رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

**رحيل أسطورة : ماردونا يغيب بظلال من الغموض والإهمال

FB IMG 1746864480397

* رضوان علي الحسن
في قلبِ ألمٍ يعانقُ العالم، تُطوى الصفحة الأخيرة من حكايةِ “بيبي دي أورو”، الأسطورة التي حوّلت كرة القدم إلى قصيدةٍ من نور، ليرحلَ دييجو أرماندو مارادونا مُحمّلاً بجراح الإهمال، كنجمٍ سقطَ قبلَ أوانه بفعلِ تقصيرٍ طبيٍّ أثقلَ ضميرَ البشرية.
**تحقيقاتُ القلبِ الجريح..**
لا تزالُ أروقةُ العدالةِ تبحثُ في تفاصيلِ الرحيلِ المأساوي، حيثُ داهمت شرطةُ مقاطعة بوينس آيرس عيادة “أوليفوس” الأخيرة التي احتضنتَ جسدَ الأسطورةِ الواهن، لتصادرَ 279 صفحةً من سجلٍّ طبيٍّ حافلٍ بالأسرار، و6 تحاليلَ مخبريةٍ كُتبتْ بلغةِ الألم، و547 رسالةً إلكترونيةً تنسجُ خيوطَ حوارٍ بين أطباءٍ تُلاحقُهم شكوكُ التقصير. جاءَ التفتيشُ بحثًا عن “حقائقَ غائبةٍ” في ملفٍّ قضائيٍّ يُحاكِمُ أيامَ مارادونا الأخيرة (3-11 نوفمبر/تشرين الثاني 2020)، حين خضعَ لجراحةٍ بسبب ورمٍ دمويٍّ في الرأس، ليرحلَ بعدَ أسبوعينَ من خروجهِ، في 25 نوفمبر، بين جدرانِ منزلهِ الذي تحوّلَ إلى محرابٍ للأسى.
**خيانةُ الأطباء.. أسئلةٌ في وجهِ السماء**
تحتضنُ المحكمةُ أدلةً تُلامسُ جروحَ الغياب: لماذا لم تُقدَّمْ كلُّ الوثائقِ منذ البداية؟ وكيفَ غادرَ مارادونا المستشفى وهوَ بينَ مخالبِ الضعف؟ خلالَ التفتيش، استُجوبَ طبيبُ العيادة خوان مولينوس، ومديرُها بابلو كاستييلو، والممثلُ القانوني جابرييل رافينوفيتش، بينما فُتحتْ أجهزةُ الكمبيوتر كشهودٍ صامتين على حقيقةٍ قد تُعيدُ كتابةَ سطورِ الوداع.
**هل يُطفئ المالُ شمعةَ الحقيقة؟**
تُطلُّ تساؤلاتٌ عن دوافعَ خفيّةٍ وراءَ التعتيم، بينما يُصارعُ محبّو مارادونا حولَ العالم لإنصافِ روحِ أسطورةٍ لمْ تنصفْها يدُ الطبِّ في لحظاتِه الأخيرة. فهل كانَ الرحيلُ ثمنَ جشعٍ أو استهتار؟ سؤالٌ يُلقي بظلِّه على “سينجولي”، بينما تستمرُّ العدالةُ في مطاردةِ التفاصيل.
وتبقى ذكرى مارادونا نارًا لا تُخمدُها الأيام، فكلُّ نبضةِ قلبٍ يحملُ حبَّ كرةِ القدمِ هي ترنيمةٌ لروحِه التي صارتْ سماءً أخرى للعشاقِ.. فمَنْ يسرقُ الأملَ من عيونِ الأطفالِ، يسرقُ الحياةَ ذاتَها!

زر الذهاب إلى الأعلى