الأعمدة

حميدتي ..الراحل غير المقيم وغريمه الحائر ..!

سواء كان هذا الرجل المسخ الذي يعبر وجوده في واجهة المشهد عن رداءة الزمن الذي قلب ظهر المجن للسودان وهو وطن يستحق بجدارة ان يحكمه اناس في عظمة تاريخه وفرادة شعبه ..ولا نستثني من الذم والقدح والتحقير كل الذين صنعوا من تمثال العجوة هذا المسمى حميدتي وصقلوه بمساحيق الوهم القبيحة ورشوا عليه سكرا ما كانوا يعلمون انه فاسد ولا يصلح للاستعمال ظنا منهم انهم سيستطعمون مذاقه في لحظات جوعهم للسلطة متى ما انكفى ماعونها و تبددت امامهم
الان لا احد بالضبط استطاع ان يجزم بان حميدتي قد مات رغم ان الدين يتمنون هلاكه قد تباروا في التيقن بموته ..بينما جماعته من المقربين يوكدون انه حي ولكنهم لم يحددوا طبيعة حياته تلك من حيث كيفيتها ان كان مصابا او من وجهة مكانيتها ان هو داخل البلاد او خارجها .
والاغرب من كل ذلك إن غريمه قائد الجيش لم يحاول ان يستثمر فرضية وفاة خصمه اللدود وهي من بديهيات الحرب النفسية وان لم يكن الرجل قد هلك وذلك للاستفادة من تاثيرها في تحطيم الروح المعنوية لجنود الدعم السريع الذين سيشعرون بمرارة اليتم فوق ما هم عليه من يأس تمثل في انفلاتهم من عقال الجندية ان كانوا هم حقا جنودا بالمعنى المعروف
وقد تحولوا إلى لصوص و هاتكي عروض و محتلين لاملاك الناس الذين كانوا آمنين مسالمين فاخرجوهم عن ديارهم اما نازحين في وطنهم واما لاجئين غرباء عنه في البلاد القريبة والغريبة !
اما الجيش الذي وجد من الدعم الشعبي الذي ولد فيه حماسا كان يؤهله لحسم المعركة قبل ان يتطاول دخانها فنخشى ان ينكسر عرمه هو الآخر بعد ان يمتلي رجاله قناعة بانه قد جر إلى هذه الحرب اللعينة على غير ما تربى من العقيدة التي تدفعه للدفاع عن تراب الوطن وكرامة الشعب..لا من اجل تصفية حسابات القادة الذي اختلفوا بعد ان استعصت عليهم قسمة سرج السلطة المسروق حينما اكتشفوا انه لا يحتمل الا راكبا واحدا بتوهط عليه ولابد له ان يركل الطامح للوثوب معه بحذائه العسكري الذي يفترض انه مدخور من المال العام لصد الطامعين في امتطاء ظهر الوطن نفسه !
ليس مهما موت حميدتي او حتى لحاق البرهان به ولكن الاهم هو السؤال لماذا ادخلا البلاد والعباد في كل هذا العنت والعذاب ..فلا عذر لهما ان كان و راء كل منهما من جمل لهما الحرب وكأنها نزهة في حديقة سيتفيأ من يكسبها ظلال السلطة ويمد رجليه فوق هامات الناس من منطلق البقاء للاقوى .
والسؤال الاكبر من ذلك كله من سيدفع فاتورة كل هذا الدمار في العاصمة القومية وبناها التحتية وغيرها وقد تشتت طوبها بالشكل الذي اعاد عاصمة البلاد تحديدا إلى نبوءة العارف بالله الشيخ فرح ود تكتكوك المعروفة كمثل بات يتذكره الناس الان .
والذي قال فيه رحمه الله ان الخرطوم ستتوسع رقعتها حتى تخوم سوبا و تتناثر طوبة طوبة ..اما تجديد عمارها فليس متروكا للزمن وحده وانما يتطلب من معطيات العصر الكثير الكثير .
وليس الاسى محصورا في. جراحات الخرطوم وانما في تلك التي تفتحت في انحاء اخرى من البلاد الواسعة .
كان الله في عونها و احسن العزاء في كل الذين ذهبت ارواحهم هدرا لهذا العبث الصبياني الماحق ..
وتبا لاحلام العسكر الطفولية التي يدفع ثمنها العقلاء في يقظتهم الوطنية التي يقطعها اولئك الحالمون. او
الذين يحلمون بالإنابة عنهم !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى