الأعمدة

رؤى متجددة :: أبشر رفاي / المواطنون والهدنة بين تصريح البعشوم ونصيحة المرفعين

جاء في الرواية الشعبية الطريفة التي نرويها اليوم بمناسبة سريان الهدنة الإنسانية بأن الثعلب المكار قد فاجأ صديقه غير الودود المرفعين ذات مرة بنبأ يفيد بأنه قد حصل على تصريح مهم من رئيس البني آدمين يسمح له والمرفعين بالسعي لطلب رزقهما جهارا نهارا بدلا عن الطريقة الليلية المعتادة . المرفعين شكر الثعلب على إنجازه غير المسبوق مع بعض التحفظات التي حددها بضرورة إختبار مصداقية التصريح ودرجة الإلتزام به من قبل البني آدمين وافق الثعلب على المقترح بأن يقوما بتجوال ميداني نهارا جهارا وفي يوم عطلة لضمان تواجد الناس بكثافة لأجل ضمان وتحقيق أكبر قدر من الإحاطة والإشهار بما ورد في التصريح ، وحينما حضرا في الزمان والمكان المحددين وهو بالطبع بمقربة من احد زرائب البهائم تلاصقها مزرعة دجاج محترمة ، فأذا بالناس فجأة تتدافع بالمناكب نحوهما فأسك حربتك والعصي ، قال المرفعين للثعلب (أها ) الرأي شنو ، رد الثعلب بثقة شديدة هذا شئ طبيعي متوقع سببه غرابة المشهد من جهة ، ومن أخرى لا تخف التصريح موجود بمجرد الإطلاعهم عليه كل شئ سينتهي وكل مخلوق يلزم حدو المرفعين للثعلب إلى هنا كلامك مفهوم ولكن خلي بالك للراجل المهرول( أبو فأس داك ) باقي ليك بقرأ لينا التصريح ، ده كلام ني والني مقبل للنار أبقى مارق نجري جريتنا القديمة، إنتهت الرواية وبنهايتها تبدأ قصة جديدة قصة المواطن السوداني والهدنة الإنسانية الماثلة مدة أسبوع قابلة للتجديد ، والتي تغطى عدة محاور مهمة تتعلق بالإستحقاقات الإنسانية التي كفلها القانون الإنساني الدولي وإتفاق هدنة جدة والأعراف المحلية في إنتظار التطبيق الفعلي تطبيق عالي المصداقية عالي الشفافية والمسئولية هذه الجزئية هي التي تقابل بالقدة والخيط والميزان مرحلة الإختبار العملي لمنشور الهدنة الإنسانية كما الحال في تصريح البعشوم وصديقه غير الودود المرفعين وما ترتب على القصة من مآلات ونتائج وطرفة مواسير التصاريح والوثائق والفشل الميداني الخطير حول موضوع القيادة والسيطرة الذي يترتب عليه حالة الإنفلات الجماعي .. تشتمل الهدنة على عدة محاور او كما ينبغي لها المحور الأول محور تهيئة البيئة الإنسانية وهذه مقدمة منطقية ومسئولية جماعية فالهدنة الإنسانية هى بالأساس ثقافة وفهم أنساني عميق تعززه القوانين والمواثيق والعهود والتربية الاخلاقية والوطنية بمعنى أن الهدنة للأغراض الإنسانية تعتبر اعلي وأعمق وأكثر مسئولية اخلاقية مقارنة ومقاربة بأي هدن أخرى فمن لم يحترم ويقدر الهدنة الإنسانية فمن المؤكد أن القيم الإنسانية عنده ضعيفة او بالأحرى منعدمة تماما وفي حال تأكيد الحالة فلاينتظرن خيرا ولا نفعا من لا إنسانية له باعتبارها نقطة جوهرية وبنية تحتية لدى إي إنسان يرجى منه في مختلف صور الحياة وأنماطها .
النقطة الثانية :’– إلتزام الهدنة بوقف أطلاق النار للأغراض الأنسانية قبيل ساعات السريان وفي ظله السؤال هل هذا البند قد طبق بالفعل ام لم يطبق ام شابته بعض الخروقات خاصة في العاصمة القومية محور الأحداث كالحالات التي رصدتها القوات المسلحة في إنتظار نفي او تأكيد الجانب الأخر للهدنة وفي حال ثبوت الأختراقات ماهو السبب ومن المتسبب وماهي طرق المحاسبة ، ام الهدنة الإنسانية برمتها كلمة حق يراد بها باطل خفي متخفي يغطس ويبق في مكان لمكان .
النقطة الثالثة :- هل المواقع والأماكن والطرقات موضوع الأخلاء المنصوص عليها في الهدنة الإنسانية تم اخلاؤها بالفعل مع لحظة سريان الهدنة ام شئ من هذا القبيل لم يحدث ولن يحدث مثل اخلاء المشافي ومنازل المواطنين والمواقع العامة حيث تصريف حوائج الناس الأنسانية والضرورية والطرقات العامة وحق الطريق .
النقطة الرابعة :- هل تمت إزالة الإرتكازات العسكرية القتالية من الطرقات والتقاطعات والمساكن بما يمكن ويكفل للمواطن من ممارسة نشاطه الأنساني الطبيعي حرية الحركة والتنقل والتعبير الإنساني ام هي موجودة وقاعدة للمواطن في العزيزة وفي (مرحال العيش) والسبب شنو ومامعنى التوقيع على هذا البند وبنود أخرى بالهدنة من الأساس ..
النقطة الخامسة :- أين المساعدات والإغاثة الطبية والمعيشية واللوجستية المكملة ام هي باتت في ذمة (حضرنا ولم نجدكم حضرنا ولم تفتحو لنا الباب ) اين خطة وخارطة التوزيع ولا ده كلو طلع كلام هدن ساي ، وكلام بنات معديات بنات في هواء البوادي الطلق ، وماهو السبب ، الخطورة في حال إنقضاء مدة الهدنة دون ظهور هذا العمل في اوساط المواطنين والمستحقين هذا يعني أن الهدنة قد سقطت برصاصتي رحمة رصاصة عدم الألتزام بوقف إطلاق النار كإجراء تمهيدي للعمليات الإنسانية ورصاصة عدم الإيفاء بإستحقاقات الهدنة الإنسانية والتي في مقدمتها العون الطبي والغوث الإنساني المعيشي .
النقطة السادسة :- أين آلية مراقبة الهدنة حتى اللحظة ولماذا لم ينص على إنشاؤها وتواجدها ضمن الترتيبات الزمنية التمهيدية لسريان الهدنة بهدف إشهار الترتيبات الإنسانية وفرض هيبة ممسكات الهدنة عبر مسئولياتها القانونية والإدارية المتبادلة بين شركاء الهدنة الإنسانية والتي تعتبر من منظور إستراتيجي قرون إستشعار لقراءة مستقبل العملية الكلية لوطن آمن مستقر .
النقطة السابعة :- أين الخطة الإعلامية وآلياتها وأدواتها المصاحبة للهدنة الإنسانية خطة قبلية وأثناء وبعدية مقرة على نحو مشترك بواسطة شركاء الهدنة الإنسانية ..
النقطة الثامنة :- لماذا لم تصدر أي تنديدات وإدانات للإنتهاكات الصارخة للقانون الإنساني الدولي في هذه الحرب اللعينة والتي شكلت فيها إنتهاكات القانون الإنساني الدولي والاعراف الدولية والمحلية موضوع الهدنة الإنسانية شكلت اعلى معدلاتها في ظل صمت إقليمي ودولي مطبق بما في ذلك صمت المبعوثين على كثرتهم صمت مثير للشفقة الإنسانية والريبة السياسية
النقطة التاسعة :- ام الحرب القذرة والعبثية وهدنها الكثيرة وهدنتها الإنسانية الماثلة مصممة بالأساس لأجل هدف أكبر ، تبقى الحرب والهدن والفاعلين والفاعلات والمتفرجين والمتفرجات في المشهد ومحور الأحداث هم ادواته التحضيرية المبتكرة سواء في الشعور أواللاشعور والهدف الشرير المعني هو التدخل الدولي أو المستدول في شئون البلاد عبر مجلس الأمن الدولي ، والذي تمثل تقارير فولكر بيرتس الدورية الحربائية الغامضة والصمت المطبق على الأنتهاكات الإنسانية الصريحة واللعب السياسي والمسيس على حبال المتشابهات منها هي قرون إستشعار وبؤر إشعال مثلها مثل بيت كبريت الإتفاق الإطاري الذي أشعل النار بثقارب الفتنة بالعب على نار الإصلاح الأمني والعسكري التي بقت ( وشلفططت) الجميع . اللهم احفظ السودان وأهله ..
