
د. خالد عبدالعاطي
الفترة القادمة في السودان ستكون با متياز فترة السردبة السياسية للكيانات السياسية المختلفة وسيربحها من يسردب.
فبمجرد ان تنتهي الحرب ويسكت صوت الرصاص ستبدا التناقضات العميقة في التحالفات السياسية الحالية في الظهور وفرض وجودها في الشان اليومي للمداولات السياسية خصوصا عندما تشرع سلطة الامر الواقع في تشكيل حكومة وتقسيم كيكة السلطة بين الحلفاء الذين معظمهم يملكون جيوش او تشيكلات عسكرية ولديهم انتماءات جهوية ومناطقية ايضا. طبعا المنطق الوطني يقول انه يجب ان تكون الخطوة القادمة هي دمج الجيوش المثيرة والحركات المسلحة في جيش قومي واحد وبعدها خروج هذا الجيش من السياسة وقيام حكومة انتقالية ذات مهام محددة علي راسها اجراء تعداد سكاني وتوزيع داوئر جغرافية للانتخاب ومن ثم انتخاب برلمان قومي يقوم بصياغة دستور دائم للبلاد وعرضه للاستفتاء الشعبي لاجازته. لكن الواقع وفقا لطموحات التحالفات السياسية القائمة والرغبات الانانية لقادتها يقول انه سيكون همهم الشاغل هو الحصول علي مناصب بدون انتخاب والاستمرار فيها لاجل غير مسمي بعد تقسيم كيكة السلطة والثروة فيما بينهم وخاصتهم. لكن رغباتهم هذه ستصطدم بحقيقة ان اعدادهم اكبر من المناصب المتاحةً وان التناقضات العميقة في حلفهم السياسي الحالي لن تسمح بذلك بدون صراع مرير وربما يتطور لان يكون صراع مسلح ايضا.
علي العموم الفترة القادمة هي ستحدد ان كانت ستستمر دولة ٥٦ في عادتها القديمة ام ان القادة الجدد سيتعلموا من اكثر من سبعين عاما من تاريخ الصراع السياسي في السودان.