
بقلم : عمر قنديل
القصة القصيرة تلك الحسناء المتمنعة على الكل إلا من ابتكر الجديد وامتطى صهوة التمرد والتجريب.
أن تطلق العنان للخيال وترشه بحفنة من الواقع ومن ثم تختزل حياة كاملة في كلمات. وتطوي السنين في دقائق، هنا يكمن الإبداع وتتجلى الدهشة في أرقى صورها.
أن تلتقط اللحظات بعد أن سلطت عليها كاميرتك الخاصة فتكبرها وتجلي ما بها من تفاصيل.
أن تدخل مختبرك الخاص، مستغلا أدواتك تخلط وتمزج ثم تضيف وتحذف فتخرج أروع المركبات الإبداعية.. لعمري إنها السعادة تمشي على قدمين.
أن تنصب جسورا من الحنين بينك والذكريات، تستنطقها وتسكبها على الأوراق فتخرج كنغم أسطوري.
لعلي حديث عهد بكتابتها إلا أنها منحتني مساحات من التأمل و فضاءات من البوح ولجت عبرها إلى الحياة والإنسان بقوته وضعفه وأعماقه الغائرة في تعقيد لا نهائي.
القصة القصيرة هي فن الممكن؛ ففيها يبدو العالم ممكنا ورحبا، تنمحي فيها كل الحدود بين العوالم: تتواصل الكائنات مع بعضها بأريحية، تتأنسن الأشياء، تتحاور ، تثور وتفضي بهمومها إلى الكون.
كل عام والقصة ترفل في ثوب يمنحها التألق والخلود.