المنوعات

حكاية الخالة مرجانة السودانية .. قارئة الفنجان الحقيقية فى حياة العندليب

 

“جلست والخوف بعينيها.. تتأمل فنجانى المقلوب.. قالت يا ولدى لا تحزن.. فالحب عليك هو المكتوب”.. جميعنا تأثر بتلك الكلمات التى نسجت رائعة “قارئة الفنجان” للراحل عبدالحليم حافظ والتى كتبها الشاعر الكبير نزار قبانى وأبدع فى تلحينها الموسيقار الكبير محمد الموجى.

لكن لا أحد يعلم أن شخصية قارئة الفنجان كانت حقيقية وحاضرة بقوة فى حياة العندليب وظلت تتردد عليه لما يقرب من 20 عاما أو يزيد.

الخالة مرجانة.. سيدة سودانية الأصل، قابلها عبدالحليم لأول مرة فى بداية مسيرته الفنية، وفى لقاءها الأول به تنبأت بأمور جيدة سوف تحدث فى حياته المهنية.

سوف تكون سعيدًا فى حياتك، وستحقق نجاحًا ليس له حدود”.. “طوب الأرض هيحبك”.. هكذا طمأنت الخالة مرجانة العندليب على مستقبله الفنى وشعبيته خلال السنوات المقبلة، لكنها نظرت بعمق فى فنجان العندليب وصمتت للحظات، ثم قالت له: “أنت صحتك تعبانة شوية، لكن هتتعب أكتر وتعبك جوانى”.

قالت الحاجة مرجانة هذه الكلمات ثم انصرفت، فى البداية لم يشغل عبدالحليم باله بهذا الموقف بل ظل يضحك ويقول إن كل شيء بيد الله وحده وهو علام الغيوب.

لكن بعد شهور قليلة، شارك عبدالحليم فى فيلم “لحن الوفاء”، وخلال كواليس التصوير أصيب العندليب بأول نزيف فى حياته.

يومها تذكر كلمات الخالة مرجانة، واتصل بصديقه الذى كان قد أحضرها لزيارته، وطلب منه أن يأتى بها إليه، ولكنها كانت قد تركت مصر فى ذلك الوقت وعادت إلى السودان.

ورغم أنه لم يقابلها مرة أخرى، إلا أن كلمات الخالة مرجانة ظلت عالقة بأذهان العندليب الأسمر، وتتردد على مسامعه كلما تعرض لانتكاسة صحية.

وبعد فترة طويلة، ظهرت الخالة مرجانة وذهبت لزيارة عبدالحليم، الذى كان متلهفًا للقائها، وعندما تحدثا للمرة الثانية أخبرته قارئة الفنجان بأشياء سوف تحدث له فى المستقبل.

والغريب أنها كلما أخبرته بشىء كان يحدث بالفعل، مما ساعد على زيادة تعلقه وارتباطه الشديد بها، لذا سمح لها بزيارته فى منزله فى أى وقت تشاء دون ميعاد مسبق.

ظلت الخالة مرجانة تتردد على منزل العندليب باستمرار، وتقرأ له الفنجان دائمًا وتتنبأ له بأشياء فى المستقبل، فعندما وقع عبدالحليم فى الحب لأول مرة، قالت له: “أنت بتحب يا حليم، واللى بتحبها بتحبك موت، لكن أنتم مش لبعض، فيه حاجة أكبر منك ومنها هتبعدكم عن بعض”.

وهذا هو ما تحقق بالفعل بعد ذلك مع السندريلا سعاد حسنى، وكان هذا سببا فى زيادة حرص عبدالحليم حافظ على وجود الخالة مرجانة فى حياته وزيادة تعلقه بها، رغم أنه يؤمن أن كل شيء بيد الله وأنه وحده علام الغيوب، لكنه كان يرتاح إليها ويطمئن لوجودها بالقرب منه.

وفى آخر لقاءات جمعت عبدالحليم بالخالة مرجانة، تنبأت بأن سيُصاب بداء خطير سينهى حياته، وهذا أيضًا ما حدث بالفعل، ورحل العندليب عن عالمنا، وعاشت قارئة الفنجان الخالة مرجانة تستدعى ذكرياتها معه وتقول: “الحاجة الغريبة إن حليم طول عمره يقول لى ما تقوليش لحد إنك بتزورينى، وفى الآخر يقف هو بنفسه على المسرح ويغنى للناس كلها أغنية قارئة الفنجان وكأنه بيعرفهم حكايتى معاه”

ورغم أن حليم ذكر فى لقاء تليفزيونى أن نزار هو من عرض عليه غناء “قارئة الفنجان”، إلا أن الصحفى موسى صبرى، ذكر رواية أخرى، وهى أن حليم حكى لنزار قصة العرافة “مرجانة” معه، فكتب نزار هذه الأغنية، التى حاول فيها تخليد قصة حب السندريلا والعندليب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى