
بقلم #مهيد شبارقة
مع اشتداد أمد الحرب العبثية في السودان، برزت مؤشرات قوية كأدلة قاطعة على عودة تدريجية لتنظيم الحركة الإسلامية إلى قلب المشهد السياسي والعسكري،خاصة من خلال توغلها في مراكز صنع القرار داخل قيادة الجيش،هذا التنامي أعاد للواجهة مخاوف قديمة بشأن #مستقبل الحكم المدني، وأثار جدلاً واسعًا بين أطياف القوى السياسية والمجتمع السوداني.
#تصريحات تكشف النوايا: /نحن العمق الاستراتيجي للجيش”
في مقابلات متفرقة وتصريحات علنية، أكد قياديون في الحركة الإسلامية – أبرزهم د. #أنور الحاج، عضو هيئة الشورى للحركة – أن (#الحركة لم تغب،بل كانت تتحرك بصمت واليوم تعود لحماية الدولة من الانهيار.” مضيفًا: (#نحن العمق الفكري والاستراتيجي للقوات المسلحة، ولن نسمح بانزلاقها في تسويات تجهض هوية الأمة.
ومن جهته، قال القيادي البارز /#علي كمال الدين في ندوة أقيمت أم درمان:
#الجيش في حاجة إلى من يملك رؤية ومشروعًا، ونحن في الحركة نملكه ولسنا عابرين، بل شركاء أصيلون..!!!)
#ولازال النفي الرسمي من القيادة العسكرية
لأي شراكة:
في المقابل، سارعت القيادة العامة للجيش إلى نفي أي علاقة لها بتنظيم الاخوان أو اي خضوع من قبلها لتوجيهات قادة الحركة الإسلامية، معتبرة ذلك “#محض شائعات مغرضة برغم التعينات البارزة لمجموعة من اعضاء.التمظيم…!!!!
وصرّح الناطق الرسمي باسم الجيش العميد #نبيل عبد الله قائلاً:
(#القوات المسلحة مؤسسة وطنية لاتتبع لأي حزب أو جهة أيديولوجية وما يُثار حول نفوذ الإسلاميين في الجيش مجرد محاولة لضرب الثقة بين الجيش وشعبه)
لكن هذا النفي لم يهدئ الانتقادات الدائرة، خاصة في ظل #ظهور شخصيات محسوبة على النظام السابق في دوائر اتخاذ القرار، وتوظيف خطاب تعبوي مشابه لما كان عليه الحال إبان عهد الإنقاذ….!!!
#تداعيات على العملية السياسية والمجتمعية:
لاخلاف في ان عودة الحركة الإسلامية بهذا الشكل، وفي هذا التوقيت تحديدا، عمّقت الشكوك في نوايا جنرالات الجيش تجاه ما يدور في العملية السياسية والانتقال المدني.
فالعديد من القوى الثورية والمدنية رأت ان في ذلك #انقلابًا ناعمًا على أي أمل لبناء دولة مدنية جديدة، وهو ماعبّر عنه الناشط السياسي /#محجوب عوض بقوله: “
(#نحن لا نرفض الإسلام الذي ولدنا على نهجه،بل نرفض استغلاله والمتاجرة بشعاراته من قبل ساسة العهد البائد لتكريس السلطة بأيديهم مرة اخرة وبروز عهد الاستبداد من جديد)
#ثمة سؤال هنا هو تحالف لحظي فرضت ظروف حربهم العبثية أم فقط اعادة لمشروع سابق دائم..؟
فبرغم الانكار الا أن بعض جنرالات الجيش يرون في هذا التحالف الواضح تكتيكًا ضروريًا في لحظات عسكرية حرجة، إلا أن بعض.المراقبين يعتبرونه رهانًا خطيرًا جظا وقد يدفع لالبلاد إلى نفق أعمق مما هي فيه الان، خاصة إذا ما تكررت ذات #تجربة التمكين والاحتكار التي أطاحت بوزراء حكومة الفترة الانتقالية لثورة ديسمبر المجيدة.
#خلاصة المشهد:
بين تصريحات تؤكد عودة قوية وعنيفة لتنظيم الحركة الإسلامية، والنفي العسكري المستمر لأي ارتباط بها، يبقى الواقع المرير على الأرض كماهو أكثر تعقيدًا،ووسط نيران الحرب العبثية والانقسام السياسي، تتجدد المخاوف من #إعادة إنتاج ذات المنظومة الاجرامية التي #قادت السودان إلى كل أزماته الراهنة، وهذه المرة ربما بثوب جديد ولكن بنفس اجندة التنظيم الاخواني العالمي الذي لايؤمن بحدود البلدان أكثر من إيمانه
بممارسة الاقصاء والتطرف.