يعادون المجتمع الدولي، ويدعوننا لمعاداته لأنه يطالبهم بإعادة الديمقراطية التي يخافونها. إنهم لا يعملون من أجل عزتنا وكرامتنا، بل فقط حتى لا تطالهم المحاسبة

يعادون المجتمع الدولي، ويدعوننا لمعاداته لأنه يطالبهم بإعادة الديمقراطية التي يخافونها. إنهم لا يعملون من أجل عزتنا وكرامتنا، بل فقط حتى لا تطالهم المحاسبة والعقاب. إنهم يحاربون كي لا يطلّ ذلك الفجر، لكنه آتٍ لا محالة!
عصب الشارع ـ صفاء الفحل
بين السياسة والرجولة
من حق البلابسة أن يعيدوا شعارهم القديم: “الكفرة الأمريكان ليكم تسلحنا”. فالعقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على الحكومة الافتراضية في بورتكوز لا تهم أو تؤثر كثيرًا على البرهان كما أوضح، ولا على المجموعة التي تحيط به من كيزان العهد المباد؛ فهم لن يجوعوا مثل محمد أحمد الغلبان، ولن يفقدوا الرعاية الصحية على أعلى مستوى. وبما أن الوطن والمواطن هما آخر همهم، فلا يهم إن انهارت التنمية أو توقفت شبكة الكهرباء والمياه المنهارة أصلاً، أو فتكت الأمراض الوبائية بالعاجزين والأطفال الغلابة. لا شيء يهم سوى أننا رجال، وسنحارب المجتمع الدولي كله ونهزمه بالشعارات وشدّ الأحزمة والهتافات والتظاهرات مدفوعة القيمة والخطب الرنانة!
نعم، أنتم أقوياء، صناديد لا تخافون إلا من الله سبحانه وتعالى، ولكن نسألكم أن تخافوا الله في هذا الشعب المسكين، الذي لا حول له ولا قوة أمام جبروت أسلحتكم وقوانينكم الجائرة وتسلطكم على رقابه. وأن تفصلوا من أجل مستقبله بين رجولتكم والسياسة، فليس من الرجولة أن تقودوا شعبًا كاملًا إلى الهلاك لإثباتها، بينما تتخفون خلفه لحماية أنفسكم من المحاسبة على أعمال اقترفتها أيديكم القذرة، وتواصلون الكذب والخداع بأنكم تفعلون ذلك ليعيش الشعب في رفاهية وكرامة، بينما تدوسون على كرامته صباحًا ومساءً!
من يقودون هذه الحرب من الطرفين لهم أسبابهم الشخصية وأحلامهم في الثراء والسلطة والجاه، ويملكون المأوى والمال إن ضاق بهم الحال. ولكن المغيبين الذين يرددون خلفهم شعارات جوفاء دون وعي، هم من سيكتوون بنيران هذا الدمار عندما ينجلي غبار المعارك وتظهر الحقيقة، ليكتشفوا أنهم لم يقاتلوا من أجل وطن أو دين أو كرامة، بل فقط لمساعدة حفنة من الأرزقية الذين ساقوهم إلى هذا الوهم، ثم تركوهم على قارعة الطريق في العراء، بلا وطن حقيقي يأويهم، بلا مستقبل أو كرامة.
ولئلا تخدعنا الشعارات الزائفة، يجب علينا أن نؤمن بأن كل ما يقوله العالم من حولنا هو حقيقة. فهم يستخدمون الأسلحة المحرّمة لإبادتنا، ويقصدون بإطلاق المسيرات والقنابل والطائرات تدمير بنيتنا التحتية. كما يكدّسون أموال الإغاثات التي يجود بها العالم علينا في الخارج، ويتدثرون بهذه الحرب لسرقة أموالنا وثرواتنا. أما الشعارات التي يرفعونها، فما هي إلا لذر الرماد على العيون؛ فهم لا يتسلحون لإبادة أمريكا، وهم يعلمون أنهم غير قادرين على ذلك، بل يتسلحون لإبادتنا نحن.
علينا أن نقف صامدين في وجوههم، بلا تراجع عن شعارات ثورة ديسمبر العظيمة، فهي سبيلنا الوحيد لإعادة ترميم الوطن الذي دمرته مطامعهم. وعلينا أن نعلم أنهم يعادون المجتمع الدولي، ويدعوننا لمعاداته لأنه يطالبهم بإعادة الديمقراطية التي يخافونها. إنهم لا يعملون من أجل عزتنا وكرامتنا، بل فقط حتى لا تطالهم المحاسبة والعقاب. إنهم يحاربون كي لا يطلّ ذلك الفجر، لكنه آتٍ لا محالة!
والثورة لن تتوقف حتى تعود العزة والكرامة للوطن والرحمة والخلود لشهدائنا
الجريدة
وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