من بينهم الإمام الصادق المهدي جهات كثيرة توصي بتوثيق الرؤى المتجددة
🌾 رؤى متجددة 🌾
✍️ أبشر رفاي
.
الإنسان مخلوق قدري بدرجة تفوق التصور والخيال قدري الخلقة من قبل النطفة حتى الإنطفاء بمعنى ( الوفاة ) وهو يمشي على كف القدر ولايدري بالمكتوب ، مكتوب تسييري ومصيري . وبشكل أعمق قدري من النشأة مرورا بالانتشار والنشور إنتهاءا بمنشور المصير المحتوم . هذا للمؤمنيين
وللذين لا يؤمن بالآخرة نقصر لهم ظل القدر والقدريات فبدلا من أن نقول حتى النشور ومنشور المصير المحتوم ، نقول حتى القبور وفناء بلا قبور وهذه حقيقة تنعقد عندها قناعات المؤمنون وغير المؤمنيين .
القيمة الأساسية للإنسان في الحياة الدنيا هي الخلافة خلافة طبيعية وخلافة راشدة أما قيمته المضافة فهي تمام مكارم الأخلاق ، فالإنسان بلا أخلاق وفطرة إنسانية سليمة يتحيون ويتوحش توحش من الدرجة الأولى الذي من صوره الحقد والانانية والغيرة المؤذية والكراهيات بأشكالها المختلفة والحسد ببعده التركيزي بعد ( علي وعلى أعدائى وهوادة أصدقائى ..من سلسلة قدريات الإنسان أن تجعل من الشعوب الفلانية والامم والقبائل والعرقيات والدول والجنسيات العلانية وكذلك التصنيفات والمصنفات السياسية والآيدلوجية وغيرها
كلها قدريات في قدريات ليس للمرء في الواقع والموقع والوقائع حول له بها ولا قوة بما في ذلك التصنيفات والمصنفات المؤذية التي على اساسها يقصي ويمنع تعسفيا من ممارسة حقوقه الطبيعة والطليعية يذل ويهان ويغتال ويقتل ويمحى أثره عن الوجود .
عندما جاءت الإنقاذ في العام ١٩٨٩ كنا في العقد الثاني من العمر حالنا حال شباب ثورة ١٩ ديسمبر ٢٠١٩ لكننا في فترة وجيزة أصبحنا كبار في العقول فأخذنا نطرح اسئلة وإستفسارات كبيرة ناضجة إنتهت بنا للأسف الشديد إلى حالة من الإزدراء والإستخفاف السياسي والإجتماعي إذا لم يبلغ في بعض حالاته الإضطهاد
متبوعا بكمية من صور التصنيفات والنعوت السياسية الأقصائية كالتفلد وشذاذ الآفاق والتغريد خارج السرب والتمرد على الحزب الحاكم وآخرها تصنيف ( شوهد مع أبشر رفاي )..
إنتهت بنا تلك الصورة الظالمة المظلمة إلى ممارستنا حق الإستقلالية السياسية ثلاث مرات ١٩٩٩ — وفي الإنتخابات التاريخية ٢٠١٠ مرشحا مستقلا لوالي ولاية الخرطوم رئيسا لتضامن المرشحين المستقلين على كافة المستويات الإنتخابية بالبلاد من المجالس التشريعية الولائية مرور بولاة الولايات وحتى رئاسة الجمهورية ثم إنتخابات ٢٠١٥ ..
من الأسئلة التي كنا نطرحها على سبيل المثال .
على أي أساس قامت وتقوم الحزبية في السودان هل على الفطرة أم الفكرة أم الأسرة أم الكسرة بمعنى المصلحة الحزبية الضيقة والشخصية الاضيق . ثم هل الحزبية في حقيقتها السياسية المجردة عندنا في السودان وسيلة للحكم أم مجرد اداة للتحكم .
ثم ماهو السر من وراء الإصرار على بناء هيكلها السياسي والتنظيمي والقيادي على أساس هندسة وتصميم ( القطية) مع وجود صور وأشكال هندسة سياسية تنظيمية كثيرة بالمقاربة والمقارنة .
قطاطي تتسع تحت وتضيق تدريجيا على المستوى الأعلى حتى تصل الإدارة والأداة الحزبية الفعلية والفاعلة حد عدد أصابع اليدين وفي حالات اليد الواحدة وحالة ثالثة متطرفة ومتصرفة تبلغ مرحلة الإصبع الواحد ، أصبع السبابة لزوم الإشارة والتأشير والتحذير ..
وهنا تحضرنا كمية من الطرائف السياسية المتصلة بحالة النمو العقلي الفكري السياسي المبكر من بينها ..
حاول البعض في ظل التجربة السابقة يزايد علينا حول مفهوم الشوري وهو في الواقع الاكاديمي التحصيلي والبحثي لم تتجاوز محصلته المعرفية عتبة مفهوم الشورى نوعان (ملزمة ومعلمة) .
قلنا له من واقع التجارب والتطبيقات الفعلية الشوري اصبحت أربع مستويات شورى نصية عامة وشورى نصية خاصة وشوري أهل الحل والعقد وشورى مفخخة ظاهرها الشورى وباطنها الشلة ..
وعندما تحدثوا عن نظام الحكم الفدرالي وعن التجارب النظيرة في الفكر الإنساني قلنا لهم الفدرالية كنظام سياسي إداري تتسق والنظام الكوني بمعنى ( الفدرلة الكونية ) .
أما المركزية فهي في الإتجاه المعاكس تماما . إضافة إلى ان الإنسان نفسه مخلوق مفدرل ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ) .
وحينما حدثونا عن الإسلام قلنا لهم الإسلام في هذا البلد وبلدان أخرى كثيرة حسب التجارب الفعلية ثلاث مستويات إسلام إجتماعي وسياسي وقيمي والاخير هو الذي إنزل على ( النبي ) عليه افضل الصلاة وأتم التسليم وله الولاية على الإسلاميين المذكورين الإجتماعي والسياسي ولكن بصورة تسود فيها بعدالة مطلقة القيم على المقامات المصنوعة والمصطنعة وتلك المذكية نفسها سلفا على الخالق وعلى الخلق بأسانيد باطلة عاطلة عن الحق والحقيقة الدينية الحنيفة والإنسانية النظيفة العفيفة ..
وعندما حاول البعض يزايد علينا حول المفهوم الرسالي للحركة الإسلامية .
قلنا لهم بالحرف الواحد الحركة الإسلامية الحقيقية هى الإطار النبوي نشأت بإقرأ وإنتشر ببلغوا عنى آية رئيسها ( النبي ) عليه افضل الصلاة وأتم التسليم أما التشكيلات الإجتهادية دونها حتى قيام الساعة والبالغ عددها ( 72 ) او تزيد قليلا تخطئ وتصيب تسمى منظومة الحراك الإسلامي تتنوع مسمياتها وشعبها وشعابها ..
ونشير في سياق المرافعات والمراجعات الفكرية والسياسية الإستراتيجة بان الأستاذالكبير الاعلامي والكاتب والناشر أحمد البلال الطيب رئيس تحرير صحيفة اخبار اليوم الغراء رائدة الصحف المستقلة بالبلاد ٤ أغسطس ١٩٩٤ قد خصص منبرا حرا بمعنى الكلمة بالصحيفة . له أعضاء دائمون هم الدكتور شدو المحامي والأساتذة نبيل أديب وجدي صالح وعلى السيد رحمه الله رحمة واسعة وكمال عمر وشخصي أبشر رفاي كاتب عمود رؤى متجددة بالصحيفة منذ صدورها بمنبرها الحر ..
إستضاف المنبر عدد كبير من الضيوف حول شتي المواضيع التي تتلعلق بشؤون الوطن والمواطن والدولة ، من ضيوف المنبر الإمام الراحل الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي كانت إستضافته حول تحديات القضية السودانية وخيارات حلولها .
واذكر هنا جيدا وبطريقة لا تخلو من الطرفة السياسية عند مداخلاتي في أعمال المنبر دائما مايقدمني ود البلال بصفة كبير المتمردين على المؤتمر الوطني .قلت في مداخلتي حول طرح الإمام الصادق بشأن القضية السودانية وخيارات حلولها وحلها النهائى ذكرت بأن حلها بصورة جذرية يتلخص في الآتي ..
١– التشخيص الجيد يقود للعلاج والتشافي الجيد والعكس صحيح .
وبناء على تلك القاعدة فإن قضيتنا الوطنية التاريخية قضية بنيوية وليست ذات طابع بيني بين شخص وشخص وفئة وفئة وتوجه وتوجه مضاد كما يعتقد البعض .
٢– تتعدد الحلول والحل المقتدر واحد ، فمن الحلول الحل الإنتقائى الإلتفافي الحل الإنتقالي التأسيسي الذي يؤسس بجدارة لمشروع الحل الدستوري المستدام ..
٣– صناعة الدستور الدائم لا تتم بالكيفية النمطية المتبعة الفاشلة منذ الإستقلال .
أفضل الطرق لصناعة الدستور المستدام للبلاد برأينا هي حتمية إتباع طريقة العقود التأسيسة التكاملية الممرحلة العقد الإجتماعي ثم العقد السياسي والعقد الدستوري .
لكل عقد من تلك العقود الكلية تفاصيل شاملة لا تدع صغيرة ولا كبيرة حول مطلوبات الدستور الدائم إلا وقد حوتها .
٤— لن تنعقد صناعة الإستقرار المستدام في البلاد مالم تتم مخاطبة أشياء تسمى المتقابلات والمتعارضات السياسية المبطنة والمسكوت عنها داخل بيئتنا السياسية والإجتماعية .
