
يسير الرئيس السوري الشرع بخطى واثقة ومنظمة نحو استعادة الثقة بحكم الجماعات الإسلامية، بعد تجارب سابقة أفرزت شرخًا عميقًا مع الغرب وأشعلت صراعات سياسية، انتهت بتصنيفات متبادلة لبعض الدول كـ”دول ضد”، ودفع شعوب تلك الدول ثمناً باهظًا لسياسات خارجية خاطئة.
ويبدو أن الشرع قد جاء بمفهوم جديد ورؤية تتماشى مع تطورات العالم المتسارعة، فاستطاع بحكمته واعتداله وتمسكه بمبادئه، أن يكسب الجولة حتى الآن مع الغرب. وكانت زيارته الأخيرة إلى باريس ولقاؤه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خطوة بارزة في كسر الجمود السياسي بين سوريا وفرنسا، وفتحت أبوابًا ظلّت موصدة طويلاً أمام سوريا في الساحة الأوروبية.
وبهذا، يكون الشرع قد وضع أساسًا متينًا لحكم سياسي إسلامي قائم على الاحترام المتبادل، والتعاون الدولي، والشراكة الاقتصادية، بما يعود بالنفع على الشعب السوري، ويسهم في تغيير الصورة النمطية التي ترسّخت في الذهنية الغربية عن تجارب الإسلام السياسي السابقة.
من التجربة السورية، يجدر بالدول العربية والإسلامية أن تستخلص دروسها، كما استفادت من قبل من التجربة التركية الناجحة التي قادها الرئيس رجب طيب أردوغان. واليوم، يسير الشرع على ذات الدرب، ليقود سوريا نحو آفاق جديدة من الاستقرار، الرفاه، والسلام.