
الاستاذ/ علي ابوشيبة المحامي
ان الحروب ودمار الأوطان وتداعيات ومآلات مايجري فى دول العالم ليس بسبب الفشل السياسى العابر او فشل مقيم هامد فى داخل الدول، نعم هذا سبب ولكن هنالك سبب آخر لهذه التداعيات والمآلات وهو أنها نتيجة مؤامرة لقوى خارجية وبموجب هذين السببين تم التخطيط لمؤامرة تقسيم وتوزيع بعض الدول منذ سنين طويلة ،وهذا التخطيط يشمل السودان ويتعداه إلى دول الجوار الافريقى.
إتضح هذا المشروع التآمري بوضوح عام(٢٠٠٨) عندما انعقد سمنار نُظم فى جامعة أكسفورد فى مدينة لندن حول قضايا ومشاكل دارفور وفى هذا السمنار عرضت خريطة لإفريقيا على كل المشاركين والحاضرين وكان عنوان الخريطة new map of africa
هذه الخريطة لم تشمل ولا تظهر دولة جمهورية السودان بحدودها المعروفة و بالامعان فى الخريطة نجدها توضح كل مايجري من حروب ونزاعات وصراعات مسلحة فى أفريقيا فى المناطق القلقة المتوترة والمضطربة الأوضاع ، ويعتبر السودان النموذج لهذه المناطق.
ومما يزيد من تعقيدات دولة السودان أنها دولة ذات حدود طبيعة طويلة متداخلة مع دول الجوار الافريقى إذ تحيط بالسودان سبعة دول منها ستة دول فيها نزاعات مسلحة و غير مستقرة تماما، وكانت المفاجأة الكبرى قد برزت بوضوح في دولة جنوب السودان الحالية التى نالت حق تقرير المصير والانفصال عام (٢٠١١ ) اى بعد ثلاثة سنوات تاريخ السمنار الذى كان عام(٢٠٠٨) ومن هنا يتضح لنا حجم المؤامرة ودقة تخطيطها المحكم .
إلا أن هذه المؤامرة لكى تتحقق وتنفذ فى الواقع تحتاج إلى وجود عوامل واحداث و أسباب داخلية وخارجية سواءا كان ذلك بعلم المنفذين أو بغباء وجهالة المنفذين الذين ينفذون المؤامرة دون أن يعلمو أنهم ينفذوها ووفقا لهذه الخريطة سوف أتناول أهم مميزات وخصائص هذه الدول ومايقابلها من ولايات السودان الحدودية التى يستند عليها الذين وضعوا خطة التوزيع والتقسيم
أولا : دولة وسط أفريقيا وتقابلها دارفور :
قد ظهرت فى هذه الخريطة دولة شاسعة المساحة فى وسط أفريقيا تضم كل من دافور الحالية و تشاد والنيجر ومالى والجزء الغربى للولاية الشمالية ونلاحظ أنها تجمع وتضم كثير من القبائل الأفريقية المشتركة فى الانتماء العرقي والأنثى كما تجمع أيضا بعض القبائل ذات الجذور العربية المشتركة مثل عربان الشتات وتتميز هذه الدولة بتعدد الثروات الطبيعية الضخمة إذ توجد بها أكبر بحيرة مياه جوفية فى العالم وثروة ضخمة من الذهب والنحاس واليورانيوم والبترول وكذالك توجد بها ثروة حيوانية ضخمة تمرح فى سهول شاسعة وبها أيضا اندر المنتجات الزراعية مثل الصمغ العربي وهذا قليل من كثير لم يكشف عنه بعد ولتنفيذ هذا المشروع التخطيطى
فيما يخص السودان فلابد من التغير الديمغرافى فى دارفور الذى تم تغطيته بإيهام وخداع حكومة الإنقاذ فى الخرطوم وذالك بعد إقناعها إذا كانت تريد ترجيح كفة القوى العسكرية لصالحها فى حروبها ضد حركات التمرد فى دارفور فلا بد أن يتم ذلك من خلال تدفق سكانى جديد مستجلب من إثنيات وعرقيات الأعراب الجهينيين وهم اعراب بدو مثل الرزيقات والمحاميد والماهرية وإنطلت الخدعة تماما على حكومة الإنقاذ عندما أعانتها وساعدتها هذه المليشيات فى محاربة الحركات المسلحة المتمردة فى دارفور، وكان لهذه المليشيات أثر واضح فى تهجير وتشريد السكان الأصليين من دارفور وقد كان هذا العون والدعم والسند سببا كافيا لكسب ثقتها، وبالفعل صارت هذه المليشيات عونا وسندا لنظام الإنقاذ فى كافة حروبه ضد المتمردين، وقد كانت حكومة الإنقاذ فى أشد الحوجة إليهم فى حروبها وقد أعمت هذه الحوجة عقل وبصيرة حكومة الإنقاذ عن رؤية حقيقة أخرى فى جانب اخر من المشهد الخفى وهو أنها تنفذ خطة غيرها التى تستند على التغير الديمغرافى فى الاقليم الذى يمهد لإعادة رسم خريطة المنطقة باكملها ٠
ثانيا: دولة القرن الافريقى
واستنادا على التغير الديمغرافى أظهرت هذه الخريطة دولة كبيرة شاسعة المساحة فى القرن الافريقى وتشمل كل من ارتريا واثيوبيا وجيبوتى كما تضم كل ولايات شرق السودان الحالية وهى القضارف وكسلا وبورتسودان وشرق ولاية نهر النيل سوف اتناول كل ولاية مع الدولة المجاورة، ،
١ / كسلا إريتريا
ان التدفق والزحف السكانى الاريترى على ولاية كسلا كان نتيجة لاسباب عدة ومنها الحرب والجفاف والتصحر والوضع الاقتصادى المذري مما اثر على التركيبة السكانية من حيث النوع والعدد والاقتصاد ، وايضا من الأسباب امتداد بعض القبائل البيجاوية المشتركة فى الانتماء العرقي والأنثى بينهم وقد ساعدت حكومة الإنقاذ فى تنفيذ التغير الديمغرافى عندما أحضرت جزء من هذه القبائل للسودان وخاصة البنى عامر ومنحتهم
الجنسية السودانية لتشكل منهم قاعدة جماهيرية تستند عليها فى العمل السياسى والأمني و الإقتصادي وكان هاولاء المستجلبون يعلمون انهم ينفذون خطة ومشروع، اعدته حكومة الإنقاذ ولكن هذه الخطة وهذا المشروع كان فى صالحهم ومن خلاله تمكنوا من خلق أوضاع اقتصادية جيدة مكنتهم من شراء الأراضي والمشاركة فى العمل السياسى و بذلك تم لهم التوطين كاملا وهنا نسأل حكام الإنقاذ السابقة هل فعلوا هذا غباءا منهم أم تنفيذ للخطة بعلم؟ مميزات ارتريا
تتميز باطلالها على البحر الأحمر الذى تطل منه مباشرة على مضيق باب المندب الذى يعد من اهم المعابر البحرية فى العالم وأما من حيث الثروة فهى دولة فقيرة و ليس هنالك مايشير إلى وجودها
ب/ القضارف إثيوبيا
لا نستغرب أيضا من الهجرة والنزوح السكانى الإثيوبي المكتظة بالسكان عندما نعلم ان الاقليم الإثيوبي المجاور للقضارف تبلغ كثافة سكانه حوالى سبعة وثلاثون شخص فى الكيلومتر المربع الواحد فى حين تبلغ كثافة سكان ولاية القضارف حوالى سبعة أشخاص فقط فى الكيلومتر المربع وهذه الكثافة السكانية فى إثيوبيا تقابلها قلة الاراضى الزراعيه لديها على عكس القضارف التى تتمتع بوفرة الأراضي الزراعيه الشاسعة مقارنة مع قلة عدد سكانها وتتميز إثيوبيا بوفرة المياه العذبة( بحيرة تانا )وبها أكبر سد مائي فى أفريقيا وتنبع منها عدة أنهر منها النيل الأزرق إلا أنها فقدت الميناء البحري بعد انفصال ارتريا، وهنا نقول إذا ارتبطت هذه الهجرة السكانية الإثيوبية بخطة حكومية دقيقة محكمة مع الرؤية المستقبلية لإفريقيا التي وضعتها القوى الدولية و التي تدير هذا المشروع التآمري يكون هذا الوجود الإثيوبي الكثيف فى السودان من ضمن خطة التوزيع القادمة وليس بالضرورة أن يعلم عمال المقاهى والمطاعم والعاملات فى المنازل وعصابات و جماعات الشفته و المهاجرين والنازحين أنهم ينفذون خطة مدروسة بعيدة المدى وأما إذا علموا أو علم بعضهم يكون التنفيذ أسرع وايسر ويسير على قدم وساق ،،
ج/ ولاية البحر الأحمر
تتميز باطلالها على البحر الأحمر الذى يربط أهم المعابر البحرية وهما باب المندب وقناة السويس كما أنها تطل على اهم مناطق إنتاج البترول فى العالم ( المملكة العربية السعودية،)
الثروة المعدنية
يوجد فيها الذهب والالمونيوم والحديد والكروم والبترول فى مياهها الإقليمية
السكان : تقطنها القبائل البجاوية الممتدة من جنوب حدود مصر مرورا بكسلا حتى الداخل الأريتري و هذا التداخل القبلي تستند عليه الخطة فى تنفيذ التغير الديمغرافى
ثالثا:تقسيم مصر
تظهر الخريطة خطة تقسيم مصر التى تستند على قيام دولتين
الدولة الأولى:
هى دولة الشمال وتضم المسيحيين بكافة مذاهبهم والمسلمين السنة وتتميز هذه الدولة أنها تطل على اهم البحار( الأحمر والأبيض) كما تمتلك اهم معبر بحري فى العالم
(قناة السويس) وهذه القناه تربط بين البحرين الأحمر والأبيض وبها يمر نهر النيل الى مصبه فى البحر الأبيض اما الثروة المعدنية والزراعية والحيوانية فهى قليلة مقارنة مع عدد سكانها وتتميز أيضا بوحدة التاريخ الحضارى واللغة والثقافة والاندماج التام فى بوتقة الانصهار الوطنى مما يساهم فى تنفيذ الخطة
الدولة الثانية:
بدأ تنفيذ الخطة عندما ضمت مصر منطقة مثلث حلايب إلى أراضيها وبهذا تكون الدولة تضم
كل جنوب مصر النوبية ذات الكثافة السكانية العالية مع شمال السودان النوبى النيلى الخالى من السكان مقارنة بمساحتة إذ تبلغ فيه كثافة الكيلومتر المربع الواحد حوالي ثلاثة أشخاص فقط ومن مميزاتها أنها تطل على البحر الأحمر ويعبر بها نهر النيل وتوجد بها سدود تحفظ مياه من الاهدار وأما من حيث الاراضى الزراعيه فهى دون المتوسط ويلاحظ التماثل فى الجذور السكانية والتشابة فى الثقافة والتاريخ المشترك وهذا ما يدعم خطة التنفيذ
رابعا: الدولة المجهولة :
أما ماتبقى من السودان فقد أظهرت الخريطة الشريط المتاخم للنيل الممتد جنوبا حتى حدود السودان الجنوبية ويلاحظ ان الذين وضعوا هذه الخريطة لم يكتبوا اى اسم لهذا الشريط النيلى ويضاف إلى هذا الشريط كل ولايات كردفان التى تقع جنوب غرب الشريط النيلى
الثروة الطبيعية ،،
يتميز هذا الشريط النيلي بوجود اراضي زراعية شاسعة المساحة خاصة فى الوسط والجنوب ويتميز بوفرة المياه العذبة أما عن الثروة الحيوانية توجد به ثروة حيوانية ضخمة من الماشية وسهول ومراعى شاسعة المساحة ،،
الثروة المعدنية : يوجد الذهب والنحاس و المايكا ومن حيث السكان تقطنه قبائل النوبة المنصهرة المشتركة في اللغة والثقافة والعقيدة
خامسا : *بداية تنفيذ الخطة
والمؤامرة*:
وبداية تنفيذ هذة الخطة والمؤامرة كانت بانفصال جنوب السودان على أسس اثنية وعرقية والذين وضعوا الخطة لم يكونوا ينتظرون نتيجة ذالك الإستفتاء الصوري الذى ماهو إلا مسرح سياسي يضفي الشكل والغطاء القانوني لخطة محكمة وضعت ورسمت مسبقا فى دهاليز القوى الخارجية وبمقتضى هذا الانفصال أصبح ماتبقى من السودان فى خطر التوزيع وهى المرحلة الأخطر التى تنذر بها مؤشرات الواقع الأمني والسياسي والاجتماعي ٠
وهذه الخطة يمكن تطبيقها وتنفيذها بكل يسر مادام خلفها مؤسسات تخطط بكل دقة
وبكل سرية لعقود طويلة من الزمن أما الذى يجعلها قادرة ومؤهلة لذلك لأنها تجمع وتضم كثير من العلماء و الخبراء المتخصصين كما أنها تملك أموال وإمكانيات ضخمة تستطيع بموجبها أن تنفذ مخططاتها
وهنا يثار سؤال يطوفان بأذهان السائلين
الأول : كيف نفشل هذه المؤامرة وخططها التى تحاك ضد الوطن؟؟؟
الثانى :
هل تشير معطيات صراع السيطرة والقوى بين العسكرين والمدنيين إلى وجود حلول وطنية جذرية تفشل هذه المؤامرة ؟
ما أصعب السؤال
وما أسهل الإجابة وما اندر رجالها!!
ولكن الذى يمكن قوله أنه لابد من وجود إرادة وطنية صلبة وقوية عاقلة ثاقبة النظر مضادة تعمل على إفشال هذه المؤامرة وهذا المخطط وتقينا شر الفتن و التقسيم والتوزيع ٠
المجد للوطن ،،
وللشعب الأمان ،،
وعلى التاريخ أن ينتظر حدوث المعجزات ٠ ،،