بأيهما نعمل في إطار مشروعية الدولة بالقبلة ام القبيلة بالجهة ام التوجه بالقيم ام المقامات عند قسمة الثروة والسلطة بالقسمة ام التقاسم .
سأل أحد الحضور عن ماهو الفرق بين القسمة والتقاسم قلنا له القسمة مبدأ والتقاسم سلوك .
ثم بماذا نعمل — بمفهوم أهل القبلة من منظور قيمي بحت ام بمفهوم مقاماتي إجتماعي مسيس أهل الجلد والراس والبقية عبارة عن كرشجية نصيبهم قسمة ضيزى من مخلفات الذبيح .
في مجال الوحدة الوطنية نتبع خط الوحدة الجاذبة أم الجذابة والفرق بينهما في المحتوى شاسع .
ام بمفهوم الوحدة التكتيكية ام الأنصهارية ونعني بها وحدة شاملة بلا حواجز وهواجس سياسية وإجتماعية . وقائمة المتقابلات السياسية تطول ..
٥— الإمام الصادق المهدي رحمه الله في تعليقه قال بالحرف الواحد الإبن رفاي يمتلك ناصية حل القضية بل ذهب بتواضع جم وهو شخصية عالمية ومفكر من الطراز العالمي بصرف النظر عن وجهة نظر خصومه ، داعيا بتجميع رؤى الحلول المتجددة في كتاب تحت رعايته المباشرة لدرجة انه ضاهى بما ذكرته في المتقابلات السياسية وكتابه المعروف ضمن سلسلة كتبه المقروءة ( الإنسان بنيان الله ) ولكن رحمه الله عاجلته يد المنون . والوصية نضعها في صندوق بريد أبنائه .. فالكل بات يتحدث اليوم ونحن في قبضة كارثة الحرب الوجودية لو كان حيا لما سمح بالذي وللذي ضرب الوطن والمواطن والدولة بإداة الحرب الوجودية اللعينة ( فالكبير كبير ) ..
من القراءات الإستراتيحية التي تفضلت بها الرؤى المتجددة والتي نختم بها نصائحها المستمرة للدولة وقادتها ولمن يهمه الأمر بكافة مراحل الإنتقال السياسي والدستوري ..
قلنا لهم حينما تم التوقيع على إتفاقية نيفاشا ٢٠٠٥ والتي إطلق عليها مجازا إتفاقية السلام الشامل وهي ليست كذلك في الواقع .
قلنا لهم بعد الإطلاع عليها مرة مرتين ضمن فرص العامة قلنا لهم هذه الاتفاقية للأسف الشديد ناقصة ثلاث بروتوكولات بنيوية بالغة الأهمية وهي تمثل ( اس ) القضية السودانية .
١– بروتوكول القضايا الإجتماعية .
٢- بروتوكول القضايا الحزبية
٣– بروتوكول القضايا الإستراتيجية والأخير للأسف الشديد رحلت قضاياه لما بعد التوقيع على الإتفاقية تحت مسمى القضايا العالقة وهي في الحقيقة وللشفافية ليست قضايا عالقة وإنما قضايا إستراتيجية عجزت عن مخاطبتها الإرادة السياسية وقتها فإستعجلت خريف الإتفاقية وأكلت تيرابها تقاويها …
فمن الملاحظ أن اثرها الخطير قد ظل باق حتى لحظة محاولة الأتفاق الإنساني التي جرت مؤخرا بين الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي نائب القائد العام عضو مجلس السيادة والسيد عبد العزيز آدم الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال المتمردة والتي أفشلت في الواقع وحيث الموقع والموقع المجاور أفشلت بفعل فاعل معروف بالجوار وبإعالي البحار ومن وراءها ..
وصولا للتفاهمات التي جرت بين الرئيسين البرهان وسلفا كير الأخيرة لإغاثة مواطني جنوب كردفان عبر مطار كادقلي وقد كان .
٦– نختم بطرفة سياسية حلمنتيشية سطرناها في ذلك الزمان حول إتفاق نيفاشا ومآلاته وتداعياته بالداخل السوداني والجنوب سوداني قبل الإنفصال وبعده قائلين .
نيفاشا — ست الكل الروح الهراشا تمرك ضاقوه وجمرك شايلاهو بالماشا ….
نيفاشا — راكوبتك الكبيرة لسع قاعدة في عرشتا ولا بقت كشاشا ..
نيفاشا — انتي وبناتك التلاتا ( ابيي وجنوب كردفان — جبال النوبة والنيل الأزرق ) وين ماشا السودان قسمتيهو والفضل في كماشا .
ولازالت نصائح الرؤى المتجددة تترى في سبيل خدمة مصالح الوطن والمواطن والدولة وقيم ومكتسبات الشعب السوداني الأبي …