رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

12 ديسمبر الذكرى الاولى لرحيل ملك الاغنية السودانية الجميلة الاستاذ محمد ميرغني …. طيف ذكراك بدمع القلب أبكاني

FB IMG 1734100380724

تمر علينا اليوم 12 ديسمبر 2024 الذكرى السنوية الاولى لرحيل الاستاذ محد ميرغنى ملك الغناء الجميل و اخر عمالقة الغناء السودانى وردى و الكابلى و محمد الامين و صلاح بن البادية !
ففى يوم 12 ديسمبر 2023 غادرنا الاستاذ محمد ميرغنى من دار الفناء الى دار البقاء . و كان عليه الرحمة و المغفرة انسان جميل و فنان جميل ومحب لكل ماهو جميل ومن زمن جميل ولك ان تتخيل فنان يبدأ حياته باغنية من من العيار الثقيل كلمة و لحن و اداء وهى ” انا و الاشواق” والتى نحسبها واحدة من اجمل الاغنيات السودانية على مر الزمان والتى سجلها فى الاذاعة فى العام 1965م ومهدت له الطريق الى قمة الابداع مع زملائه الذين ساروا فى هذا الدرب من قبله ! وبعدها اتحف الناس باعمال غنائية استثنائية فى الابداع و الجال و التفرد وعلى سبيل المثال لا الحصر ” تباريح الهوى ” لو قدرت تغيب” ” حنينى اليك” ” عاطفة و حنان” ” حلو العيون”
الاستاذ ميرغنى محمد ابنعوف مجذوب المشهور لدى الجميع ب محمد ميرغنى كان قد بدأ حياته كمدرس في المدارس الحكومية وقام بتدريس الكثير من التلاميذ الذين صاروا لهم شانا كبيرا فى حياتنا، كما كان الأستاذ رياضيا مطبوعا لعب كرة القدم في نادى الامير البحراوى وكان حريف جدا فى اللعب بشهادة كل من شاهدوه فى الملعب الاخضر . وكان الاستاذ واحد من معالم بحري ورمز من رموز الختمية وكنا نفاخر به الاخرين فنقول لهم مداعبين “احنا فى بحرى عندنا عبد العزيز داوود وخضر بشير والكابلي وصلاح بن البادية ومحمد ميرغنى انتو عندكم منو؟؟ وكنت اسعد كثيرا بمشاهدته وهو يجلس في محل صديق عمره وكاتم اسراره المرحوم فضل السيد عريبي الترزى في سوق الختمية وهو يعطر المحل بوجوده وأحاديثه الشيقة الممتعة وعندما الاقيه كان يتلطف معي في الحديث بالسؤال عن الاهل والعائلة وكنت أقف امامه متأدبا فالرجل بلاضافة الى كونه أحد الشخصيات القومية ذائعة الصيت واسعة الشهرة، كان يمتلك هيبة هؤلاء المدرسين الذين كنا ونحن صغار نختبئ عند رؤيتهم وهم يسيرون في الطرقات. وبدون العصبية للمنطقة او الحلة فان الأستاذ محمد ميرغنى كان يعتبر بدون مبالغة ملك التطريب فى الاغنية السودانية و رائد المدرسة الرومانسية حيث الكلمة الرقيقة المعبرة “اشتقت ليك ساعة المساء فرد الجناح لملم مصابيح النهار والكون شرب لون الجراح والعتمة نامت في الدروب والليل لبس اجمل وشاح ” بلاضافة للألحان الجميلة المسبكة من الأستاذ الراحل المبدع حسن بابكر ” انا و الاشواق” وكنت في مقال سابق تحدثت عن اغنيته الرائعة ” لما تطلع يا صباحى ” و قمت فيها بتحليل الكلمات و الخط اللحني لها وبينت مدى الشحنة الإبداعية الموجودة فيها مع الأداء الخرافي للأستاذ محمد ميرغنى . الصورة المرفقة والتى اهداها الينا الابن وليد محمد ميرغنى من ارشيفه العائلى الخاص نرى فيها الاستاذ الراحل محمد ميرغنى برفقة ابنه وليد فى حفل تكريم للاستاذ , وبهذه المناسبة فان الابن وليد هو الابن البار والاكثر شبها بوالده الرحل وهو يسير بخطوات واثقة فى نفس درب الفن و الابداع وله العديد من الاعمال الخاصة والتى لا نشك فى انها سوف تضعه يوما فى اعلى قائمة المبدعين فى السودان , نسال الله له التوفيق و السداد
وفى الختام نسال الله ان يتقبل الاستاذ محمد ميرغنى القبول الحسن وان يغفر له و يرحمه و يسكنه فسيح جناته
والى اللقاء

زر الذهاب إلى الأعلى