

نسمع كثيرا عبارة ” بحرى نفر” واصبحت سمة يوصف بها اهل بحرى من قبل سكان المناطق الاخرى , فاهل الخرطوم و ام درمان يداعبون اصدقائهم من اهل بحرى فيقولون لهم ” بحرى نفر” فما هى قصة هذه المقولة ؟؟
فى الستينيات و السبعينيات كانت مدن العاصمة الثلاثة ( الخرطوم و الخرطوم بحرى و ام درمان) يتصلون ببعضهم البعض بمواصلات منتظمة و ذات كفاءة ولم تكن هنالك معاناة فى المواصلات كتلك التى شهدناها فى العاصمة قبل الحرب الملعونة ,. ومن ابرز وسائل المواصلات كانت عربات التاكسى ذات اللون الاصف و الشريط الاخضر الخاص بتاكسى مديرية الخرطوم ( فى ذلك الزمن كان التقسيم الادارى للمدن بالمديريات وليس كما الان ولايات و محافظات) اذ انه كان لكل مديرية لون خاص بالتاكسي الذى يعمل بها , ومن ضمن عمل التاكسى بالاضافة للمشاوير الخاصة كان هنالك التاكسى الذى يعمل بطريقة ” الطرحة” اذ تقف التكاسى (ج تاكسى) فى المحطة الوسطى فى المدن الثلاثة فى صف طويل منتظم وتقوم بنقل الركاب عندما يكتمل عدد الركاب وهو فى الغالب 5 ركاب و لايقبل سائق التاكسى بالمغادرة الا حين اكتمال عدد الركاب وفى بعض الاحيان يضطر الركاب داخل التاكسى الى انتظار اكتمال عدد الركاب بفارغ الصبر وكثيرا ما تحدث احتكاكات و شجار بين لبركاب و سائق التاكسى فى هذل الامر , و الرحلة دائمة معروف خط سيرها من المحطة الوسطى الخرطوم و ام درمان الى المحطة الوسطى بحرى او بالعكس) ومهمة امتلاء التاكسى تترك لبعض الاشخاص الذين ينادون باعلى اصواتهم لركوب التاكسى وهم ما يسمونهم ” الركيبة” وهؤلاء الركيبة فى المحطة الاسطى ام درمان و الخرطوم هم من اطلقوا ” بحرى نفر” وهم يحفزون الركاب للاتيان سريعا و الركوب فيوعزون لهم انه تبقى شخص واحد فقط نفر) لامتلاء التاكسى و اتمام العدد ثم المغادرة فيسرع الراكب المستعجل الى الركوب الى بحرى ست الهوى . وكانت هذه التكاسى مزدهرة قبل ظهور وسائل المواصلات الاخرى كالحافلات و البكاسى والامجاد و الترحال . وكانت كل العربات التى تعمل كتاكسى هى الهيلمان الانجليزى و البرلينيا الايطالى و الموسكوفيتش الروسى وهذا قبل ظهور السيارات اليابانية التى اكتسحت السوق و هيمنت عليه الى اليوم مثل التويوتا و النيسان و المازدا و الهوندا .
وفى الصورة المرفقة موقف تكاسى الطرحة من ام درمان الى بحرى فى المحطة الوسطى امدرمان و بحرى .
وبحرى نفر
الى اللقاء