النقطة العاشرة :- إن اخطر نقطة ضععف يمكن أن ينفذ من خلالها المشروع الخطير وهدفه الشرير بعد فشل خططه الأربع A –B — C — D هو شتات وتشتيت الجبهة الداخلية بضرب ممسكاتها الداخلية العسكرية والأمنية والسياسية والإقتصادية الحياتية والشعبية المجتمعية والذي وضع قصاد كل منها جمرة وجمرات خبيثة حارقة بالغة الخطورة كجمرة التلويح والترويج لإحتمالية إنتقال الحرب من مربعها الحالي إلى مربع الحرب الأهلية القبلية العرقية العبثية في نسختها الثانية وهي للأسف نسخة تحت رعاية المخطط ، فكرة وتحضير وتنفيذ ولكن لحسن طالع وحظ الوطن والمواطن السوداني الصابر أن الجمرة الخبيثة الموجهة قصاده قد أبطل مفعولها بل حول مخاطرها ومهدداتها إلى منافع صور التلاحم الوطني والتكافل والتراحم والتوادد والكرم الحاتمي المجتمعي الأصيل لأهلنا الكرام في مجتمعات الولايات والأقاليم وداخل العاصمة القومية وحيث المهاجر ملاحم وتراحم جسدت الفينا مشهودة بطريقة لانقل بأنها خير مسبوقة في حضرة تراث الأجداد في السياق لكنها بلا شك قد تقفت أثرهم بوقع الحافر على الحافر لدرجة إنك تستطيع القول وبملء الفيه عن بعض النماذج الخاصة بإستقبال الوافدين وليس النازحين كأول بشريات الدعم المعنوي وبشاشة الإستقبال وحرارته تستطيع القول وبلا تردد بأن الخلفة قد لحقت القندول والعود رمى جمرايتو نموذج جدنا السلطان على دينا في كسوة الكعبة وسقيا الحجيج على إمتداد البسيطة ( أبيار علي ) ( وجدنا برير ود حمد ) ( وجدنا ود بدر أبوي وينو الكانداكا ) وقائمة اوتاد الأرض تطول بعرض وطول الوطن ونجوم سماوات العزة والكرامة تتلألأ نور فوق نور ليوم النشور أبشروا فلا يهمنكم اخبار بعض الحالات البسيطة التي ظهرت هنا وهناك تناولتها بعض التقارير الصحفية والأعلامية التي تناولت القصة الطريفة الغريبة لبعض اصحاب المركبات والطرحات العامة بولاية سنار الذين قيل عنهم بانهم قد تضايقوا وضاقوا وضيقوا على الوافدين من العاصمة القومية في حضرة السلطات والذين سعوا بسياراتهم الخاصة لكسب سبل العيش من خلال تواجدهم بالمواقف العامة طرحة ومشاوير ، ومع علمنا ويقيننا التام بأن الرزق بيد الله والزول بيأكل رزقه ، فإننا ونيابة عن مجتمع ولاية سنار والتي لم نزرها في حياتنا ألا لساعات عابرة في النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي نؤكد بأنها وتنوع مجتمعها العريق عبر التاريخ يمثلون مستودعا لقيمنا واخلاقنا وإرثنا التأسيسي القديم حكمة وحكم تواصل ترابط وطني تصاهر بل إنصهار إجتماعي كامل ركل أمراض الأنفس الأمارة بالسوء كالشح مشيعا كافة صور الهواجس والحواجز كالجهوية والعنصرية والقبلية والعرقية وما شاكلها شيعها إلى مثواها الحقير وتم دفنها بمدافن التاريخ السحيق ، فقبل كارثة الخرطوم والشهادة لله فتح المجتمع السناري قلبه وصدره برحابة لا محدودة لأهله ومن ولاية النيل الأزرق وقبلها لأهله من جنوب السودان . التحية للوالي الاداري الضليع ابراهيم العالم والذي نشهد له ولحكومته ولفعاليات المجتمع السناري بكافة قطاعاته ومرجعياته نشهد لهم والولايات المجاورة بالجود والكرم والشهامة ونجدة الملهوف وحنكة إدارة الإزمة الإنسانية وحيث الكرامة ….

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى