
المصباح ذلك الشاب النحيف الذي بلغت شهرته الآفاق وهو يزود عن السودان الوطن الواحد ما قد كان وما سيكون كان حلم عمره الخروج جهادا في سبيل الله ما دامت القدس تزرى من كلاب .
سمعنا يوما من المقربين إليه وإلى الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد أنه أراد الخروج جهادا في سبيل الله ولكن شيخ الصادق ترجاه بان لا يذهب إلى الجهاد خارج السودان عسى ولعل أن يوفق بالجهاد هنا في السودان لنصرة الحق وصدقت نبوءة الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد .
ظهر المصباح قائدا لكتيبة ( البراء بن مالك ) في الحرب التي اشتعلت في السودان بتاريخ ١٥ أبريل ٢٠٢٣ م فقد وجد ما كان يسعي إليه في سبيل الله حقا .
كان المصباح شابا تقيا نقيا ورعا غير معروف للعامة وكان تلميذا نجيبا هاديا راضيا وخادما مطيعا للشيخ صادق عبد الله عبد الماجد وضيوفه الكرام بحي شمبات بالخرطوم بحري وملازما له حتى وفاته . وفي يوم وفاة الشيخ صادق وقبل الصلاة عليه في صبيحة يوم الجمعة ٢٩ مارس ٢٠١٨ م كانت الصفوف قد استوت للصلاة عليه وفي الصف الأول المقابل للجثمان الطاهر جاء رجال أمن حماية الرئيس السابق عمر البشير ودخلوا في مناوشات مع أحد المصلين من الذين كانوا يقفون في الصف الأول لأنه رفض إبعاده من الصف الأول ليحل محله الرئيس البشير ومعه الفريق عبد الرحيم محمد حسين لأداء صلاة الجنازة في الصف الأول حسب المراسم .
ولكن ذلك الشخص رفض رفضا باتا إخلاء مكانه خاصة هو من البدريين في حركة الإخوان المسلمين ومن الذين تدربوا في أفغانستان في بداية الثمانينات من القرن الماضي وجمعته عدة لقاءات مع قادة المجاهدين في أفغانستان مع عبد رب الرسول سياف وقلب الدين حكمتيار وأحمد شاه مسعود وكان وقتها باب الجهاد بالنفس وبالمال في أفغانستان مفتوحا على مصراعيه في كل الدول العربية والإسلامية وخاصة دول الخليج العربي ومن الذين أثروا عقيدة الجهاد حبا لله في نفس المصباح المنير .
أطلق هذا الشخص المجاهد حديثا بصوت عال أسمع من حوله بأن لا يتحركوا من أماكنهم في الصف الأول للرئيس أو غيره من أتباعه وردد في غضب باد : أن راي الشيخ صادق في حكومة الانقاذ
( بانها حكومة احتواها الفساد وغرقت فيه ) أي معناها بفسادها هي أسوأ الحكومات التي مرت على السودان ) !!
فما كان من رجال الأمن إلا أن أخذوا الجثمان وحركوه من مكانه حتى يعملوا صفا أول جديدا للرئيس البشير والفريق عبد الرحيم محمد حسين ولحق بهم بعد ذلك علي عثمان محمد طه وإبراهيم السنوسي .
صلى الراحل الحبر يوسف نور الدائم إماما بالمصلين على الجثمان الطاهر .
كان المصباح يقف بجوار مقبرة الشيخ صادق عند الدفن ثم نزل إلى القبر مشاركا في دفنه مع عابدين درمة المشهور بدفن الموتى وكان يتلقى التعازي من الناس الذين شهدوا مراسم الدفن كأنه واحدا من أهل الشيخ المتوفي ، بل هو أهله .
مرفق أعلاه صورة منتشرة للمصباح واقفا بجوار البروف الحبر يوسف نور الدائم عليه رحمة الله وهو بقميصه المخطط ،
ثم صورة خاصة له بالقميص نفسه وهو يهم بالنزول إلى القبر من تصويري الخاص .
رحم الله الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .