
⚽️ ضربة حرة مباشرة
بقلم/معاوية أبوالريش
مابين الأفعال والأقوال، تقع كرة القدم السودانية ضحية عقول إعلامية قاصرة وغير مستعدة لفهم أبجديات المهنية الرياضية. إن تعيين العُماني خليل البلوشي للتعليق على مباراة الإياب المنتظرة بين الهلال السوداني والأهلي المصري يمثل تحدياً صارخاً لمفهوم الحياد المطلوب في الإعلام الرياضي. فالبلوشي، المشجع المعروف للأهلي المصري والذي كرّمته إدارة النادي الأحمر بقيادة محمود الخطيب، ليس مجرد معلق رياضي؛ إنه مشجع معروف بانتمائه الواضح، مما ينزع عنه أي قدرة على تقديم تعليق محايد ومهني أثناء المباراة.
ولكن الأدهى والأمرّ، هو رد فعل بعض الإعلاميين السودانيين الذين وصفوا نقد هذا التعيين بأنه “موضوع انصرافي”. هؤلاء الإعلاميون يعكسون عقلية مستفزة وغير واعية بأهمية الحياد في توجيه الرأي العام. فالمعلق الرياضي ليس مجرد صوت؛ إنه أداة قادرة على التأثير في تصورات وانطباعات الجماهير حول مجريات المباراة، بل وقد يغير فهم المشاهدين للحدث الرياضي بأكمله إذا لم يكن حيادياً.
إضافة إلى ذلك، فإن موقف الإعلاميين السودانيين يعكس روح التراخي والانتظار السلبي، حين قال أحدهم بأنه لن يصمت إذا لمس انحيازاً بعد انتهاء المباراة. لماذا نكون دائماً رد فعل، ولا نقوم بالفعل؟ لماذا ننتظر وقوع الظلم حتى نتصدى له؟ تلك العقلية هي التي تعيق تقدم كرة القدم السودانية وتبقيها رهينة الإدارات والإعلاميين غير المؤهلين لحماية مصالح الأندية السودانية.
في المقابل، لا يخفى على أحد أن إدارة قنوات بي إن سبورت تُدار بلوبي إعلامي شمال أفريقي من دول مثل تونس والمغرب ومصر والجزائر، مما يجعل تلك الدول تحظى بمساحات رياضية أكبر على حساب دول أخرى أقل نفوذاً. هذا التوجه الواضح في سياسة القناة يجعل من الضروري على الإعلاميين السودانيين مواجهة هذا الواقع بشجاعة بدلاً من التخاذل والتهاون.
ختاماً، المطلوب هو تغيير جذري في ثقافة الإعلام الرياضي السوداني: ثقافة تؤمن بأهمية الحياد الإعلامي، وتسعى لحماية حقوق الهلال السوداني والأندية السودانية بجدية واحترافية. إن تجاهل موضوع البلوشي كونه انصرافي من وجهة نظرهم يعكس قصر فهم وغياب الرؤية، ولذا علينا كإعلاميين وجماهير أن نرفع الصوت ونواجه بكل الوسائل الممكنة التعيينات المنحازة، قبل أن يقع الفأس في الرأس.