رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

الدعم الدول الغربية للكيان الاسرائيلي : بقلم دكتور خالد فواز

لا يخفى على أحد أن بعض الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، تدعم الكيان الإسرائيلي لأسباب مصالحية مشتركة. هذا الدعم يعمل على تهديد المنطقة العربية وجعلها محلًا للنزاعات الدائمة، سواء كانت بين الدول العربية أو مع دول خارجية. قد تزرع إسرائيل أيضًا أمورًا غير أخلاقية في بعض الدول العربية، مما يؤثر على إرادتها وشبابها نحو التقدم العلمي والابتكار. هذا يجعل الدول العربية تعتمد بشكل كبير على الاستيراد من الدول الغربية، مما يجعلها مجرد مصدر للسلع الاستهلاكية والخدمات.
من هنا ينشأ السؤال العام: لماذا تدعم الدول الغربية، بمن فيها الولايات المتحدة الأمريكية، إسرائيل؟ يعود الأمر إلى البداية، عندما أعلن الرئيس الأمريكي ترامان في 14 مايو 1948، بعد انتهاء الاحتلال البريطاني على فلسطين، وبعد مرور 11 دقيقة فقط، دخلت إسرائيل الأراضي المقدسة فلسطين وأعلنت نفسها دولة إسرائيل. وتم الاعتراف بهذا القرار من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب ألمانيا وفرنسا، في الأمم المتحدة بقيام دولة إسرائيل على أراضي فلسطين.
وبالإضافة إلى هذا التفاهم الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، تم الاتفاق على أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بدعم إسرائيل.
منذ بداية تأسيسها، بدأت القرارات الخاصة بتقديم المساعدات والدعم لإسرائيل في عام 1951. في عام 1952، تم صدور قانون يقضي بتوفير 65 مليون دولار سنويًا، منها 50 مليون دولار مخصصة لتمويل الاستيطان اليهودي في فلسطين. كما تم توقيع مشروع قانون آخر يقضي بتمديد الدعم المالي لإسرائيل بمبلغ 73 مليون دولار.
في الستينيات، تم تزويد إسرائيل بمعدات دفاعية من الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك نظام الدفاع MIM-23 Hawk. كما تم توريد 200 دبابة M48 Patton، و57 قاذفة صواريخ هجومية A-4 Skyhawk، و50 طائرة مقاتلة من طراز F-4 Phantom. كانت جميع هذه المعدات تُشترى من الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1949 حتى عام 1973، بقيمة تصل إلى 122 مليون دولار سنويًا، وذلك حتى نهاية حرب أكتوبر.
بعد حرب أكتوبر، تلقت مصر مساعدات عسكرية بقيمة 2.2 مليار دولار، وتحديدًا في شكل طائرات. بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، حصلت مصر على 3 مليارات دولار إضافية كتعويض عن خسائر الحرب.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت الولايات المتحدة في تعزيز هيمنتها العسكرية والتكنولوجية على الدول العربية، مع الحفاظ على موقفها كمزود رئيسي للأسلحة المتطورة لإسرائيل. فمثلًا، تم بيع طائرات F-35 المقاتلة إلى إسرائيل، دون أن تتمكن أي دولة أخرى في المنطقة من امتلاك هذه الطائرات حتى الآن.
7 أكتوبر 2023
بعض الدول، مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأوكرانيا، بالإضافة إلى جميع الأنظمة القانونية المتعلقة بحقوق الإنسان، تعترف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. ومع ذلك، فإن موقف فرنسا الداعم لإسرائيل منذ بداية الاعتراف بها في الأمم المتحدة، عندما تأسست على أراضي فلسطين، يؤكد على الدعم المستمر للتطورات العسكرية والسياسية والتكنولوجية والمعلوماتية. منذ عام 1955، شاركت فرنسا في نقل الخبراء لمتابعة التطورات في مفاعل ديمونا في إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، تطالب فرنسا في الاتحاد الأوروبي بدعم إسرائيل لتعزيز تفوقها على الإرهاب وضمان عدم تهديد أمنها واستقرارها.
في القرن التاسع عشر، كان الهدف الرئيسي للغرب إسقاط الدول العربية وتحويل العالم إلى سوق لاستهلاك البضائع الغربية. كما استغل الغرب العمالة الرخيصة في مصانعه، مما جعل الدول العربية دولًا استهلاكية تعتمد على الاستيراد فقط. كما دعمت الدول الغربية إسرائيل لتحقيق مكاسب ربحية وسياسية واستراتيجية. كان الهدف النهائي تحقيق العلمانية الشاملة، حيث يتم فصل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية والأدبية، وتحويل العالم إلى مجرد مادة إستعمالية. –
يعتبر البروفيسور توماس ستيفر، الذي يشغل منصب أستاذ في جامعة هارفارد، أن الدعم المالي البالغ 3 مليار دولار لإسرائيل يعادل أربعة أضعاف تكلفة حرب فيتنام، ويتم تمويله بالكامل من خلال الضرائب الأمريكية. وقد بلغت حصة اليهوديين في هذا المبلغ أكثر من مليون وسبعين ألف دولار.
يرى البروفيسور ستيفر أن هذا الدعم يعتبر جزءًا من مشروع استعماري غربي ضخم يهدف إلى تحديد مصير الدول الأخرى، ويمكن تحقيق ذلك فقط من خلال إسرائيل. ويصف الدول الداعمة لإسرائيل بأنها تمثل الحبل الأملس الذي يدعمها بالسلاح والمال، وإن تخلفت بعض هذه الدول، فإن إسرائيل ستسقط على الفور لأنها تعتمد بشكل كبير على تلك الدول الداعمة.

زر الذهاب إلى الأعلى