول السياسية وهو ما يصب ضمنا في مجرى الجهود السعودية الامريكية التي ترعى مفاوضات الطرفين في ذات المدينة !
غير ان المذيعة السعودية تهاني الجهني التي كانت تدير احدى النقاشات الحية حول الحرب في بلادنا ..سالت احد ضيوفها وهو الكاتب الصحفي عبدالله الشيخ عن عدم إقالة البرهان حتى الآن لحميدتي من منصبه كنائب لرئيس مجلس السيادة رغم إن الصراع بينهما قد تمخض عن كل هذه المآسي والفظايع التي يدفع ثمنها الإنسان السوداني المنكوب ..بينما البرهان وكما قالت يطالب القمة بان تعتبر قوات الدعم السريع فصيلا ملغيا منه باعتباره متمردا على الموسسة العسكرية الرسمية بدلا عن المساواة بين القوتين المتحاربتين !
فاجابها الضيف بما معناه وكما يقول المثل الشائع لانهما ببساطة..
( دافننو سوا )
ولعل إشارة الرجل الذكية تجعلنا نتيقن ان الذي بين الرجلين من اسرار دفينة وخلافات مصالح اخرى متشعبة سواء كانت اقتصادية او غيرها لم تحسم بعد ولعلها تفوق التباينات التي في ظاهرها سياسي و لكنها بدت في جوهرها صداما عسكريا عنيفا ..فضلا عن سابق تقاسمهما جرائما تجعلهما في درجة التساوي امام منصة العدالة متى ما اصبحا خارج منطقة القوة التي بحتمي بها كل منهما .
فالبرهان يريد حماية سلطة فاقدة للشرعية مستخدما ذراع الجيش الذي يفترض ان يكون حاميا لدستورية الحكم وليس حائزا عليها بقوة السلاح او مستغلا للعاطفة الشعبية ليجعل منها حائطا يسند عليه ظهره ولكنه لا يجروء في ذات الوقت على الخروج لمخاطبة الشعب علنا ولو عبر الفضاء .. إلا إنه اكتفى بذلك الظهور الهزيل امام جنوده وفي حيز ضيق يذكرنا بظهور صدام حسين الاخير قبل سقوط نظام حكمه !
اما حميدتي فهو يتمترس في اختفائه المريب الذي اثار حوله الكثير من غبار التكهنات بموته او إصابته بينما تترى عنه بعض التسريبات الصوتية المشكوك في صحتها وهو بنفي عبرها تلك الشائعات متوعدا غريمه بحبل المشنقة وكأنه على ثقة بانه سيكون حصان السجال الدموي الرابح في رهانه على بلوغ احلامه السلطوية التي هيهات ان تتحقق مدنيتها المفترى عليها بالقول فقط و ديمقراطيتها المزعومة بالنفاق التكتيكي المؤقت ولو من خلف دخان الحرائق ورائحة الجثث وترويع الامنين و انتهاك شرف الحرائر و نهب ممتلكات الناس بالترهيب و الإخلال بالأمن والسلام في المجتمع المسالم !
والخشية ان ينتهى تقاسم نتانة المدفون و بشاعة المكشوف ليستقر الغريمان كما لم يكن بينهما شي من بعد كارثية هذا الصراع المدمر ومن ثم ينجعصان داخل ما تبقى من حطام القصر الرئاسي مثلما انتهى الامر بين الرئيس سلفا كير ونائبه الدكتور رياك ماشار بعد كل الذي جاوز ما صنع الحداد بينهما .!
ولا عزاء للضحايا الا الترحم عليهم و كذلك التمني بشفاء الجرحى وعودة المفقودين .
ويصبح الوطن هو المدفون الحقيقي في حفرة هذا النزاع البغيض على السلطة والمال ..قاتل الله من حفزههما ومن ساعدهما ومن ينتظر منهما خيرا ..او يرجو نصرا لاي منهما .
والله من وراء القصد .