حظي بإجماع نادر من القوى السياسية والمجتمعية،، كامل إدريس،، ( متفقٌ عليه)
تعيينه شكَّل اختباراً حقيقياً لقدرة السودان على إنتاج قيادة مختلفة..

السند الشعبي قيمة تساعد أي حكومة تتطلع إلى تحقيق النجاح..
الصلاحيات الكاملة، وتوفر الإرادة السياسية، مؤشرات لنجاحات حقيقية..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
حظي السفير الدكتور كامل الطيب إدريس، الذي أدى القسم لتولي منصب رئيس مجلس الوزراء، بإجماع شبه كامل من القوى السياسية والمجتمعية في مشهد نادر من التوافق الذي يراه مراقبون تحولاً إيجابياً ونوعياً في المزاج العام للشارع السوداني ورغبته الجمعية في الخروج من عنق الزجاجة، وتطلعه لتجريب وجه جديد خارج أُطر الوجوه المتداولة، ويتفاءل السودانيون، ويعلقون آمالاً عريضة على الرجل الذي يتمتع بكفاءة دولية، ويكتسب شرعية وقبولاً واسعاً يمكِّنه من تجسيد المعنى الحقيقي لرجل الدولة الرفيع، صاحب المشروع السياسي الذي يخرج من عباءة الانتماءات والولاءات الحزبية والقبلية الضيقة، ويُعلي من قيمة الوطن والمواطن.
أشواق وتطلعات:

وأدى السفير الدكتور كامل الطيب إدريس اليمين الدستورية رئيساً لمجلس الوزراء وسط تطلعات وأشواق غالبية الشعب السوداني بأن يقود إدريس سفينة الحكومة المدنية لترسو على شواطئ الأمن، والسلام، والحرية، والعدالة، الاستقرار، والتنمية، والازدهار، ولعلها الأمنيات ذاتها التي جعلت رئيس الوزراء الجديد، بخلفيته القانونية والدبلوماسية، وسجله المعروف بالاستقلالية، يحصد حالة من التوافق الوطني النادر من قطاعات واسعة من القوى المدنية والأهلية والمستقلة، فضلاً عن المنظومة العسكرية سواءً في القوات المسلحة أو القوة المشتركة أو القوات النظامية والأجهزة الأمنية، وهو مشهد غير مألوف في مسرح السياسة السودانية بأن يتحقق مثل هذا لإجماع حول رجل يأتي لتسلم مهام منصب سياسي، نستثني من ذلك ما تحقق في سودان ما بعد الثورة لدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السابق، ولكنه للأسف لم يستثمر في قيمة هذا الإجماع الذي كان له بمثابة رأس مال سياسي، فكانت نهايته المُخيِّبة للأشواق، بارتمائه في أحضان العمالة والارتزاق.
اختبار حقيقي:

وبحسب مراقبين فإن تعيين دكتور كامل الطيب إدريس، شكَّل اختباراً حقيقياً لقدرة السودان على إنتاج قيادة انتقالية مختلفة، قادرة على كسب ثقة الداخل والخارج، وفاردة أجنحة من أمل جديد تحلق في فضاءات بلد أنهكته الحروب والانقسامات، ولعل ما أحدثه أداء القسم من شبه إجماع سياسي، وتوافق والتفاف شعبي حول الرجل، يمكن أن يكون نقطة محورية ينطلق منها رئيس الوزراء الجديد لتنفيذ مهمته العصيبة، ذلك أن السند الشعبي يبقى قيمة مهمة تسعى إلى تحقيقها أي حكومة تتطلع إلى إثبات وجودها وإحراز الحد الأدنى من النجاح المطلوب، وها هو السيد كامل إدريس وبمجرد تأديته القسم يحصد ما يشبه الإجماع الكامل والذي ينبغي أن يستثمره الرجل لصالح إنفاذ برنامجه الذي وعد المواطنين بتنفيذه، وتكريس وقته وجهده من أجل تحقيق العيش الكريم للشعب السوداني.
مؤشرات عديدة:
ويقرُّ الباحث والكاتب الصحفي الأستاذ الركابي حسن يعقوب بوجود مؤشرات عديدة على أن ثمة توافق غير مكتوب بين القوى السياسية الوطنية والمجتمعية المؤيدة للجيش وللقيادة السياسية في حرب الكرامة على أهلية السفير الدكتور كامل إدريس لتولي مهام رئاسة الجهاز التنفيذي، وينوه الركابي في إفادته للكرامة إلى أهمية هذا التوافق ( النادر) بالنظر إلى تباين اتجاهات القوى السودانية، ومشاربها الفكرية، ورؤيتها لمستقبل الحياة السياسية في سودان ما بعد الحرب، مبيناً أن هذا التباين بين القوى السياسية لم يمنع الاتفاق حول شخصية كامل إدريس، الأمر الذي يعطي دلالة أولى على إمكانية توفر فرص أوسع ليحقق الرجل النجاح في مهمته.
استقلالية:
وينوه الباحث والكاتب الصحفي الأستاذ الركابي حسن يعقوب إلى مؤشر مهم، قال إنه يصب في معين النجاح المتوقع للسيد رئيس الوزراء السفير الدكتور كامل إدريس ألا وهي عدم انتماء إدريس إلى جهة سياسية بعينها طوال مسيرته الحافلة في الحياة العامة والتي اتسمت بالاستقلالية سواءً داخل السودان، أو حتى على صعيد عمله الخارجي في بلاط الأمم المتحدة، مبيناً أن المؤشر الذي دفع الناس إلى الالتفاف حول إدريس في توافق وشبه إجماع من قوى سياسية ومجتمعية ستكون له خير زاد ومعين في مشوار تجربته التنفيذية مما سيمهِّد له الطريق نحو تحقيق النجاح في مهمته، باعتبار أن رئيس الوزراء الجديد لن يجد أي تعقيدات سياسية، أو اجتماعية يمكن أن تعيق قطار برنامج حكومته المرتقبة.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر تبقى أمام السفير الدكتور كامل الطيب إدريس فرصة كبيرة لتحقيق النجاح في قيادة حكومة انتقالية مدنية كاملة الدسم ارتكازاً على ما يحظى به من توافق واسع، وشبه إجماع سياسي ومجتمعي، مقروءة مع توفر إرادة سياسية وصلاحيات كاملة وعدت قيادة الدولة أن تمنحها للرجل، هذا فضلاً عن التعاون، وإعمال التنازلات من كل الأطراف بما يمنح رئيس الوزراء أرضية خصبة للعمل المنتج والمثمر، واتخاذ قرارات جريئة وجادة لصالح الوطن، ورغبة المواطن.