توقعات على خلفية التسجيل الاخير لحميدتي .

من الإشارات العابرة التي لم يقف عندها الكثيرون إشارة الفريق البرهان في احد تصريحاته الاخيرة ..
قوله ان قائد الدعم السريع الان في متناول يدنا !
هي عبارة تذكرنا بالذي صرح به ذات الفريق البرهان في اول مؤتمر صحفي له في اليوم التالي لانقلابه على الحكومة الانتقالية في الخامس والعشرين من اكتوبر 2021, حينما سئل عن مكان رئيس الوزراء المنقلب عليه الدكتور عبد الله حمدوك ..فاجاب البرهان بانه يستضيفه هو واسرته في منزله بالقيادة العامة ..ولكن اتضح لاحقا ان الامر ليس كذلك البتة !
والان يتكرر ذات الامر ويثبت عدم حقيقة ما قاله البرهان حول معرفته مكان وجود غريمه حميدتي !
وهو من الواضح محض قول يصب في مجرى الحرب الإعلامية بين الطرفين التي يطلقها كل طرف وبعدة وسائل ومختلف الاساليب للنيل من الروح المعنوية لخصمه ميدانيا وجماهيريا .
. ولعل التسجيل المسرب بالامس وقيل انه بصوت الفريق حميدتي والذي جاء بعد الكثير من التسجيلات التي تؤكد مكان وكيفية وتاريخ مقتله و الجهة التي ووري فيها جثمانه ..فتكلم فيه دون ان يقف عند إشاعة مقتله كما سخر منها في لقاءات سابقة.. ولكن من المؤكد ان التسجيل حديث ومواكب للاحداث الجارية بدليل انه ارسل عبره تهنئة الى المملكة العربية السعودية على نجاح القمة التي عقدت في جدة اخيرا ..بل واشاد بمجهوداتها في تلمس الوسائل لاحتواء حربه الدائرة مع القوات المسلحة .
غير انني شخصيا لاحظت ان الصوت المنسوب للرجل كان مشروخا ومجهدا بما يدفع للظن بانه اما ان يكون مصابا او مريضا بالقدر الذي يحول دون ظهوره في تسجيل مصور ليدحض كل التكنهات التي تملاء المسامع حول سر اختفائه كل هذه المدة وكان من المتوقع ان يرد على ظهور الفريق البرهان منذ ايام بين جنوده امام مبنى قيادة القوات المسلحة كاقل إثبات متوقع !
وهو ما يزيد من علامات الاستفهام حول وضع حميدتي و مكان تواجده ..هل هو محصن في مكان داخل البلاد ويقوم بمهام قيادة معركته المصيرية كما يراها ..ام انه تم ترحيله مصابا او معتلا للعلاج في احد مشافي حلفائه المقربين ويقوم بإرسال تلك التسجيلات بغرض حث جنوده على الثبات والانضباط الى اخر ما جاء في تسجيله الاخير حيث لم ينسى ان يذكر باهمية اتساع حلم انتصاره على خصمه اللدود ابتغاء لتحقيق ديمقراطية البارود ومدنية الدماء بعد ان يقضي على ما وصفه بالانقلاب البرهاني وذلك بقلب الوجه الآخر لمرتبة الحكم المبللة بدماء ضحاياهما ..وهما كالاصلعين الذين يتقاتلان على مشط مكسور !