المكون العسكري عندما استيقن من سقوط نظام المخلوع البشير،وخشي على مصيره ..أراد أن يستغل الوضع لصالحه،طالما كان البشير ( كرتا محروقا ) .. وهكذا صدر بيان ١١ أبريل ٢٠١٩.

كمال كرار
ومما ورد في البيان أن اللجنة الأمنية تتحمل المسئولية الكاملة بتغيير كل النظام لفترة إنتقالية لمدة عامين ، تتولى فيها القوات المسلحة بصورة أساسية وتمثيل محدود لمكونات تلك اللجنة مسئولية إدارة الدولة والحفاظ على الدم الغالي العزيز للمواطن السوداني الكريم .
وأكد البيان إقتلاع النظام والتحفظ على رأسه بعد إعتقاله في مكان آمن.
وانتهي البيان والمخطط كما يقولون بانتهاء العزاء ولكن كان للجنة الأمنية رأيا آخر .. وكان لدى ( البعض ) تكتيكات خبيثة .
اللجنة الأمنية وبعد فشلها البائن في قمع الثورة،وفشل كتائب الظل في فض الاعتصام، رتبت للمجزرة في الزمان المناسب، سبقته باستهداف ثوار المتاريس حول الاعتصام،ثم زحزحتها بالقوة لاحكام الكماشة حول القيادة،ثم الهجوم على كولومبيا وهي البروفة الاخيرة للمجزرة ..
والمجزرة تقع مسؤوليتها على المكون العسكري وهو المتهم الأساسي والمخطط وقواته هي التي نفذت بالصوت والصورة .. وبالتالي فلا تحتاج الثورة لاحقا لتحقيق وجرجرة في قضية مقتل الشهداء ..
والهدف من المجزرة قالوه بالصورة والصوت بعد شلالات الدماء التي سالت .. ماذا قالوا ؟ في بيان متلفز لرئيس المجلس العسكري قال إن المجلس قرر تشكيل حكومة تسيير أعمال، وإلغاء الاتفاقات السابقة مع قوى الحرية والتغيير، وتنظيم انتخابات خلال تسعة أشهر بإشراف دولي.
واتهم قوى الحرية والتغيير بمحاولة إقصاء القوى السياسية والقوى العسكرية والانفراد بحكم السودان .
ودارت عجلة الزمن وجاء انقلاب البرهان ليعلن سيطرة العسكر وقوى الثورة المضادة على الحكم ..
والانقلاب نفسه سبقته تكتيكات اعتصام القصر واغلاق الشرق ..
الانقلاب ومن بيانه الاول أعلن قيام الانتخابات العامة في يوليو من العام 2023 على أن تتولى إدارة شئون البلاد حتى موعد الانتخابات حكومة من كفاءات وطنية مستقلة تراعي في تشكيل هياكلها التمثيل العادل لكل أهل السودان وأطيافه وفئاته.
ثم جاءت الحرب .. قتلت وحطمت ودمرت وفعلت ما فعلت بالشعب والوطن .. وخرجت الآن نفس الاجندة .. حكومة كفاءات وطنية،تجهز للانتخابات ..
وبقية الجملة نكملها هنا .. حكومة على شكل ترلة يقودها قندران العساكر تجهز للانتخابات المزورة، على مستوى رئاسة الجمهورية والبرلمان،تستنسخ النموذج المصري .. قائد الانقلاب (يكمل جميله) كرئيس جمهورية في انتخابات صورية، يعود رموز المؤتمر الوطني للسلطة بعد تغيير اسمه .. والثورة توضع في المتحف الذي سرقه الجنجويد ..
ستتحطم هذه الأوهام فوق رؤوس الموهومين ..