
انتقد البعض خطاب رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان من حيث المضمون وبيئة الخطاب، كان مأخذهم عليه في المضمون أنه لم يذكر الإمارات صراحة وسمى المليشيا وذكر الجهات الداعمة لها بهذه العبارة غير التخصيصية حيث كان يرى البعض أن على البرهان تسمية الدويلة تعيينا لا تعميما بعد أن وصل عدوانها على السودان هذه الدرجة من المباشرة والوقاحة، بصورة عامة لم يذكر البرهان الإمارات طوال العامين الماضيين من عمر الحرب إلا مرة واحدة وكان ذلك في أغسطس من العام الماضي إبان مقترح مفاوضات جنيف الذي رفضه الجيش حينها ذكر البرهان أن السودان يرفض أي دور رقابي او وساطي للإمارات في أي مفاوضات او محادثات تتعلق بانهاء الحرب في السودان، قبلها وبعدها ترك أمر ذكر الدويلة لشخصيات أدنى منه في التراتبية مثل مساعد القائد العام ياسر العطا الذي لم يفتأ يذكر الدويلة ويهاجم عدوانها بلا مواربة او مداراة، كما ذكر وزير الإعلام الدويلة عدة مرات بصريح العبارة.. اليوم وبعد اتخاذ مجلس الدفاع والأمن قرارا بإعلان دولة الإمارات دولة عدوان وقطع معها كافة العلاقات الدبلوماسية كان الكثيرون يتوقعون وينتظرون من البرهان أن يذكر الدويلة هذه المرة علنا ولكنه لم يفعل، والحقيقة أن هذا الأمر لا ينبع من خوف او تردد من قبل رأس الدولة بل هو أمر محسوب ومقصود تماماً، الهدف منه هو توفير مساحة للمناورة الدبلوماسية إضافة إلى الاحتفاظ لفرصة أخرى لمستوى أعلى من التصعيد فلا زالت الحرب طويلة ولا زال الوضع ذو تعقيدات عديدة، فهناك قيمة مختلفة لذكر رأس الدولة لدولة أخرى، أعلى من قيمة قرارات مؤسسات الدولة نفسها او تصريحات مسؤولين أدنى منه في الدرجة.. اما فيما يخص بيئة الخطاب فقد رأى البعض أيضا ان يكون رسمي الطابع يلقيه من على مكتب او منصة كعادة الخطابات الرسمية ولكن تقديري أن فكرة ان يكون الخطاب في الهواء الطلق وخلفيته آثار العدوان الإماراتي أكثر وقعاً فهو يحمل عدة رسائل قوية وهي التذكير بأن العدوان هو سبب التصعيد كما أن العدوان لم يرهب الدولة ولم يؤثر على الأمن العام وأن زمام الأمور ما زال في يد قيادة الجيش فأن يأمن رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش على نفسه في ذات مكان العدوان دلالة على السيطرة الأمنية ورسالة تحدي خصوصا لو استصحبنا حقيقة ان قصف فندق مارينا المجاور لمقر إقامة البرهان اليوم كان رسالة من الدويلة للقائد بإمكانية الوصول وأنك في المتناول..