رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

حكاياتنا قيم وأخلاق بالخرطوم

القيم والأخلاق هي واحدة من النقاط الجوهرية في تأسيس الدولة التي تقوي الجبهة الداخلية وتماسكها للشعب السوداني وبدونها تؤدي إلى اهتزازها وفقدان تماسكها
القيم والأخلاق انعدمت مع أحداث انقلاب قوات المليشيا المتمردة على الجيش فقد رأى أهل السودان والعالم الخارجي مافعلوه من سرقة ونهب وجرائم جنائية ضد الشعب السوداني
القيم والأخلاق تمنع الإنسان أن يسرق قشة ولا مقشاشة ناهيك أن يسرق وينهب منازل كاملة لممتلكات المواطنين
من قصص القيم والأخلاق بالعاصمة الخرطوم في سنة ١٩٤٧م من القرن الماضي
كانت قد انعقدت محاكمة شهيرة في محكمة الخرطوم جنوب في زمن حكم الإنجليز للمناضل العمالي موسى متي رئيس نقابات عمال السكة حديد فيما بعد ودخل معه صديقه المناضل النقابي لعمال مصلحة المخازن والمهمات فيما بعد محمد الحسن محمد علي إلى قاعة المحكمة

وعندما بدأت المحاكمة ضجت بالحاضرين من الحشود الضخمة من المواطنين السودانيين الذين يتفاعلون مع القضايا الوطنية ويتابعون المحكمة الإنجليزية

فكان قد حدث هرج ومرج وانتفاضة داخلية في المحكمة من تلك الحشود فما كان من الشرطة الا استخدام القوة فأصيب القائد العمالي محمد الحسن محمد علي بشق في رأسه مما استدعى نقله إلى المستشفي للعلاج
وكان قبل دخوله إلى المحكمة قد ترك عجلته ( سايكل ) التي يستخدمها في مشاويره في برندة أمام المحكمة من الخارج دون أن يغلقها بل جعلها متكئة على عمود البرندة وحولها عدة دكاكين مفتوحة وتعمل بانتظام

فغاب عنها أسبوعا كاملا بسبب مواصلته للعلاج وعندما حضر إلى موقعها وجد العجلة كما هي لم يؤخذ منها شيء ولم يسرقها أو ( يشفشفها ) أحد مما جعل صاحبها يتحسر علي ذلك الزمان فيما بعد لما أصاب الخرطوم من متغيرات

القيم والأخلاق هي التي منعت أمثال تلك المشاهد التي نراها الآن في حاضرنا بسبب الحرب واستغلالها من عديمي القيم والأخلاق فكانت هذه المصطلحات القريبة والدخيلة على المجمتع السوداني ( شفشفة ) أي السرقة والنهب لأموال الغير

العاصمة الخرطوم مع نشاط والي الخرطوم وتيمه هل من عودة إلى تلك الايام بنظافة الخرطوم وتطهيرها من المجرمين وإرساء القيم والأخلاق وهي دعوة مفتوحة لكل ولايات السودان ونذكر السيد الوالي بقول الشاعر عبد الله عمر البنا كأن التاريخ يعيد نفسه :
والصبر عند البأس مكرمة
ومقدام الرجال تهابه الوقعات
والاقتحام إلي العدو مزية
لا يستطاع لنيلها غايات فانهض الي الخرطوم إن بسوحه
أهل الغواية والمفاسد باتوا
بطروا وزادوا ثم عتوا عتوا فائقا
والله أكبر والسيوف هداة
وصدق الشاعر أحمد شوقي :
إنما الأمم الاخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .

زر الذهاب إلى الأعلى