الأعمدة

دماء السودانيين ما بين دروايش المهدي ومليشيا حميدتي : في بلادي / بقلم الدكتورة نهي علي

لطالما تحولت الثورات الى نكبات… و الانتصارات الى آهات ،حتى أصبح الموت في الطرقات سنة … وترك الديار فريضة…
وما أشبه الأمس باليوم ؛
ففي الماضي وفي ثمانينات القرن التاسع عشر ،إستبشر السودانيون خيرا بسقوط الحكم التركي على يد المهدي و ( دراويشه) ، فبايعوه و نصروه ثم عزروه ووقروه لكن سرعان ما تبدلت الاحوال ، وتقلبت القلوب ، وسلبت العقول من أهوال ما رات العيون من سفك دماء وتهجير وحرق و نهب وسلب للحرائر ، من قبل ( مليشيات ) المهدية ، بعد أن بايعوهم واستبشروا بهم خيراً فإنتشر القتل الممنهج وشبه الممنهج ، فلم يسلم مناصرو الثورة ولا معارضوها ، ثم لم يسلم الأمام القائد ( المهدي) نفسه فقتل مسموما مغدورا قبل ان تكمل فرحته العام وذلك من قبل مناصريه وأعوانه الذين ( يتوكأ عليهم ) ،وجاء بهم ( من البدو) ، فعاثوا فساداً وسفكا للدماء ..
فما أشبه اليوم بالبارحة ؛
عندما صدح وغرد ابناء من السودان ( صغار سن وكبار عقول) ، ينشدون الحرية والسلام والعدالة ، ثم يطوفون حول محرابهم ليسبحون ب ( تسقط بس) ، فسقط اكبر نظام ديكتاتوري في افريقيا ، فأستبشروا خيراً كحال ( الذين بالأمس) ، فسرعان ما إمتدت يد الغدر والخيانة من قبل مليشيات حميدتي و( دراويشه) فحرقت الخيام وسفكت الدماء ، و مازال الغدر حتى أمتدت ألسنة الحرب فتم الأغتيال تشريدا وتهجيرا وتقتيلا .
ليتنا نعتبر ..وليتنا نعلم أن ( الدراويش) و ( المليشيا) فكرة لم تمت بعد.
د.نهى علي
يونيو / عام الحرب الثاني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى