الأعمدة

في يوليو شفتك وإبتهجتا .. وين بالله أنتا ..؟!! (1) جعفر سورج :

في يوليو 1971 .. كانت الاستعدادات تجرى على قدم وساق .. مابين أحياء الختمية والمزاد في الخرطوم بحري .. لتجهيز إحتفالات زواج ومراسم عقد قران صديقنا الاستاذ الفنان ميرغني أبنعوف .. أو كما يحلو لأحمد الزبير أن يسميه محمد ميرغني .. بعد ان استضافه عبر برنامج اشكال والوان الذي كان يبث من أثير أم درمان عام 1967 .. على رفيقة دربه الراحلة المقيمة فاطمة عبدالله عبدالقادر (طيب الله ثراها .. وجعل الجنة مثواها) .. كان ذلك في إيام العلاقات الطيبة الواسعة الحميمة في الزمن الجميل .. أيام كان الناس في توادد وتعاطف وتراحم .. أيام الناس اهل .. والعز كانوا بيقولو اهلنا بالاهل .. ايام الناس بيوت في بيت .. وبيوت العرس في الختمية والمزاد من أميز البيوت التي قدمت النجوم في الرياضة وفي الفن .. فمن بيت عمنا عبدالله وحرمه شامة (شامنتوت) جاء النجم الرياضي عبدالقادر عبدالله (أشولي) وهو من نجوم عصر الستينات الذهبي لكرة القدم .. ولعب كل من أشولي وميرغني في نادي الأمير البحراوي ثم الفريق القومي .. ومن ذات الاسرة جاء كمال عبدالله ومحمد عبدالله الشهير بـ(النابلسي) .. جزور العائلة في جزيرة مقاصر وهم اهل اخي وزميلي الأستاذ كمال طه .. إبن حي الدناقلة جنوب في بحري .. وتضم بحري العديد من نجوم الكفر والوتر ومنهم على سبيل المثال أيوب فارس وشقيقه سليمان فارس وخضر بشير وأولاد شمبات وصلاح بن البادية وصالح عبدالسيد أبوصلاح .. وعز الدين هلالي وسوركتي وأبوشورة .. وكان هناك حبيب حاج بشير وحسين جاد السيد وعبدالعظيم علي النور وعثمان الحاج وعباس علي (ريكس) من نجوم التحرير والفريق القومي ثم نادي العين الاماراتي ومحمد إدريس (أبوالهول) ومحجوب محمد أحمد كمبال نجم الخطوط الجوية السودانية في عصرها الذهبي وكان لاعبا ضمن منتخب رابطة المزاد .. والدكتور الفنان عوض دكام علي والدكتور الفنان عبدالقادر خميس .. ومن نجوم سودانير الوجيه عوض الله مصطفى وهو واحد من ظرفاء بحري .. ومعتصم عبد الله العجب .. وكان في الحفل ايضا الاستاذ أحمد التجاني والدكتور مهدي عبدالله والفنان عبدالعظيم حركة والسني الضوي وإبراهيم أبودية وأحمد المصطفى وعلى ميرغني وعبدالله عربي ومحمد سراج الدين ومحجوب حسين (الفولجا) وسيد بطة وعبدالمنعم مصطفى حسين (قرن شطة) وعبد الماجد محمد عثمان .. وشلنكح وجردقة وضلف وود أبوكالوق وأبوكرنك وعكو وجابر ابوكراع .. كل هذا على سبيل المثال .. ارجو المعزرة لمن فاتني ذكر اسمه ضمن نجوم وكواكب بحري .. او سقط سهوا او غيره .. كما لا يفوتني أن أترحم على أرواح الذين إنتقلوا منهم الى الرفيق الاعلى .. وان يتغمدهم بواسع الرحمة والمغفرة .. وللأحياء ان يمتعهم بالصحة والعافية .. (آمين يارب العالمين).
ونعود الى حفلات القيدومة والحنة في بيت ناس العريس ميرغني أبنعوف .. غرب مدرسة الختمية الإبتدائية وجنوب خور نصرالدين السيد بالخرطوم بحري .. ونفس الشارع الذي يقع بين مدرسة الختمية وبيت ميرغني ابنعوف اذا سلكته شمالا يقودك الى بيت ناس العروس في المزاد مرورا بشرق ميدان المولد (كرش الفيل) .. حيث شهدت تلك المنطقة مشاركة العديد من النجوم والفنانين والشعراء والادباء والاعلاميين والرياضيين في الحفل الساهر الذي استمر حتى مطلع الفجر .. كما تخلل الحفل هطول بعض امطار يوليو .. التي سقط على أنغامها الجدار الشرقي لبيت ميرغني ميلا وطربا وصفوا وإبتساما .. وفي ذات الوقت كانت موجات آثير أم درمان والتلفزيون يكرران ويعيدان باستمرار التنويهات والبيانات عن عملية تهريب عبدالخالق محجوب من معتقله بمصنع الذخيرة في الشجرة .. وتحذر من عملية إيوائه .. وتطلب التبليغ الفوري عنه .. وفي جانب آخر من العاصمة الخرطوم وبسرية تامة كان العد التنازلي لساعة الصفر المحددة لحركة 19 يوليو قد إقتربت للتنفيذ .. وكان من بين الحضور في حفل حنة ميرغني أبنعوف إبن الحي أحمد جبارة مختار .. وهو من المنفذين الأساسيين في الحركة كما أتضح لاحقا .. وكانت مهمته تنحصر تحديدا في إعتقال الرئيس القائد جعفر نميري.
وحتى نلتقي عبر الجزء الثاني من .. في يوليو شفتك وإبتهجتا .. وين بالله أنتا ..؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى