الأعمدة

مبادرة جمعت العاملين بالإذاعة والتلفزيون والبث،، (زملاء مهنة).. دعم وإسناد و ( أعمال خير)..

تواصل اجتماعي وبرامج دعم للمرضى وذوي الظروف الضاغطة..

لفتة بارعة للمبادرة وهي تحتفل بتحرير الإذاعة التلفزيون من أيدي المتمردين..
إشادة باحتضان مصر حكومة وشعباً للسودانيين الفارين من الحرب..
تأكيدات على أهمية المبادرة كسفارة إعلامية للسودان في مصر..
توافق على تحديات كبيرة تنتظر الإعلاميين في مرحلة ما بعد الحرب..
تقرير: إسماعيل جبريل تي سو..
تواصل مبادرة زملاء مهنة بجمهورية مصر العربية التي تضم العاملين بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وهيئة البث، زياراتها التفقدية للزملاء من العاملين بالمؤسسات الثلاث والذين لجأوا إلى جمهورية مصر العربية، متأثرين بتداعيات الحرب التي أشعلت فتيلها ميليشيا الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م، ونشطت المبادرة التي انطلقت في مطلع مارس الماضي ٢٠٢٤م في تعزيز قيم التواصل الاجتماعي بين زملاء المهنة من خلال تفقد الأحوال، وإعمال مبدأ الدعم والإسناد والمؤازرة، خاصة في ظروف المرض، والتضامن مع الزملاء في حالة الوفاة وما أكثرها في ظل استمرار فوهة بنادق الميليشيا المصوبة على صدور المواطنين حصداً لأرواح الأبرياء والعُزَّل.
هموم ومصير مشترك:
وغالباً ما تُنتج المبادرات العظيمة والقيمة من تلاقح أفكار وتلاقي رؤى، فتنصهر جميعها في بوتقة الانتماء للهمّ الواحد والمصير المشترك، وليس من مصير مشترك أقوى من هذا الوطن النازف، وليس من همٍّ يؤرق مضجع العاملين بالإذاعة والتلفزيون وهيئة البث، أكبر من أن يكونوا بعيدين عن ممارسة المهنة في وقت يحتاجهم فيه الوطن، ليشاركوا بأقلامهم وأصواتهم وكاميراتهم وأجهزتهم المختلفة، جنباً إلى جنب مع البواسل من القوات المسلحة والقوات المساندة لها في معركة الكرامة الوطنية دفاعاً عن الأرض والعرض، حتى يتم تحرير البلاد من دنس الميليشيا المتمردة، ليعود الوطن خالياً من الجنجويد، ومن أعوانهم ومن يشايعهم من الخونة والمارقين.
مزاج قهوة:
إن المصائب يجمعن المصابين، هكذا ظل الانشغال بهمّ الوطن الجريح، سمةً تلازم جميع السودانيين المكتوين بنار الغربة ووجع اللجوء، ولما كانت المعاناة تُولِّد الإبداع، فقد وُلدت فكرة مبادرة زملاء المهنة في إحد المقاهي بمدينة القاهرة، عندما اجتمع نفرٌ كريم من زملاء المهنة من العاملين في التلفزيون القومي، ليتقاسموا معاً هموم الغربة واللجوء، ويتابعوا حال البلد، فانطلقت فكرة المبادرة من خلال ( مزاج قهوة)، ولكن سرعان ما انتقلت الفكرة من كراسي المقهى وتطورت إلى مجموعة ( قروب ) على منصة واتساب، ثم اتسعت دائرة المجموعة لتستوعب كل من خطر على البال من زملاء المهنة من الإذاعة والتلفزيون وهيئة البث، ممن دفعت بهم موجة اللجوء إلى جمهورية مصر العربية.
