ثم ماذا بعد كل هذا الدمار !
الحرب دخلت الآن في عمق الشهر الثاني بمراحل من هلاك البشر و تخريب العاصمة و امتد لهيبها إلى الغرب المنكوب اصلا بشرا وحجرا وشجرا من قبل ان تشتعل في جسد حاضرة البلاد القومية لسنوات رمضاء عدة .
لا خلاف في فرضية إن القوات المتمردة على الجيش الوطني هي من تتحمل وزر الخروج على شرعيته كمؤسسة قومية او كما يفترض ..ولكن بالمقابل اين هي مسئولية قيادة تلك المؤسسة في حماية شعبها الذي راهن بكل عاطفته واشواقه الوطنية على الوقوف خلفها معنويا وبذل من الدعم ما امكنته الظروف القاسية إلى ذلك سبيلا .
ومع تعالي اصوات الدعوة لإخماد هذه الفتنة الماحقة بآية صورة كانت وتجاوز جدلية من اطلق الرصاصة الاولى مؤقتا على الاقل لتحميله لاحقا وبعد التاكد كل تبعات الذي اصاب البلاد من ضرر في عقر دار حكومتها الغائبة عن كافة مسئولياتها الامنية اولا وثانيا وثالثا ثم ناتي المطويات الاخرى بعد ذلك قياسا إلى فورة هذه الفوضى التي تستوجب الدراسة النفسية حقيقة .
ومن هنا يجب طرح السؤال المشروع الذي اصبح يقض مضاجع الناس الذين يتقلبون في اتون هذا اللهيب الحارق أوالذين احتموا بالفرار إلى ملاذات مختلفة ويعتصرهم الالم المزدوج جراء مفارقة الديار وبالتالي مضاضة احساسهم بغربة الشتات رغم إكرام وفادتهم سواء في الداخل او في الخارج ..و السؤال هو ثم ماذا بعد كل هذا الدمار المؤلم والخراب المأساوي و شعور الاحباط بات يفت في ضد الروح المعنوية الشعبية التي امسكت بزناد الحماس وهي تهتف بحياة القوات المسلحة وتنتظر النصر الموزر الذي تعدهم به قيادتها وهي التي لا يراها العامة الا لتخرج لماما وتبلغهم بانتهاكات المتمردين والمتفلتين وتستجدي المكتوين بها بان يتحلوا بالصبر الجميل وكانها قيادة علاقات عامة تقوم بمهمة الاعلام الحربي وليست مسئولة عن صد ذلك العدوان المركب الابعاد و سوء النتائج والعواقب !
وهو احساس مر يمزق الحلوق و يمكن ان يتجاوز حالة إضمحلال العاطفة الشعبية حيال قواتنا المسلحة ليطعن في همة الجنود البواسل لاسيما إذا ثبت لهم تراخي تلك القيادات في الجدية الواجبة حيال تفهم خطورة الموقف او لو انهم لمحوا ان وراء اكمة إرادة تلك القيادات وخلف عقيدتها العسكرية سكاكين دخيلة تحرك هذه المعارك وتوجج الم جراحاتها رغما عن قناعات العقول السوية في اتباع الجنوح إلى الحل التفاوضي كاقرب طريق واجدى وسيلة وشواهد الواقع في ميادين النزال تؤكد ان عامل الزمن ليس في صالح سلامة من تبقوا مرعوبين تحت حطام الاماكن المكلومة .
والخشية ان يصبح الوطن اثرا بعد عين مع تطاول اعمدة دخان هذا الحريق اللعين .
قاتل الله من اطلق شرارته الاولى ومن يصب عليه الزيت و لعن من يتربص خلفه يستنشق رائحة شواء ضحاياه الابرياء و اولهم هذا الوطن المسمى بالسودان .
والله من وراء القصد .