رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الرياضة

” سيناريو الفرص الضائعة: كيف أطاحت اللمسة الأخيرة بأحلام الهلال الأفريقية؟”

⚽️ ضربة حرة مباشرة
بقلم /معاوية أبوالريش
في لحظات حاسمة من مسيرة الفرق الكروية، تتحول التفاصيل الصغيرة إلى منعطفات مصيرية تُعيد رسم خارطة البطولات وتُحدد مصير المنافسات. وما شهدته مواجهة الهلال السوداني والأهلي المصري في ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا يُجسد نظرية “الفارق بين النجاح والإخفاق يكمن في التفاصيل”.
” وميض الفرص وألم الإهدار”
لم تكن مباراة الذهاب بالقاهرة مجرد لقاء كروي عابر، بل مسرحاً لمشهد تراجيدي رياضي تكرر فصوله على مدار شوطي المباراة. حين تهيأت الكرة لياسر مزمل على مشارف مرمى الشناوي، كانت الجماهير الزرقاء تستعد للاحتفال بهدف ثمين على أرض المنافس، لكن لحظة الحقيقة كشفت الفارق بين المهاجم والمهاجم “السوبر”، حين طارت الكرة فوق العارضة مُخلفة وراءها حسرات لا تُمحى.
ولم يكن المشهد مختلفاً حين استعرض الجناح البوروندي جان كلود مهاراته الفردية مخترقاً دفاعات الفريق الأحمر مرتين، ليقع في فخ الأنانية الكروية، مُفضلاً التسديد رغم ضيق الزاوية، بينما كان رفاقه في وضعيات أكثر خطورة للتسجيل.
“الفرصة الأخيرة تضيع في نواكشوط”
تنتقل كاميرا الأحداث إلى ملعب شيخا ولد بيديا بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، حيث كانت مباراة الإياب بمثابة طوق النجاة الأخير للفريق السوداني. وفي الدقيقة الثالثة والستين، كانت الأقدار على موعد مع لقطة حاسمة حين تلقى الموريتاني الشاب أحمد سالم أمبارك تمريرة سحرية من البديل السنغالي إيمي تندينج، لينفرد بالشناوي في مشهد كان يمكن أن يُعيد رسم سيناريو التأهل، لولا أن اللمسة الأخيرة خانت صاحبها مجدداً.
” المُعادلة المفقودة في حسابات الهلال”
ما بين القاهرة ونواكشوط، كشفت مواجهتا الهلال والأهلي عن معادلة كروية بسيطة لكنها حاسمة: الأهداف لا تأتي بالتمنيات، والبطولات لا تُحسم بالفرص المهدرة. ولعل الدرس الأكبر الذي يجب أن يستوعبه محمد إبراهيم العليقي، نائب رئيس نادي الهلال، هو أن الاستثمار في مهاجم من طراز خاص ليس ترفاً، بل ضرورة استراتيجية لا تقبل التأجيل.
“مواصفات المهاجم المنتظر”
يتطلع الجمهور الهلالي إلى مهاجم يمتلك مجموعة خصائص متكاملة: قناص لا يرحم يترجم أنصاف الفرص إلى أهداف، ويمتلك مهارة اللعب بالقدمين معاً، مع إجادة لألعاب الهواء والتسجيل بالرأس، فضلاً عن القدرة على المراوغة والتخلص من الرقابة الدفاعية.
” استثمار المستقبل”
لم تعد مسألة التعاقد مع مهاجم “سوبر” مجرد مطلب جماهيري، بل أصبحت ضرورة تفرضها طموحات الفريق القارية، خاصة بعد إصابة القائد محمد عبد الرحمن “الغربال” التي حرمت الفريق من خدماته في مواجهتين مصيريتين. وربما كان سيناريو الإقصاء من ربع النهائي درساً قاسياً، لكنه ضروري، لإعادة ترتيب الأوراق قبل المنافسات المقبلة.
” خاتمة: فن صناعة اللحظات الحاسمة”
في نهاية المطاف، يُمكن القول إن كرة القدم ليست مجرد لعبة للمهارات والخطط، بل هي فن صناعة اللحظات الحاسمة والقدرة على حسم المباريات عندما تتاح الفرصة، ولو مرة واحدة. ولعل هذا ما يُميز الفرق الكبيرة التي تحصد البطولات عن تلك التي تكتفي بمجرد المنافسة.
وعلى إدارة الهلال السوداني أن تُدرك أن طريق منصات التتويج القارية يمر عبر بوابة الاستثمار في مهاجم من طراز خاص، يستطيع بلمسة واحدة أن يحول أحلام الجماهير الزرقاء إلى حقيقة ملموسة، فالتاريخ لا يرحم المترددين، ولا يذكر سوى المتوجين.

زر الذهاب إلى الأعلى