رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

أخبار العالم

تراوري يعيد هيكلة الجيش في بوركينا فاسو بعد “الخسائر والانتكاسات”

يسعى رئيس بوركينا فاسو الانتقالي، النقيب إبراهيم تراوري، إلى إعادة هيكلة الجيش، في خطوة تثير تساؤلات حول مدى قدرته على فعل ذلك، وأيضاً تداعياتها المحتملة على الوضع الأمني شديد التوتر في البلاد في ظل نشاط مكثف للجماعات المسلحة والإرهابية، من بينها تنظيم القاعدة الذي يستولي على مساحات شاسعة.

وأنشأ تراوري ثلاث مناطق عسكرية جديدة، إضافة إلى منطقة جوية جديدة، كذلك ستة فيالق من الدرك وست مجموعات من قوات الأمن وذلك من خلال مرسوم أصدره بغرض هيكلة الجيش.

كما نص المرسوم على تشكيل ست كتائب للتدخل السريع وذلك بعد أسابيع من إقالة تراوري للحكومة وتشكيله حكومة جديدة شعار عملها مكافحة الإرهاب بعد هجمات دموية شهدتها البلاد في وقت سابق.

وأمسك تراوري بزمام السلطة في العام 2022 وذلك بعد أن شهدت البلاد انقلاباً عسكرياً كان هو من أبرز الضباط والعسكريين الذين دعموه، في خطوة أنهت نفوذ فرنسا العسكري والسياسي في البلاد حيث طُردت قواتها، وواجهت تهماً بمحاولة زعزعة الاستقرار.

وهيكلة الجيش هي أحدث خطوة منه في إطار محاولاته إرساء الاستقرار في بوركينا فاسو، التي رغم ثرواتها إلا أنها تواجه واحدة من أسوأ أزماتها الأمنية والاقتصادية.

وعلق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، على الأمر بالقول: إن “تراوري يشعر بخيبة أمل كبيرة؛ بسبب عدم تحقيق تقدم كافٍ في الحرب على الإرهاب وهذا التقدم لا يمكن أن يتجسد إلا بوضع حد لهجمات الجماعات المسلحة”.

وأوضح ديالو في تصريح لـ”إرم نيوز” أن: “الخطوة الجديدة مهمة لكنها متأخرة للغاية؛ إذ تأتي بعد خسائر فادحة في صفوف الجيش وأيضا الميليشيات التي أنشأها تراوري وهو أمر جعل شعبية الأخيرة متدنية للغاية الآن وسط انتقادات متصاعدة له بتحمل مسؤولية الفشل الأمني”.

وتابع أن: “على تراوري القيام بالعديد من المراجعات لمقارباته الأمنية التي لم تثبت بعد فعاليتها خاصة مع تزايد الهجمات التي تعكس هشاشة غير مسبوقة في الجيش والأمن وحلفائهم الروس”.

تمهيد للتغيير

أما المحلل السياسي المالي المتخصص في الشؤون الأفريقية، قاسم كايتا، فاعتبر أن “هذه الخطوة تمهد للتغيير في قيادة الجيش لكنه تغيير سيكون سلسًا؛ لأن تراوري يخشى إغضاب رفاقه الذين قادوا معه الانقلاب في العام 2022، وفي الوقت ذاته هو غير راضٍ على قيادة المعركة الحالية للحرب ضد الإرهاب”.

وأكد كايتا لـ “إرم نيوز” أن: “هناك حديثًا متزايدًا في بوركينا فاسو يفيد بأن تراوري ربما يعين قيادة جديدة للجيش تكون لديها من الأفكار والآليات ما يكفي لوضع حد لتردي الواقع الأمني الذي قد يقود إلى انهيار المرحلة الانتقالية”.

وختم قائلا إن: “هذه الخطوات تنطوي على مخاطر، إذ قد يؤدي إغضاب قادة الجيش إلى تحرك ما يطيح بتراوري لذلك هو يتريث في اتخاذ قراراته”.

زر الذهاب إلى الأعلى