
عامر علي الحاج
🛑ماهي إنجازات حكومة والي الخرطوم
🛑في السودان، لا سيما بعد اندلاع الحرب، لم تعد الزراعة أو الرعي أو التجارة أو حتى الصناعة هي مصدر العيش الأساسي لغالبية المواطنين. بل بات كثير من الناس يرتبطون اقتصاديًا بجهاز الدولة، مباشرة أو عبر سلسلة من الوظائف والمصالح التي تعتمد على استمراره، ولو شكليًا.
لهذا، أُبقي على جهاز الدولة فاعلًا – لا لأن الدولة تعمل بكفاءة، بل لأن مجرد بقائها صار يُصوَّر إنجازًا في ذاته. تستمر الجباية، وتستمر الاستدانة باسم الدولة، وتواصل وكالات الأنباء نشر صور لموظفين يزورون مرافق تعليمية وصحية، لتقديم صورة ظاهرها الحيوية. لكن ما يُخفيه هذا النشاط هو غياب كامل لأي مساءلة سياسية أو رقابة إعلامية أو حتى معايير مهنية داخلية أو دولية يمكن القياس على أساسها.
تعمل مؤسسات الدولة اليوم بلا خطط معلنة، بلا تقارير أداء، بلا شفافية مالية عن ما يُحصَّل أو ما يُصرف، وبدون معايير أولويات واضحة. لم يعد الفشل يُحسب فشلًا، ولا الأداء الجيد يُقاس كنجاح، لأن جهاز الدولة أُعيد تشكيله ضمن خطاب الحرب الجارية ليكون أحد أسلحتها، لا مؤسساتها. كل نقد يُوصف كخيانة، وكل مدح يُحسب كمشاركة في “النصر” المنتظر.
في هذا السياق، لم يعد لجهاز الدولة دور تنموي أو خدمي، بل تحوّل إلى أداة تعبئة، تضخها موارد غامضة وتغطيها دعاية محكمة، ليخوض حرب “كرامة” بلا تعريف، ضد خصوم غير محددين، ولأهداف لم تُعلن.