سرعة وانطلاقة قوية:
ويقول الأستاذ عمر نصر ود الصول مؤسس مبادرة زملاء مهنة إن المبادرة تحركت بشكل متسارع، منذ اللقاء الأول في أحد المقاهي بمدينة القاهرة، حيث التقط الزملاء القفاز، فلم تمضي سوى أيام معدودات حتى كانت مجموعة من المبادرة في استضافة الأستاذ عبد الله التوم سفير السودان السابق بمكتبه والذي رحب بالزملاء بقيادة الأستاذة إسراء زين العابدين وإيمان أحمد دفع الله وآخرين، حيث أشاد بفكرة المبادرة وأكد أن سفارته تضع إمكانياتها المتاحة لخدمة المبادرة، وساهم لقاء السفير في تشجيع المبادرة لتمضي قدماً من خلال عقد لقاء جامع ببيت السودان الذي ضاق على سعته بالزملاء الذين تسابقوا خفافاً وثقالاً، وجلسوا لتبادل الرؤى والأفكار وتناقشوا وتوافقوا على انتخاب لجنة تسييرية لمبادرة زملاء مهنة، كان هدفها الرئيس هو التواصل مع الزملاء الموجودين في القاهرة والتعرف على ظروفهم ومشاكلهم التي تتطلب معالجة عاجلة، وأبان ود الصول أن اللجنة التسييرية التي ترأسها دكتور محجوب محمد أحمد، كانت معنية بالتواصل مع الجهات والمنظمات المتاحة، لاستقطاب الدعم المالي والعيني، منوهاً إلى فكرة صندوق التكافل التي رأت النور سريعاً بتعاون جميع زملاء المهنة الذين ساهموا بفعالية رغم ظروفهم المادية الصعبة جراء الحرب، حيث نجحت المبادرة في التعامل مع أول حالة طارئة متعلقة بعلاج زميلة في إحدى مستشفيات القاهرة بمبلغ (28.000) جنيهاً مصرياً، فكانت هذه الخطوة بمثابة انطلاقة قوية لأهداف ومقاصد المبادرة، وأكد ود الصول أن نجاح العملية الجراحية للزميلة المعنية، والفرح والسرور الذي لمسناه مرتسماً على وجوه أفراد أسرتها، حفزنا لنمضي قدماً في هذه المبادرة من خلال معالجة الكثير من الحالات المشابهة، وأشار ود الصول إلى برامج التواصل مع زملاء المهنة من الذي تنفذه المبادرة بقيادة الأستاذ الأستاذ جمال الدين مصطفى المدير العام السابق للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، للاطمئنان على الأحوال وتقديم واجب العزاء فيمن فقدوا من أهل وأحباب، حيث لقي برنامج التواصل تفاعلاً كبيراً من قبل الزملاء وأسرهم تأكيداً لمفهوم الأسرة الواحدة، وبلورةً لمبدأ أننا جميعاً جسدٌ واحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
تحرير الإذاعة والتلفزيون:
وأكد مؤسس مبادرة زملاء مهنة بجمهورية مصر العربية الأستاذ عمر نصر ود الصول أن تحرير الإذاعة والتلفزيون من دنس متمردي الدعم السريع، كان عيداً احتفلت به المبادرة في مصر من خلال إقامة إفطار رمضاني احتضنه بيت السودان بالقاهرة، حيث كان تلاقياً كبيراً لعدد من الزملاء الذين غابوا عن بعضهم البعض قرابة عامٍ كامل بفعل الحرب، وتحول الإفطار إلى مهرجان اجتماعي بحضور مديري قنوات فضائية، وزملاء صحفيين وكتاب أعمدة، ورموز مجتمع، وبتشريف كوكبة من السفارة السودانية بالقاهرة يتقدمهم سفير السودان دكتور عبدالله التوم، حيث تبودلت الكلمات من خلال المنصة الرئيسة التي طربت وانتشت جراء ما نُثر على أسماعها من درر حديثٍ وجمال كلامٍ عن الوطن في حضرة الانتصار، وعن القيمة الوجدانية للإذاعة والتلفزيون، ذاكرة الأمة، وأحدى أهم المؤسسات التي مثلت ممسكاً مهماً من ممسكات الوحدة الوطنية، ولم ينتهِ الإفطار الرمضاني إلا بعد أن كرّمت المبادرة عدداً من رواد وموز الإذاعة والتلفزيون ممثلين في بروفيسور صلاح الدين الفاضل، المدير السابق للإذاعة، الأستاذ معتصم فضل، المدير السابق للإذاعة، بالإضافة إلى عقد نضيد رصّع جيد الإذاعة والتلفزيون في فترات مختلفة يتقدمهم الأستاذ فريد عبد الوهاب، علم الدين حامد، عمر الجزلي، علي الريح، عبدالعظيم عوض، ومحاسن سيف الدين).
