رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

ذاكرة – … مصطفى سيد أحمد وزمن التجربة الأصيلة المتفردة المتوهجة ابداعا…،،..”

عدسة الكتابة تعيدك إلى ايام مضت .. تتذكر ضمن التألق الثقافي والابداعي على ساحات الاداب والفنون ، تتذكر تألق المبدع الأصيل الراحل المقيم مصطفى سيد أحمد .. له دعاؤنا جميعا بجنة الفردوس والنعيم المقيم .
في سنوات من سنوات الخرطوم الزاهية المضيئة المتألقة المتوهجة إلتقيت مع المبدع مصطفى سيد أحمد . في مرة من المرات ذهبت أنت ومعك أسامة ونفيسة ومنال. .. الزميل أسامة أحمد موسى رحمه الله .. والزميلتان نفيسة الحاج ومنال منصور لهما معا في كل الاوقات أطيب التحيات واغلى الامنيات .. ذهبتم انتم الاربعةالى امتداد الدرجة الثالثة في الخرطوم ذات صباح قديم ذكراه باقية حيث استقبلكم المبدع النجم الراحل مصطفى سيد أحمد في منزله .. كنتم قد حددتم موعدا لحوار ثقافي وفني معه النسر في صحيفة الشرق الاوسط التي تصدر من عاصمة الضباب لندن.. طوفتم معه عبر فضاءات عديدة لتوهج وتألق وزهو و اضواء الكلمة ..تتذكر أن أسامة كان حريصا على أن يسأل مصطفى عن منعطف محدد من منعطفات التعبير الفني في غنائه .. قال له .. نريد ان نعرف .. لماذا جاءت في احدى اغنياتك هذه الكلمات بالتحديد .. رنة الحزن البخافا.. والمقصود هو .. رنة الحزن البخافها…. و … ومن حصيلة اللقاء معه يومها.. جاء عنوان نشرتموه في الحوار .. العنوان .. مصطفى سيد أحمد : ابحث عن نصوص شعرية تعكس الواقع .. و .. و في لقاء ثان التقيت انت واسامة مع مصطفى داخل قاعة الصداقة في احدى امسيات الشتاء في الخرطوم مدينة النيلين والقاعة بالطبع قريبة من مقرن النيلين وامامها جزيرة توتي التي وصفها الشعراء بأنها جنة في الأرض.. كان هنالك الزميلان المبدعان الاديبان والصحفيان عزالدين صغيرون واحمد نصر.. كانا هما في قيادة التنظيم الفني الثقافي الجميل الأصيل لذلك الحفل عبر شركة للانتاج الفني الجميل الأصيل .. حفل مصطفى سيد أحمد بمسرح الهواء الطلق في القاعة.. شهر يناير .. شهر البدايات التي تحمل عنوان فأل البدايات المشرقة الواعدة بكل خير وبكل ثقافة وفنون واداب في اوقات العاصمة الجميلة الأصيلة الخرطوم.. طلب عزالدين صغيرون واحمد نصر ،طلبا منك تقديم مصطفى للجمهور. و أنت حرصت لحظتها أن تسأله عن كلمات من احدى القصائد التي كان يعتزم غناءها في الحفل…
مايين زمنا متمنيهو
وزمنا منك زادني أسية
طفت الدنيا عشان ألقاك
و أنسى الحزن الطارد ليا

وقفت أنت على المسرح أمام الفرقة الموسيقية لمصطفى .. واوقفك أحد فنيي خدمة توصيل الكهرباء .. قال لك انتظر قليلا .. انتظرت لبضعة دقائق. .. ثم فوجئت بأن مصطفى سيد أحمد صعد إلى المسرح واستأذنك بلطف ليمسك بالمايكروفون.. تحدث مرحبا بالجمهور . ثم إلتفت إليك ليقول لك بعد اعتذاره لك بصوت منخض ملؤه التهذيب والاعزاز .. أنا لما أنت تأخرت في التقديم قلت احسن اطلع المسرح بسرعة .. أنا ما عاوز الجمهور يقول مصطفى اتكبر. وقد حضرت أيضا حفلا لمصطفى في نادي المكتبة القبطية في الخرطوم نظمته احدى روابط جامعة القاهرة فرع الخرطوم التي صارت بعد فترة جامعة النيلين.. ثم حضرت له مع صديقك وزميلك الأستاذ عثمان كباشي حفلا مسائيا في الصالة المغلقة لنادي ضباط القوات المسلحة في الخرطوم … وظللت بعد أن غادر مصطفى الخرطوم ثم غادرتها أنت وغادرها العديد من الناس.. ظللت تتابع تجدد اغنياته .. ظللت تدرك صدق كلماته لكم في ذلك الحوار حين قال.. أنا عارف انو في وردي وود اللمين لكن أنا برضو عندي حاجة عاوز اقدمها… الدعاء للمبدعين الراحلين وردي وود اللمين ومصطفى وكل مبدع غال فقدته ساحة الثقافة والفنون السودانية الدعاء لهم جميعا بجنة الفردوس والنعيم المقيم.

زر الذهاب إلى الأعلى