إذا إنفصلت دارفور (١) (قراءة استباقية إستشرافية)
بقلم : الرفيع بشير الشفيع
يبدو أن فصل دارفور وإعلانها دولة وفق مخطط تقسيم السودان ، في طريقه للتحقيق من قِبل العملاء المحليين والمرتزقة الأفارقة والالداء في الخارج، ويبدو أن مشروعهم ربيب المشروع العالمي لتفتيت السودان ، على وشك أن يتحقق مما يبدو في الأفق من حراك سياسي وتركيز وضغوط عسكرية من قبل الدعم السريع وحفتر وتشاد ومن وراءهم.
ويبدو أن أحمد حفيد السلطان علي دينار ، الذي يتم تلميعه الآن سيكون حفتر دارفور الجديد ، ( مسيح دارفور حسب إعتقادهم ).
قبيل العام ٢٠٠٥م ، كان النصر حليفا للقوات السودانية ومن معها في إقليم الجنوب ضد الحركة الشعبية ( صنيعة الإستعمار الجديد)، وعلى وشك تطهير أرض الجنوب منها ، لجأت الآلية العالمية لصناعة المحادثات ورفع ورقة السلام ، وكانت الضغوط الإقتصادية هي نفس الضغوط والخيانة الإقليمية والمحلية والعالمية هي نفس الخيانة ، والحرب النفسية هي نفس الحرب التي تجري على الجيش الآن ، وللأسف قبلت الإنقاذ واستجابت وأذعنت لمحادثات نيفاشا ، والتي كان المفاوضون الشماليون داخل الحركة من العلمانيين الذين قادوا نيفاشا من وراء بعض مفاوضي الجنوب ، كانوا الأكثر شراسة والأخبث تخطيطا لفصل الجنوب ، رغم مشروع جون قرنق واولاد جون قرنق ( تحرير السودان-كل السودان) وابتلاعه لقمة واحدة ، تحت شعار السودان الجديد ومشروعه كان يمثل مشروع ضغط خبيث من ناحية أخرى، حتى قبل مفاوضو الشمال لإعطاء الجنوب حق تقرير المصير ، ( كلمة الحق التي أريد بها باطل.
ما حدث للجنوب وفصله هو نفسه ما يحدث لدارفور الآن ( وربما تتبعها جنوب كردفان والنيل الأزرق)، والجنوب بعد انفصاله في ٢٠١١ أصبح هو الحاضنة الأساسية لترحيل الحرب للشمال، وتم تأهيل الحركات المسلحة ، وسماها ( حركات تحرير السودان – شمال) والتي أصبحت بقدرة قادر ( حركات النضال المسلح) هذه الترحيل تمت صياغته في جوبا ( عاصمة الضرار الاولى) وتم تمكينه سياسيا بقيادات وصقور اليسار الشماليين الذين حاربوا في صفوف جون قرنق منذ ١٩٨٣م، ولعبت فيه جوبا دور الوسيط ( اللدود ) وتمت صياغة حكومة دولة الشمال العميلة التي شهدناها منذ ٢
ديسمبر ٢٠١٨ إلى حين سقوطها الداوي بإكتمال وعي الجيش والشعب في ٢٠٢١ م .
الآن يريدون أن يخرجوا من الغنيمة بنحقيق الخطة (ب) فصل دارفور ، بعد أن فشل ابناء جون قرنق واتباعهم لأبتلاع كل السودان ووضع اليد على المركز والولايات الهامة جدا ، ولكن معادلة الحرب آلت لصالح الوطن والشعب وجيشه ، والآن نرى تكالبهم على دارفور لفصلها.
ما أحدثه مشروع تقسيم السودان في المركز والولايات الشمالية ، عبر الدعم السريع وعبر الضغوط من الخارج وعبر الإرهاب والتخويف ، عبارة عن لي ذراع للحكومة السودانية والشعب حتى يقبلا بفصل دارفور ( الخطة ب).
فإذا سقطت دارفور عبر البندقية أو المفاوضات وأنفصلت ( لا قدر الله)، ستصبح دويلة الضرار رقم (٢)، وستتكرر نفس السيناريوهات لتفتيت بقية السودان.
سنسمع أصوات هنا وهناك تنادي بالتخلص من دارفور لأنها اصبحت عالة ، بنفس ما سمعناه منهم قبيل فصل الجنوي ، فنقول لهؤلاء سيجأرون بفصل دارفور ، أن فصل دارفور سيكون هو القشة الأساسية لقصم ضهر بعير السودان ونقول لقيادة الجيش السوداني يجب الصبر الآن والثبات والإستماتة في دارفور ، وسوف لن يقبل الشعب السوداني أي أعذار بضغوط أو عدم امكانية قتالية أو لوجستية أو اقتصادية ، فقد حزم الشعب أمره للإستماتة في ارضه.
الآن إذا كانت الحركات المسلحة فعلا حركات نضال ( فلتناضل في تماسك وحدة الوطن)، ولتتوحد مع الجيش والمقاومة الشعبية ، للوقوف ضد ابتلاع دارفور ، بهذه المشروع اللئيم ، ولأن أغلبها من دارفور فلتستميت في دارفور ، إلا أن يكون ما تقوم به هذه الحركات هو مجرد نفاق متفق عليه ، لكن يجب ألا يخدعون أيضا ، لأن السحر سينقلب على الساحر وستدخل دارفور في حرب ضروس ضد أي حركة دارفورية وطنية ، تريد فعلا وحدة السودان.
ونقول للذين يحسبون أن دارفور ستكون دولة لا سواحل لها ولا موارد لها ولا صديق لها ، أنهم واهمون، لأن العالم الخارجي سيساند دارفور ويعترف بدولتها بعد نصف ساعة من اعلانها، وسيوهمها كما أوهم جوبا انها ستكون مانهاتن أفريقيا.
يجب أن يستميت الكل في دارفور ولا ندعها تسقط بأي وسيلة… لأن سقوط دارفور وفصلها يعني تفتيت السودان لخمس دول.
الرفيع بشير الشفيع