تخفيف المعاناة:
ويثمن الأستاذ نادر أحمد الطيب المذيع بالتلفزيون القومي المجهودات المقدرة تقوم بها مبادرة زملاء مهنة بجمهورية مصر العربية، والتي قال إنها تضم مجموعة كبيرة من العاملين بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والبث، من المتأثرين بالحرب الدائرة، ولفت نادر في إفادته للكرامة إلى أعضاء المبادرة الذين ينشطون تنفيذ برامج وملتقيات اجتماعية بغرض التواصل الأخوي وتفقد الزملاء من المرضى والأكثر تضرراً ممن فقدوا ذويهم وأقاربهم وممتلكاتهم، مؤكداً أن المبادرة خففت الكثير عن الزملاء، منوهاً إلى انتقال المبادرة لتنظيم برامج وزيارات تفقدية لعدد من الشخصيات الإعلامية والثقافية ونجوم المجتمع والرموز الإبداعية والفنية الموجودة في جمهورية مصر وفق برامج دورية منتظمة تعبر عن اللُحمة الوطنية والتواصل الاجتماعي ووحدة الصف الوطني ورتق وتقوية النسيج الاجتماعي.
سفارة إعلامية:
وتثمن الأستاذة سوسن علي تاور رئيس قسم المذيعين بالإذاعة السودانية، فكرة مبادرة زملاء مهنة والدور الكبير الذي قامت به في تخفيف الكثير من المعاناة والصعوبات التي واجهت الزملاء الذين لجأوا إلى مصر في بواكير الحرب، وقالت في إفادتها للكرامة إن المبادرة هيأت للتواصل والتلاقي والمؤانسة واستعادة الكثير من الذكريات وإثارة كوامن الأشواق والشجن، والارتماء في دفء الوطن، مبينة أن برنامج التواصل الاجتماعي الذي نفذته المبادرة حرّك الكثير من الحماس في نفوس الكثير من الزملاء لينخرطوا في المبادرة ويعكسوا الوجه المشرق للإعلاميين السودانيين الذين يضطلعون في بلاد الغربة بدور السفراء حيث بدوا في التواصل مع بعضهم البعض وتفقد أحوالهم بعيداً عن أعين المبادرة، وتناولت الأستاذة سوسن تاور المكاسب الاجتماعية التي حققتها مبادرة زملاء مهنة في تعزيز التقارب الوجداني والاتقاء في منازل الزملاء والتعرف على أسرهم، ليزدادوا تماسكاً على تماسكهم ويتعرفوا أكثر على بعضهم البعض، وأرسلت تاور تحايا خاصة إلى جمهورية مصر حكومة وشعباً لاحتضانهم أخوتهم السودانيين الفارين من جحيم الحرب، مشيدة بوقفة الزملاء الإعلاميين المصريين وتفاعلهم مع المبادرة وبرامجها.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر، تبقى مبادرة زملاء مهنة للعاملين في الإذاعة والتلفزيون وهيئة البث بمثابة خطوة مهمة للحفاظ على الوحدة والتماسك، وإعمال المؤازرة والتضامن مع الزملاء الذين قذفت بهم الحرب بعيداً عن الوطن، ولعلها سانحة لتنسيق الجهود والمواقف والتفكير بشكل مختلف لكيفية الاستفادة من هذه الحرب واستثمار الدروس والعظات والعبر في بناء سودان الغد والذي يمثل فيه الإعلاميون حجر الزاوية في التبشير بمطلوباته ودعم معطياته والعمل على تجاوز التحديات التي قد تواجه المسيرة القاصدة، فيا وطني،، سلمتَ،، غداً نحقق مشرق الأمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى