فوز أردوغان الذي تتمناه شعوبنا ..!
من الطبيعي أن تخرج جموع الشعب التركي فرحة في كل مكان لاسيما الذين اختاروا الرئيس الحالي رجب طيب
أور دغان ليحكم لمدة خمسة أعوام أخرى هي ولايته الجديدة وقد نال ثقتهم بغض النظر عن مزاحمة منافسه العنيد كمال كوليشدار له في سجال شهد العالم بنزاهته .
ولكن أن تخرج بعض المواكب في عدد من العواصم العربية للتعبير عن فرحتهم ايضا بذلك الفوز فتلك ظاهرة لها معانيها البليغة .. فهي ومهما فسرها الكثيرون على أنها قد تكون لدوافع مذهبية أو من قبيل الاصطفاف الفكري تجاه الرجل باعتباره يمثل التيار الحداثي المرن المتميز عن غيره في العالم العربي والإسلامي بتطبيق تجربة تعددية ديمقراطية مزجت بين الحفاظ على القالب العلماني الموروث للدولة منذ بزوغ شمس النهضة الاتاتوركية و بين اتباع البرنامج الاسلامي الخاضع لاقتصاد السوق المفتوح والذي حقق فيه نجاحات نقلت الليرة التركية من درجة الاحتضار لتصبح حذوك الفلس بالفلس مع اقوى العملات في الدول ذات الاقتصادات العريقة والقوية و لتقف بلاده في الصف الأول لاولئك العمالقة رغما عن بعض الانتكاسات والعثرات والعراقيل المتعمدة من بعض الدول الغربية التي تتحسس من توجهاته الايدلوجية وتتهيب من كاريزما شخصيته القوية وتأثيرها على الدول المحيطة ..الى درجة الحيلولة دون انضمام تركيا للانحاد الاوربي مع كل محاولاته الحثيثة على مدي سني حكمه العشرين!
ولعل تلك الفرحة في العواصم العربية المختلفة تعكس بالضرورة اشواق شعوبنا العربية للديمقراطية غير المفضية بزيف النتائج لصالح القادة الدائمين أما باستفتاءات التسعة وتسعين وتسعة أعشار في المائة ..أو تلك التي يكون التجديد فيها للقائد الملهم على طريقة الجخ المكشوف وبدون خجل في مكان أو شراء منافسين كومبارس في مكان آخر لينهزموا في مسرحية سخيفة أمام ذلك الزعيم المحبوب من غالبية الشعب بالقدر الذي يوهله للحكم من المهد الى اللحد !